الرئيسية » غانية ملحيس »   17 أيار 2016

| | |
المَشْروع الوطني التَّحَرُّري الفلسطينيّ المَأمول ( 1 )
غانية ملحيس

تَلافِياً لأيِّ التِباسٍ أوْ اخْتِلاطٍ  مَفاهيميّ ، فَإنَّ المَقْصودَ بالمَشْروعَ التَّحَرُّريِّ الفلسطينيِّ النَّقيض للمَشْروع الاسْتِعماري الاستيطاني  الصّهيوني ، هو الرُّؤيَة  الاسْتْراتيجِيّة بَعيدَة  المَدى  ِللمُسْتَقْبَل الذي يَتَوافَقُ  عَلَيْهِ  الشَّعب  الفلسطيني داخِلَ الوَطَنِ  وفي الشَّتات .  والبُوصَلَة التي  يُفْتَرَض أن يَسْتَرشِدَ  بها  الفلسطينيّون كافَّة ، أفراداً  كانوا أم  جَماعات ، في  خُطَطِهم  وسُلوكِهم  وأنْشِطَتِهِم  السِّياسِيّة والدِّيبْلومَاسِيّة والعَسْكَرِيّة والقَانُونِيّة والاقْتِصادِيّة  والاجْتِماعِيَّة  والثّقافِيّة  عِبْرَ المَراحِلِ المُخْتَلِفَة ، لِضَمان  تَوافُقِها  واتِّساقِها  مَع  الأهدافِ  المُبْتَغاة  .

 وَعَلَيْه ،  يُتَوَقَّعُ  مِنْ  المَشْروع التَّحَرُّرِيّ الفلسطينيّ  أَنْ  يَتَضَمَّن  القِيَم  الأساسِيَّة والأفكارالرَّئيسَة  والمَبادِئ العامّة التي  يَنْبَغي أنْ  يَتَأسّسَ عَلَيْها  المُسْتقْبَل الفلسطينيّ  المَأمول ، كَيْ  يُوَجِّه  سياسات وأفْعالَ  الحاضِر لِبُلوغِ  المُسْتَقْبَل  المُسْتَهْدَف  بالسُّرْعَةِ  القُصْوى  والكُلْفَةِ  الدُّنيا  .

بِهذا الفَهْم ، فإنَّ  المَشْروع التّحَرّري الفلسطيني  النَّقيض  للمَشْروع الصّهيوني ، يُمَثِّل رُؤْيَةً  نَهْضَوِيَّة  مُسْتَحَقَّة   منذ  أكْثَر  مِنْ  قَرْن ،  لِمُواجَهَةِ  المَشْروع  الاسْتِعْماريّ الاسْتيطانيّ  الصّهيونيّ  الذي تَمَّ بلورته  في  إطارِ التّوسّع  الاسْتِعْماري الغَرْبي  في القَرْنَيْن التّاسِع عَشر والعِشرين . وسَعت عِبْرَهُ  القُوى الدَّوْلِيّة  المُتَنَفِّذة  إلى اسْتِئْصاِل فلسطين  كُلِّيّاً  من  الجُغْرافيا  والدّيموغرافيا  العَرَبِيّة ، واسْتِبْدالَها بِكيانٍ استيطانِيٍّ أجْنَبِيٍّ  هَجين ، يُلبي حَاجَتَها  لقاعِدَةٍ  اسْتِعمارِيّة مُتَقَدِّمَةٍ  مُسْتَدامَة ، في قلب  المنطقَةِ العَربيّة  المُمْتَدَّة من  جِبَال طوروس والبَحْرِ الأبْيَض المُتَوَسِّط  شَمالاً إلى المُحيطِ الهِنْدي وَبَحْرِ العَرب والصّحراء الكُبْرى جَنُوبا ً، وَمِنَ الخَليج العَربي وكُرْدِسْتان  شَرْقَاً  إلى المُحيطِ الأَطلسي غَرْباً . لأهَمِّيَّتِها الجيو- استْراتيِجِيّةِ  الفَائِقَة ، حيْث   تَلْعَبُ السَّيْطَرة عليها – مُنْذُ أَقْدَمِ العُصور -  دَوْراً  حاسِماً في تَرْجيح  مَوازين القُوى على الصَّعيدِ الدَّولِيّ . فَهْيَ  تَقَع  في مَرْكَزِ العَالم، وَتُشْرِف على خُطوط  التِّجارَةِ والمِلاحَةِ والمُواصَلاتِ  والاتِّصالاتِ  الدَّوْلِيّة ، وَتَمْتَلِك  ثَروات طبيعيّة ومعْدَنِيَّة هائلة ومُتَنَوِّعة ، وَمَوارِد مالِيّةٍ  وَفيرة ، ولَدَيْها ، أيْضاً ، احْتياطِيّات ضَخْمَة  للطّاقة الاسْتِخْراجِيّة ما تَزال  تُشَكِّل عَصَب الاقْتِصادِ  الدّوليّ  .  كما  تُشَكِّل هذهِ المِنْطَقَة ، في الوَقْتِ  ذاته ، أسْواقاً  اسْتِهلاكيّة  واسِعَة  وواعِدَة  مُتَسارِعة  النُّمُوِّ ، تَحْتاجُها  القُوى الدَّوْلِيّة  المُسَيْطِرَة  لِتَصْريفِ  فوائِضِهِا الإنتاجِيَّة السِّلَعِيّة  والخَدَمِيّة ، المَدَنِيَّةِ والعَسْكَرِيّة ، لِتَضْمَنُ لَها  تَوَسُّع وتَطَوُّرَ قدراتها الإنْتاجيّة التي تَفوق حاجاتها بِكَثيرٍ، وَلتَكْفَلُ  نُمُوِّ  طاقاتها التَّشْغيلِيّة  وَتَحْفَظ  اسْتِقْرار مُسْتَوَيات المعيشة  المُرْتَفِعَة لمُواطِنيها وَتَواصُلَ رَفاهِهم .

غَيْرَ أنَّ إدامَة السَّيْطَرَة على هَذِهِ المِنْطقة الحَيَوِيَّة لِمُددٍ  طويلة  يَتَعَذّر تَوْفيره بالأساليب التَّقْليدِيّة ، إذ  تَعاقَبَت عَلَيْها  على مَرِّ التَّاريِخِ   قُوى دَوْلِيّةً  عُظْمى  دونَ  أنْ  تَنْجَح  بالاسْتِقْرارِ فيها  .  ومع  أفولِ عَصْرِ الاسْتِعمار المُباشِرِ على الصَّعيدِ الدَّوْلِيّ ، باتَتْ السَّيْطَرَةُ عَلَيْها  تَحْتاجُ إلى شُروطٍ  خاصّة ، ذلك أنَّها  تَمْتَلِكُ كُلُّ  مُقَوِّماتِ النُّهوض الذّاتي، فبالإضافة  لِخُصوصِيَّة  مَوْقِعِها  وَثَراءِ موارِدِها   ، تُشَكِّل هذه المنطقة  مَرْكز إشعاعٍ  حضارِيٍّ  فَريدٍ  أثْرى البَشَرِيّة  على مَدى قُرون  طَويلَة  ، وما يَزال،  فهْيَ   مَهْدٌ  للدِّيانات السَّماويّة الثَّلاث  التي  يُؤْمِن  بها  أكْثَر من  60% مِن سُكَّان العالم . وشَكَّلت - قبل أنْ تَغْزُوها القُوى الاسْتِعْمَارِيّة الغَرْبِيّة - نَموذَجا رائِداً  للتَّعايُشِ والتَّسامُح والتَّفاعُلِ بين مُخْتَلفِ الدِّيانات والأعْراق والقَوْمِيّات ، وَتَسْكُنُها  شُعوبٌ  مُتَجانِسَة  فَتِيّة  التَّرْكيب ، ذات تاريخٍ  عَريقٍ  وثقافة  وحَضارة  ولُغَة  مُشْتَرَكَة ، وإيمان راسِخٌ  بِوَحْدَةِ  المَصير .

وَلإحْكامِ السَّيْطَرَةِ عَلَيْها  لِأطْوَلِ  فَتْرَةٍ  زَمَنِيَّةٍ  مُمْكِنَة ، وَجَدَتْ  القُوى الدَّوْلِيّة المُسَيْطِرَة  ضَالّتَها المَنْشودة  بانْتِزاعِ  فلسطين /البُقْعَة الجُغرافِيّة الصّغيرة  مِنْ حيث  المساحَةِ  وعَدد السُّكّان ، والفاصِل البَرِّيّ  بيْن مشْرِقِ الوَطَنِ العَرَبي وَمَغْرِبِه /  من الجُغْرافيا والدِّيموغْرافيا العَرَبِيّة ، واسْتِبْدالها بكِيانٍ اسْتيطانِيٍّ  أجْنَبِيٍّ  غريب ، يَضْطَّلِعُ بِمُهِمَّةِ  إِرْهابِ شُعوب المَنْطِقَة ، وَيُحافِظ   على  التَّجْزِئة القُطْرِيّة  التي اسْتَحْدَثَتْها  اتِّفاقات  سايْكْس - بيكو ، ويَحول  دُونَ  قِيامِ  دَوْلَةٍ  قَوْمِيَّة  فيها كما تَحْلُمُ  شُعوبِها .

وَأدْرَكَت هذهِ القُوى وُجود فُرْصَةٍ  مُواتِيَةٍ  لاسْتِخْدامِ  اليَهود  في  تحقيقِ مآرِبِها وإنْجازِ  ما سَبَقَ  وَعَجِز نَابليون بُونوبارت عَنْ  فِعْلَه أثْناءَ حَمْلَتِهِ لاحْتِلال المَشْرِق . فاليَهود ، أَيْضاً ،  مَجْموعَة صَغيرة  نسْبِيّاً  / 14.2 مليون نسمة / وِفْقا للبيانات الإحْصائِيّة  في مَطلع عام 2016 ، ورَغْم أنَّ نُفوذَهُم  يَفوق ذلك  بِكَثير ، إلا أنَّهُم  لا يُشَكِّلون لِأيٍّ مِنَ القُوى الدَّوْلِيّة المُتَنَفِّذة  تَهْديداً اسْتْراتيجِيّاً  جَدِّيّاً ، لا مَاضِياً  ولا حَاضِراً  ولا مُسْتَقْبَلاً ، ما  يُبْقِيهِم على الدَّوامِ  تَحْتَ  السَّيْطَرَة . كما  أنَّ بِالإمْكانِ  تَوْظيفِ  مُعْتَقَداتِهِم  الدّينيّة بالتَّمايُزِ عن سَائِرِ الأَغْيار / 7.3 مليار نسمة /  في تَعْميقِ عُزْلَتِهِم  وعَرْقَلَةِ انْدِماجَهُم  في مُجْتَمَعاتِهِم  الأصْلِيَّة .  وَيَسْهُل ، كَذلك ،  اسْتِدْعاء الأساطيرِ والوُعودِ  الإلهيّة  للشَّعبِ المُخْتار لاخْتِلاقِ  روابِطَ  حَصْرِيَّةٍ  تَقْتَصِرعَلَيْهِم  وَحْدَهُم  بِفِلِسْطين ، رغم  قُدْسِيَّتها  لأتباعِ الدِّياناتِ السَّماوِيّة الثّلاث .                      وعَلَيْه ، فَقَدْ  لَجَأت القُوى الدَّوْلِيّة  المُسَيْطِرَة  إلى تَوْظيف الدِّين اليَهودي بعد اسْتِكْمالِ  شَرْطِ   تَسْييسه  بإنشاء الحَرَكَةِ  الصّهيونِيّة ، وَتَحالفت  مَعَها  من أجلِ التَّعاوُنِ  سَوِيّاً في  تَصْدير المَسْألة اليَهودِيّة  الآخِذَةِ  في  التَّفاقُم  بِفِعْلِ  الصُّعودِ  القَوْمي  وَتنامي العُنْصُرِيّة  الأوروبيّةِ ، وتَّوافُقوا  سَوِيّاً على حَلِّها خارِج  الحُدود الجُغْرافِيّة الأوروبِيّة ، بِحَيْثُ  يُكَرِّس  قِيادَة  الحَرَكَة الصَّهيونِيّة  لِيَهود العالم  ويَضْمَنُ إنْشاءِ  مَرْكَزٍ  يَهودِيٍّ  مُسَيْطِرٍ لها  في  فلسْطين ،  ويُلبي ، في الوَقْتِ ذاتَه ، حاجَة القُوى الدَّوْلِيّة المُسَيْطِرَة لقاعِدَة اسْتِعمارِيَّةٍ  مُتَقَدِّمَة  تَكْفَل اسْتِدامَةَ هَيْمَنَتِها على عُمُومِ المنْطِقَة .  يُدْفَعُ  إِلَيْهِ بِدايَةً  اليَهودِ  المُسْتَهْدَفين المُقْتَلَعين بالقُوَّةِ مِنْ مَواطِنِهِم الأوروبِيَّة الأصْلِيّة  بَعْد إغْلاقِ كافَّة المَنافِذَ أمامَهُم  باسْتِثْناءِ  فلسطين ، وَتُعْهَدَ إِلَيْهِم  مُهِمَّة إرساءِ مُرْتَكَزاتِ الكِيانِ الاسْتيطانيّ المُسْتَحْدَث  ، ثُمَّ  يَسْتَوْعِبَ ، لاحِقاً ،  في بُنْيانِهِ  الغَرْبي  أتْباع  الدِّيانَة  اليَهودِيَّة  ومن  يَتِمَّ  تَهْويدَهْم  مِنْ مُخْتَلف  بِقاعِ العالَم ، وِفْقاً   لِمُقْتَضَياتِ  المَصْلَحَة الوُجودِيَّة  للكِيانِ الاسْتيطاني  الصّهيوني  ولِمُتَطَلَّبات  الدَّور الوظيفيّ الإمْبِرْيالي المُناط  بِه .

 وَهَكَذا، اخْتارت الأقْدارُ  كُلاًّ من الشَّعْب الفلسطيني  وَيَهود  إسْرائيل  لِخَوْضِ صِراعٍ وُجودِيٍّ  لِحِسابِ  الحَرَكَةِ الصّهيونِيّة العالميّة  والقُوى الدَّوْلِيّة  المُسَيْطِرة / التي يُمْكِنُ أنْ تَتَبَدَّلَ هَوِيَّتِها  وِفْقاً  لِمَوازين  القُوى الدَّوْلِيّة  / .                                        غَيْرَ أنَّ  فارِقٍاً  جَوْهَرِيّاً  مَيَّزَ ، وما  يَزال ، بَيْن الضّحايا المُتَصارِعين ،  واخْتَصَّ ِيَهود إسْرائيل –  الطَّرَف المُقْحَم  بالقُوَّة  والمُكَلَّف  بِالقِيام  بِمُهِمَّة  البديل الاسْتيطاني للشَّعْبِ العَرَبِيِّ الفلسطيني الأصيل -  بامْتِلاكَ  القُوَّة  الفائِقَة  الضَّرورِيَّةِ  لِتَنْفيذ  المُهِمَّة ،  فتَمَّ تَوفّيَر  كُلّ  أنْواعِ  الدَّعْمِ  والإسْنادِ  والرِّعايَة الدَّوْلِيّة  لَهُمْ  بِدَعْوى  تَعْويضهم  عَمّا  لَحِقَ  بِهِم  مِنْ  مآسٍ  في  أوروبا   أثْناء  مُحاولات  تَجْنيدِهِم  لمُهِمَّة  بِناءِ  دَوْلَةٍ  صُهيونِيَّةٍ  قَوِيَّةٍ  فَوْقَ  أَنْقاضِ الشَّعْبِ  الفلسطيني .  وتمَّ  تَزْويدَهم  بِكُلِّ  المُتَطَلَّبات  الضَّرورِيَّة  لِتَأمينِ  ملاذٍ  جَديدٍ  آمنٍ  ومُزْدَهِرٍ  يُبْقي الدَّوْلَة  المُسْتَحْدَثَة  مُسْتَقَرَّاً  لِمُسْتَوْطنيها  اليَهود  المُسْتَقْدَمين إلَيْها  ،  ويَجْعَلُها ، أَيْضاً ، مَصْدَرَ طَمَأنينَة  ودَعْمٍ  مُؤَثِّرٍ  لِباقي  يَهود  العالم  المُتَوَجِّسين  مِن غَدْرِ الأغْيار ،  وسَنَداً  لِحِمايَةِ مَصالِحِهِم  ولِتَعْزيزِ  مُكْتَسَباتِهِم  وتَقْوِيَةِ  نُفوذِهِم  في  مَواطِنِهِم  الأصْلِيّة  ،  فَيُؤَسِّسُ ، بِذلك ،  لازْدِواجِيّةِ  الانْتماءِ  والوَلاء ،  وَيَدْفَعُ  أَجْيالَهُم  المُتَعاقِبَة  إلى مَزيدٍ مِنَ الانْغلاق  على الذّات  والتَّكَتُلِ  داخِلَ  أطُرٍ  تَنْظيمِيَّةٍ  خاصَّة  بِهِم ،  َتُبْقي عَلَيْهِم  كاحْتياطيٍّ اسْتْراتيجيٍّ جاهِزٍ  عِنْدما  يَحْتاجُهُم  الدَّوْر الوظيفي الخاصّ  / اليهودي / أو العام / الإمبريالي/  من جهة .  وَتُشَكِّل  ، من جِهَةٍ أخْرى ،  مَراكَزَ  ثِقَلٍ  داخِلِيٍّة  في مَواطِنِهِم  الأصْلِيَّة ،  تُوَظَّف  للحِفاظِ  على  دَيْمومَة   دَعم  القوى الدَّوْلِيّة  المُسَيْطِرة  للدَّوْلَةِ  الوَظيفِيّة  المُسْتَحْدَثَة ، وتَعمل على  تحَييد  تَأثير من  قَد  تُفْرِزَهم  مَوازين القُوى الدَّاخِلِيّة  مِن  قِياداتٍ  لِمَواقِعِ  صُنْعِ  القَرار فيها / يسار أم  يمين ، عُمَّال أم مُحافظون ،ديموقراطيّون أم  جُمهورِيّون /  .  بِمَعْنى  إخْراج العَلاقات  مع  دَولة إسرائيل  مِن  دوائِرِ  السِّياسَة  الخارِجِيَّة  للقُوى الدَّوْلِيَّةِ   كما  هو الحال بالنِّسْبَة  للعلاقاتِ مع مُخْتَلَفِ  دُوَلِ  العالم  ، والتي  قَدْ  تُمْلي  مَواقِفِها  اعتِبارات  المَصالِحِ  الآنِيّة  المُتَغَيِّرة  / الاتِّفاق  الغربي  النَووي  مع إيران ،  ورفع الحصار عن كوبا  نَموذَجاً  / ، وَتَحْويلها  إلى  شأنٍ  داخِلِيّ بامْتِياز ،  تَتَحَكَّم  بِهِ  دائِرَة  ضَيِّقَة  مُتَنَفِّذة   وِفْقاً  لاعْتِبارات الأمْن  والمَصالِحِ  الكَوْنِيَّة  العُلْيا .

 فيما حُرِمَ  الشَّعْب العَرَبِيّ الفلسطينيّ - الطَّرَف الآخَر المُقْحَمُ  بالقُوَّة ،أيْضاً، بالصِّراع بِحُكْمِ  مَوْقِعِه  الجيو- اسْتْراتيجي  الفَريد  ،  والمُسْتَهْدَف ، لِذلك ،  بالاسْتِئْصال  من  التّاريخِ  والجُغْرافيا  والدِّيموغْرافيا  العَرَبِيّة ،  فَتَمَّ  تَجْريده  مِن كافَّة  مُقَوِّمات  القُوَّة، وَتَكَفَّلَت سُلطات الانْتِدابِ البريطاني  بِتَدمير مُرْتَكَزات  وُجودِه  العَسْكَرِيّة  والسِّياسِيّة  والاقْتِصادِيّة والقانونيّة والمُؤَسَّسِيَّة   إلخ... . وحُرِم ، أيْضاً ، من أيِّ  دَعْمٍ أو إسْنادٍ  حقيقِيٍّ  مِنْ أُمَّتِه العَرَبِيَّة  المُنْهَكَة  شُعوبها  مِن  ظُلْمِ  الحُكْمِ  العُثمانِيِّ  الطَّويل ، والمُنْشَغِلَةِ   نُخَبِها  المُتَغَرِّبَة  بالتَّعاوُنِ  مَعَ   ذاتِ  القُوى الدَّوْلِيَّةِ  المُسَيْطِرَة  التي تَسْتَهْدِف  اقْتِلاعَه  وإحْلال آخرين  مَكانَه ،  لِقاءَ وُعودٍ  قَطَعَتْها   لَهُم  بِتَوْلِيَتِهِم  مَقاليد السُّلْطَة في بِلادِهِم  عِنْدَ  مُساعَدَتهم الحُلَفاءَ  بِتَسْريعِ  هَزيمَةِ الإمْبَراطورِيّة العُثمانِيّة. وَلَمْ  يَرْدَعْ  النُّخَب العربيّة  المفْتونَة  بالغَرْب عَن التَّعاون  تَوْقيع  اتِّفاقات  سايكس -  بيكو عام 1916  لِتَجْزِئة البِلادِ  العَرَبِيّة المَوْعودَةِ  بالاسْتِقْلال  وتَقاسُمها  بَيْن الدُوَل المُنْتَصِرة في الحَرْبِ العالمِيَةِ  الأولى ،  ولَمْ  يُثْنِها ، أَيْضاً ، صُدور وَعْدُ  بَلفور عام 1917  لاقْتِلاع  فلسطين أرْضاً  وشَعْباً  واسْتِبْدالِها  بِكيانٍ اسْتيطانِيٍّ أجْنَبِيّ  .  بل   تَمادَتْ  هذه  النُّخَب  في  تَعاوُنِها   مع  القُوى الاسْتِعمارِيّة  ،  وَقَبِلت ، لاحِقاً  ، بِشَرْطِ مُقايَضة   فلسطين   باسْتِقْلالِها   القُطْرِيّ ،  ما  سَمَحَ  عِنْدَ  اسْتِكْمال الجاهِزِيَّة وانْتِهاء الحَرْبِ العالمِيّة الثّانِيَة  بإنشاءِ الكيانِ الاسْتيطانِيّ الصَّهيوني فَوْقَ  أنْقاضِ الوَطَن  الفلسطيني ، إذ  تَمَّ  َتَشْريع  وُجودِهِ  دَوْلِيّا  بِقَرار التَّقسيم  رقم 181  لعام  1947، ثُمَّ  سُمِحَ  له بِتَجاوُزِالحُدود المَنْصوص عليها في هذا القَرار باحْتِلال نِصْفِ المساحَةِ المُخَصّصة  للشَّعْبِ  العربي الفلسطيني ، وجرى الاعْتِرافِ  بِدَوْلَةِ  الأمرالواقِع  فوْر إعْلانِها  ، رَغْمَ  قِيامِها  على  78 %  من مساحَةِ  فلسطين التَّاريخِيّة وَطَرْدِ غالِبِيّة  سُكّانِها  الفلسْطينِيّين  خارِج  خُطوطِ  الهُدْنَة  لعام 1949 ، كما  تَمَّ  التَّغاضي  عَن اشْتِراط   قُبولِ عُضْوِيَّتِها  في الأمم المُتَّحِدة  بإعادة  اللاجئين الفلسْطينِيّين إلى دِيارِهِم  وَتَعْويضهم عَن خَسائِرِهِم  كما نص القرار رقم 194 لعام 1948   .                        ولم يَتِمَّ  الاكْتِفاء ، بِذلك ،  بَلْ  تَمَّ  التَّواطؤ ، أيْضاً ، لِرَفْدِ الكِيانِ الصّهيوني المُسْتَحْدث  باحتِياجاتِه  من يَهود الدُّولِ العَرَبِيّة  والإسْلامِيّة  لاسْتِكْمالِ  بُنْيانِه الطَّبَقي  وَتَوفير العَمالَة التي يحْتاجُها  مِنْ جِهَة ،  ولإخْراجِ  اليَهود  كُلِّيّاً  مِنَ النَّسيج  المُجْتَمَعي والحَضاري العَرَبي  والإسْلامي ،  بَعْدَ أنْ  كانوا على امْتِداد العُصور  مُكَوِّنا  أصيلا  فاعِلاً  فيها  .                                                                                           كَما  تَمَّ  التَّواطؤ، كَذلك ، لِضَمانِ  تَغييب النَّقيض الفلسطيني  سياسِيّاً  وَجُغْرافِيّاً ،  بِمَنْع  قِيامِ  دَوْلَةٍ   فلسطينيّة  في الأراضي الفلسْطيّنِيّة التي بَقِيَت خارِجَ الاحْتِلال الصَّهيوني  بَعْد  اتِّفاقات الهُدْنة الإسرائيليّة - العَرَبِيّة  لعام 1949 ،  عِبْرَ اقْتِسامِها وإلْحاقِها  بالأقْطارِ العَرَبِيّة المُجاوِرَة ، دونَ  أنْ  يَتِمَّ  تَشْريع ذلك  دَوْلِيّاً،  للإبْقاء عليْها  كَأَراضٍ مُتَنازَعٍ عَلَيْها ، رَيْثَما  يَسْتَكْمِل الكِيان المُسْتَحْدث  اسْتِيعاب ما  بِحَوْزَتِهِ  ويُكْمِلَ جاهِزِيّته  للاسْتيلاءِ على ما  تَبَقَّى مِنْ  فلسطين ، كَما حَدَثَ  لاحِقاً في عدوان  العام  1967 .

بِكَلِماتٍ أخْرى ،  فقد  كانَ الشَّعبُ الفلسطيني  وَغالِبِيَّة  يَهود إسرائيل  ضَحايا  للتَّحالف الإمبريالي -  الصَّهيوني  المُتَصاعِدِ  القُوَّة   بَعْدَ  الانْتِصارِ  في  حَرْبَيْنِ  كَوْنِيَّتَيْن ، إذ  نَجَحَ  في  دَمْجِ  المَشْروعِ  الصّهْيوني  الخاص  بإقامة  دَوْلة  يَهودِيّة  في  فلسطين  بالمَشْروعِ  الإمبرياليّ العام  لإدامَة  الهَيْمَنة على المنطقة  العَرَبِيّة ، وجَنَّد  المَنْظومَةِ الدَّولِيّة  النّاشِئة  في أَعْقابِهِما  بكَفاءَةٍ  لافِتة  لِتَحْقيقِهما .  فلم  يَكُن  بالإمْكانِ  إجْراءَ هذا  التَّحَوُّلِ الدِّيموغرافي  الجَذْري في فلسطين  بِدون  تَفْويضِ عُصْبَةِ  الأمُمِ  للانتِداب البريطاني، بالقِيامِ  بالتَّجْهيزاتِ الضّرورِيّة  لاسْتِبْدالِ  فلسطين  بإسرائيل  . وما كانَ  بالإمكان ، أيْضاً ،  دَفْعُ  مِئاتِ  الآلافِ  مِنْ  يَهودِ  أوروبا   لِمُغادَرَةِ  أوْطانِهِم   بِدونِ  تأجيجِ  العُنْصُرِيَّة   فيها  وارتكاب  المَجازِر  ضِدَّهُم   وإغلاقِ  كافَّة  المنافِذِ  أمامهم  لِدَفْعِهِم  باتِّجاهِ  فلسطين  .  وَلَمْ  يَكُنْ  بالإمْكانِ ، لاحِقاً ،  إخْلاء  فِلسطين  من أصحابِها الأصْلِيّين  لإحْلالِ المُسْتَوطنين  اليَهود المُسْتَقْدَمين  مَكانَهُم  لَولا  حَروب  الإبادَة  والمجازِر الوَحْشِيّة  التي  اقْتَرَفَتْها  العِصابات الإرهابِيّة  الصّهيونِيَّة  بدَعْمٍ  ورعايَةِ كامِلَة من  قُوّات الاحْتِلال  البريطاني  .  وقَدْ تَناوَلَ رئيس الوزراء  الصُّهيوني  المُؤسّس  دافيد بن غوريون  ذلك بوضوحٍ  في مُذَكَّراتِه  بِقَولِه  " إنَّ  شَرْطَ  قِيامِ  إسْرائيل  هو  تَدْمير فلسطين  " .

ولَعَلَّ  المُفارَقَة  الكُبْرى في  الصِّراع  الفلسْطيني  - الإسْرائيلي  ،  فَرادَةَ  المَشْروع  الاسْتيطاني الصّهيوني  وانْفِراده   عَن  سائِرِ  المَشاريع  الاسْتيطانِيّة  التي  وَثَّقها  التّاريخ البَشَرِيّ ، بِتَزامُنِهِ  مع  أُفولِ  عَهْدِ  الاسْتِعمار  المُباشِرْ ،  وحُدوده  الجُغْرافِيّة المَفْتوحَة التي  تَحْسِمُها  مَوازين  القُوى العَسْكَرِيّة ،  وَخُصُوصِيَّته  الدّيموغْرافِيّة  الدِّينِيّة  التي تَقْتَصِر على  اليّهودِ   وَحْدَهُم  في  عَصْرِ  تَنامي العِلمانِيّة  ، وخاصِّيّته  الإجلائِيّة  في  التَّعامُلِ  مع  كِلتا  ضَحاياه ،  وَنَجاحه  رَغْمَ  ذلك ،  في   تَجْنيدِ  النّاجين اليَهودَ  مِنَ  المَذابِحِ   في  أوْروبا  وَتَوْجيهِهِم   لاقْتِرافِ  ذاتِ   المَذابِح  لاسْتِئْصالِ الشَّعْبِ  العَرَبي  الفلِسْطيني  مِنْ  أرْضِ  وَطَنِه  والحُلولِ  مَكانَه  .  وبِذلك ، إدخالُ ضَحاياه  في صِراعٍ  وُجودِيٍّ   بينيٍّ   يَسْتَنْزِفُهما  سَوِيّاً  ، وَيُتيحُ  لَه في الوقْتِ نَفْسه  إمكانِيَّة التَّحْكيمِ  بَيْنَهما ،  فَيَحْفَظ   سَيْطَرَتَه  وَيَحْمي  مَصالِحَه  بِكُلْفَةٍ   زَهيدة .

قَدْ  يَكون هذا التَّحْليل  صادِماً  للبَعْض  ،  وَقَدْ  يُخالِفَني  الكَثيرون  في  اعْتِبار  غالِبِيَّة يَهود إسرائيل  ضَحايا  ،  وَقَدْ   يَرى العَديد  في  ذلك   تَجاوُزاً  للمَنْطِق ،  في  الوَقْتِ  الذي  يَنْتَخِبون  فيه  أكْثَر  الزَّعماء الصّهايِنَة  تَطَرُّفاً  وإجْراماً ، بَلْ  حتّى  قَدْ  يَعْتَبِره  البَعْض تَبْريراً   لمُحْتَلِّي بِلادنا  .                                                                    غَيْرَ   أنَّ  ، ذلك ،  بعيد  كل البُعد  عن  الحَقيقَة  ،  إذ  لا  وُجود    لِتَشْريعٍ  واحِدٍ  لا  سَماوِيّ  ولا  وَضْعِي   يُبيح   لِلمَظلومٍ ، تَحْتَ  أيِّ   ظَرْفٍ ،  أنْ   يُصْبِحَ   ظالِماً .  أو  يَسمَحُ   لِضَحِيَّةٍ ، مَهْما كانت المُبَرِّرات  ، أنْ  تَغْدو  جَلَاداً  ،   كما  هُوَ  حالُ  الغالِبِيَّةِ  السّاحقة   لِيَهودِ إسرائيل  راهِناً  .

 لكِنّ ما  سَعَيْتُ  إلَيْهِ  في هذا  المَقالِ  المُتَطَلِّعِ  إلى  فَتْحِ  بابِ الحِوار  حول  المشروع التَّحَرّري الفلسْطينيّ  النّقيض  للمَشْروعِ  الصَّهيوني  ،  مُحاولة  للحَثِّ  على  التَّفكير  الفلسطيني  خارِجَ  المألوف  ، عَلّه  يُساعِد  في  فَتْحِ   الآفاقٍ   لِفَهْمِ  أعْمَق   لِطَبيعَةِ الصِّراعِ  الدّائِر  في   بِلادِنا  وَعَلَيْها   للقَرن  الثّاني على  التَّوالي ،  دونَ  أنْ   يَتَبَدّى   في  الأفقِ  أيّة   بَوادِرَ لِحَلِّه  ، على   الرَّغْمَ  من   إقْدام  النِّظام  السّياسي الفلسطيني  بِطَرَفَيْهِ المُتَنَفِّذَيْن  في الضّفّة الغَرْبِيّة  وقِطاعِ غَزَّة  وَحُلَفائِهما من الفصائل والتَّنْظيمات والأحْزاب ، على القُبولِ بِصِيَغٍ  للحَلِّ   تُقارِب  الاسْتِسلام وتَصِل حَدَّ  التَّفْريط  بِالحُقوقِ الوَطَنِيَّة والتّاريخِيّة  الثابِتَة للشَّعْبِ الفلسطيني  في مُعْظَمِ  أرضِ وَطَنِه  .     

وَلِأنَّنا  نَشْهَدُ  مُحاولات  مُسْتميتة  لإحكامِ  انْغِلاقِ الدّائرة  لهذا  الصِّراع  الوجودي ومَنْع  كَسْرِها .  خُصوصا ، مُنْذ  دخول  نَظَرِيّة  صِراع  الحَضارات التي  بَشَّرَنا بها  برنارد  لويس وصامويل هنتنجتون  حَيِّز التَّنْفيذِ  العَملي  في أعقابِ انْتِهاء  الثُّنائِيّة  القُطْبِيّة  من  النِّظام  الدَّولي  في  تِسْعينِيّات  القرن  الماضي .  ثُمَّ  تفاقمها  عِنْدَ بَدْءِ  تطبيق  سِياسة الفَوضى  الخَلّاقة الأمريكِيّة في مطلَعِ القَرْنِ  الحالي ، باسْتِدْعاء الصِّراعات  المَناطِقِيّة والعِرْقِيّةٍ  والإثْنِيَّة  والدِّينيّة  والطائِفِيَّة  وَالمَذْهبيّة  والقَبَلِيَّة  والعَشائِرِيّة على امْتِدادِ السّاحَةِ  العَرَبِيّة  والإسلامِيّة ، لِتَشْريعِ  الدَّوْلَةِ  اليَهودِيّة الذي   بات ذلك  مُلِحّاً  لاسْتِمْرارِالكِيان الصّهيوني ، بإحْكامِ التَّماهي بَيْنَ اليَهودِيّة والصَّهْيونِيّة  للتَّصَدّي  للصّحْوَةِ الإنسانِيّة  المُتَنامِيَةِ التي تتبدّى مَعالِمها  في التّضامن غير المَسْبُوق للقوى الشّعبيّة  الدَّوْلِيّة المُناصرة لِلحقّ الفلسطيني على امْتِداد العالم  . وفي المؤازرة اللافتة  لدول العالم /171 دولة / التي باتت تَعْتَرِف بِحَقِّ الشّعبِ الفلسْطيني في اسْتِعادَةِ وجوده السِّيادي وتَقْرير مَصيرِه  في أرْضِ  وَطَنِه .

وتتبدّى ملامحها أيضاً في حَمْلات المقاطعة المتعاظمة  للكيان الصهيوني من قِبَل عَددٍ كبيرٍ ومُتَزايِدٍ  من المُؤَسّسات  الأكاديمِيّة  والثقافية والاقْتِصاديّة الأوروبية والأمريكيّة.

 وتظهر دَلالاتها  ، كَذلك،  في  الحراك  الشّبابِيّ  النشط  لليهود غير الصهاينة  في أمريكا  وأوروبا ، الرَّافضين  للسِّياسات والممارسات الإجْرامِيّة  الصّهيونيّة ،  والمطالبين  بإنْهاء الاحْتِلال  والاسْتيطان ، والدّاعين  لإخضاع  دولة إسرائيل لِنَفاذ  القانون  الدَّولي  والإنساني  .                                                                          كما تَظْهَر  في المراجعة الشجاعة  التي  بَدَأ  يُجْريها المُؤَرِّخون الإسْرائيليون الجُدد  أمثال  إلين  بابه  وماتي بيليد  وشقيقته  وعدد من الزعماء اليهود  وبعض الناجين من المَحْرَقة  النّازِيّة  .                                                                           وتَظْهَرُ ، أيْضاً ، في المواقف الجريئة  لعدد متنام من الصحفيّين والكتّاب أمثال جدعون ليفي وأميرة هاس وغيرهم ، غير آبهين بالتَّهديدات التي يُطلقها اليمين العُنْصُري الإسرائيلي .  و في  مواقف  المُجَنّدين  الإسرائيليّن  الرافضين  للصَّمت ، الذين يَتَعَرَّضون للاعْتِداءات والاتِّهامات بالخيانة  .

كُلُّ ذلك لا بُدَّ أنْ يَنْتَبِه  لَه الفلسطينِيّون عموما ، والحَراكُ الشّبابيّ الثّائِر خُصوصاً ، لِدَوْرِه المِحْوَرِيّ  في كَيَ الوَعي  الدَّولي عُموماً ،  واليَهودي خُصوصاً  وَلِتَبْصيرِه  بِجَدْوى انْتِزاعِ  الدِّين اليَهودي  مِنَ  بَراثِنِ الصَّهْيونِيّة ، لِفَتْحِ  نافِذَةِ  الفُرَص أمام الشَّعْبِ الفلسطيني  وَيَهود إسرائيل  لِكَسْرِ الدَّائِرة  المُغْلَقَة   للصِّراع  الوُجودي  .

ولاستشْراف  السُّبُل  المُمْكِنَة  للمُواءمَة  المُثلى   بَيْنَ  مصالِحِهم ،   وَرُبَّما  مُحاكاة    تَجْربة  جنوب  إفريقيا  ،  والتَّأسيس  لِمُسْتَقْبَلٍ  مُغايِرٍ  تَجِدُ  فيه   أجْيالهما القادمة  َفُرْصَةً  للعَيْشِ  الآمن  الحُرِّ  الكريم  وتقرير المصير  في الوطن  الواحِد  المُشْتَرك  .

 

 

 

 

 

 

مشاركة: