الرئيسية » فيحاء عبد الهادي »   26 آذار 2017

| | |
باسل وريما: «المضارع المستمر»
فيحاء عبد الهادي
 
 

في محاولة للمشاركة في القضايا، المطروحة للنقاش، في مقالتيّ المنشورتين، بتاريخ 12، و19 آذار 2017، تحت عنوان: "باسل الأعرج: المثقف العضوي"، و"ريما خلف والفضاء الخامس: فضاء الحرية"؛ أستضيف ضمن "مساحة للحوار"، بعض المشاركات التي وصلتني، مع الاختصار. 
ربطت المساهمات التي تلقيتها، بين الجرأة والأخلاق والضمير والحق التاريخي، وعبَّرت عن التقدير العالي لنموذج الشهيد المثقف، ذي الشعلة المتوقدة: "باسل الأعرج"، ونموذج المرأة الشجاعة، صاحبة المبدأ الحر: "ريما خلف"، وثمَّنت الربط بين أصحاب المبدأ الحر وبين من احتوتهم الأرض من ثوار العالم الحر.
أكَّدت المشاركات أن النموذجين زرعا الأمل في نفوس العديد من الفلسطينيين، والعرب، وعشاق الحرية عبر العالم.
وطرحت المساهمات تساؤلات مهمة وملحة: ما رأي ذوي القرار عندنا إزاء التقرير، وموقف "ريما خلف"؟ ما دور مؤسساتنا في تفعيل العمل الدولي لمواجهة هذه الغطرسة؟ وما دورنا كأفراد في دعم تقرير مبدئي يسمي الممارسات الصهيونية بأسمائها؟
*****
"شكراً لك زميلتي على هذه المقالة التي تربط بين خطوة ريما الجريئة والأخلاقية والضميرية وبين من أحبوا الأرض وما عليها، فما سيكون رأي ذوي القرار عندنا إزاء هذا التقرير وموقف ريما خلف؟"
جوني منصور/ حيفا
*****
"المقالة تعبِّر عن مدرسة في النضال كان يحياها "باسل الأعرج"؛ بل أعطى بحياته نموذجاً لها. إنه دور المثقف الذي نتوق إليه في بلادنا. غداً سنقيم في دار الندوة لقاء تحية له وسنوزع مقالتك. لقد كان فيها منذ سنة في ندوة الشباب القومي العربي. أما عن سحب تقرير الإسكوا؛ أرى أن قرار الإلغاء هو بداية الطريق". 
نجلاء نصير بشور/ بيروت - لبنان
*****
"سؤال: هو ما دور مؤسساتنا نحن في تفعيل العمل الدولي لمواجهة هذه الغطرسة، وما دورنا كأفراد في دعم تقرير مبدئي يسمي الممارسات الصهيونية بأسمائها؟ كل التقدير لوضع المجتمع الفلسطيني تحت مجهر مسؤولياته".
سهام نايف أبو غزالة/ الكويت - عمان
*****
"المقالة تفتح نافذة للنقاش، أشرتِ إلى شيء مهم جداً في ملحمة باسل، ألا وهي "بطولة الإنسان العادي". 
فباسل لم يكن من الخوارق، وهو بنفسه كان دائم الحديث عن عدم أسطرة الشهيد حتى لا نبقى سجيني النوستالجيا. حتى من أفكاره وكتاباته، كان دائما يعتمد على أمثلة بسيطة كالنيص والبرغوث. باسل حوّل كل كيانه إلى علبة أدوات للاستعمالات اليدوية، وأصبح قادراً على تكييف ذكائه للأشياء البسيطة والمعقدة، للقضايا الكبيرة والهموم الصغيرة على حد سواء. لدينا أصدقاء مشتركون في فلسطين يحكون لي عن إنسانيته وروحه المتوقدة. ياه، ما أحوجنا إلى أبطال مثل باسل! 
في جنازته، حدثتني صديقة فلسطينية عن أروع زفة رأتها في حياتها. حدثتني عن تقليد "الواو" في قرية الولجة، الذي يعتمد على شخصين اثنين يحملان فوق الأعناق ويتبارزان بالشعر عن طريق أبيات ثلاثية ومن ثم يسلم أحدهما المبادرة إلى غريمه ويقول له: "وهاي واو"، ليبدأ غريمه في الرد عليه شعرياً بثلاثية مرتجلة، ويقول له نفس اللازمة كإعلان دوره للرد. أخو باسل، حمل بين الأعناق في الجنازة، وتوجه إلى باسل ونظم "الواو"، وردَّ على نفسه، وكأن "الواو" بمثابة حرف عطف بينه وبين باسل، الحاضر الدائم، الذي لا نستطيع الحديث عنه بصيغة الماضي لأنه على رأي صديقتي "بدور حسن" سيبقى "مضارع مستمر".                                                                                              هيكل الحزقي/ تونس
*****
"باسل وغرامشي والفكر المعرفي، والتكامل المعرفي العملي".     
سوسن كاردوش قسيس/ كوبنهاجن - الدنمارك
*****
"كل التقدير والامتنان لمن يزرع الأمل في نفوسنا، بعد أن أوشكت على اليأس من أساليب بعض القيادات الموجودة رغماً عنا".                                                 
آمنة الخطيب/ بيروت - لبنان                                                                                      
*****
"عرفت باسل حين بدأنا بجمع روايات البطولة عن ثورة 1936- 1939. قال لي: إحنا بدنا نكتب من شان نسد فراغ، هذا جهد باحثين، كتير بيشتغلوا عليه..بدنا نبحث عن حكايات البطولة، وروايات الملاحم والكفاح من خلال هذه الروايات". وقبل اختفائه الأول بعدة أيام، كنا في المقهى نشرب قهوة، فدعاني والصحافية "جنان السلوادي"، وذكر لنا قصصاً لبطولات يجب أن نعمل على توثيقها، مثل قصة امرأة من سلواد كانت سباقة للكفاح، ووضع الموضوع أمانة في رقابنا. كان باسل يرفض فكرة التجول باعتباره نزهة وسياحة، كان يقاتل ليكون مدرسة يعي من خلالها المتجول أهمية وطبيعة وحكاية وإرث المكان الذي يسير فيه".
حمزة أسامة العقرباوي/عقربا - نابلس
*****
ماذا عن التحديات التي طرحتها المقالتان؟ 
أجابت بعض المشاركات عن بعضها، وبقي العديد منها قيد الإجابة: كيف يمكن أن تستفيد دولة فلسطين من تقرير الإسكوا، - والذي خلص إلى "أن إسرائيل أسست نظام أبارتايد يهيمن على الشعب الفلسطيني بأجمعه، وأن الوقائع والأدلة تثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن إسرائيل بسياساتها وممارساتها مذنبة بارتكاب جريمة الفصل العنصري (أبارتايد) كما تعرِّفها صكوك القانون الدولي"-؟
صحيح أن "ريما خلف" تستحق وساماً على موقفها المبدئي؛ ولكنها تستحق أكثر من ذلك. 
ما تستحقه، وما تطمح إليه هو العمل الحثيث من أجل الاستفادة من نتائج التقرير، على المستوى الرسمي "على الدول واجب جماعي يتمثل في ألاّ تعترف بشرعية نظام أبارتايد، وألاّ تقدم معونة أو مساعدة لدولة تقيم نظام أبارتايد، وأن تتعاون مع الأمم المتحدة والدول الأخرى على القضاء على نظم الأبارتايد، الذي يعتبر جريمة ضد الإنسانية".
كما تطمح أن تعمل مؤسسات المجتمع المدني، والأفراد، على "استخدام الأدوات المتاحة لهم لرفع درجة الوعي بهذا المشروع الإجرامي المتواصل، وللضغط على إسرائيل، لحملها على تفكيك هياكل الأبارتايد؛ امتثالاً للقانون الدولي".
faihaab@gmail.com
www.faihaab.com

مشاركة: