الرئيسية » تقدير موقف »   13 تموز 2016

| | |
الموجة الانتفاضية .. السمات الراهنة وآفاق المستقبل

مرّ أكثر من تسعة أشهر على بداية الموجة الانتفاضية، وما زال مستبعدًا تحوّلها إلى مواجهة شاملة، في المدى المنظور على الأقل، ما لم تتوفر عدة مقومات تمكّن من توسيع مشاركة مختلف فئات المجتمع الفلسطيني في فعالياتها، وتحمل كافة الأطراف مسؤولياتها.

لقد اندلعت هذه الموجة من المواجهة في سياق تراكمات العمل النضالي المقاوم، إلا أنها في شكلها الحالي، وضمن الظروف المحيطة، لا تمتلك أسباب الديمومة والاستمرار؛ فالفعل الانتفاضي لا يجب أن يبقى عفويًا وإلا فقد زخمه وقدرته على الاستمرار بالرغم من قمع الاحتلال، ومن المرجح أن يفقد بوصلته إن لم يكن له "عقل سياسي" يديره ضمن إطار عمل منظم، يستطيع من خلاله الاستمرار والتكيف وتطوير أدوات النضال في مواجهة إجراءات الاحتلال واستثمار الإنجازات الكفاحية في سبيل تحقيق مطالب محددة.

ومن حيث المظهر الرئيسي للفعل المقاوم، جاءت العمليات الأخيرة في نهاية شهر رمضان المنصرم، التي تمثلت بمحاولات طعن ودهس في الخليل ونابلس، ومن قبلها عملية إطلاق النار على سيارة للمستوطنين جنوب الخليل، والهجوم المسلح الذي نفذه شابان في مجمع "ساورنا" في مدينة تل أبيب بتاريخ 8/6/2016، كمؤشر على استمرار العمليات الفردية "الذاتية"، بعد فترة من الهدوء النسبي وتراجع العمليات الفردية، ما دفع الكثيرين للاعتقاد بأن هذه المواجهة انتهت.

لقراة ورقة تقدير موقف كاملة أو تحميلها ... اضغط/ي هنـــــا

لذلك، يطرح بعض هذه العمليات، لا سيما من حيث توفر قدر من الرصد والتخطيط واستخدام السلاح الناري، العديد من التساؤلات، من أهمها: متى يمكن القول إن هذه المواجهة انتهت؟ وهل يمكن اعتبار بعض العمليات التى تحدث بين الحين والآخر مؤشرًا على استمرارها، أو تغذيتها بالحطب لضمان استمرار اشتعالها؟ وهي تساؤلات لا تتجاهل تراجع وتيرة هذه العمليات مقارنة مع الأشهر الثلاثة الأولى التي شهدت الزخم الأكبر للعمليات. فحسب إحصائية نشرها جهاز "الشاباك" الإسرائيلي بلغ عدد العمليات في تشرين الأول/ أكتوبر 2015 نحو 609 عمليات، "بما في ذلك عمليات الرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة"، بينما بلغ عددها في آذار/ مارس الماضي نحو 155 عملية. وبحسب آخر إحصائية نشرها "الشاباك"، انخفض عدد العمليات في أيار/ مايو الماضي إلى 101 عملية.

تركز هذه الورقة على تشخيص أبرز سمات المواجهة الشعبية في شهرها العاشر، مع تحليل العوامل ذات التأثير في السيناريوهات المستقبلية في ظل تصاعد وتيرة العمليات وتراجعها بين مدّ وجزر من حين لآخر. كما تقترح عددًا من المقومات المطلوب توفيرها فلسطينيًا لضمان النجاح في تنظيم وتطوير وتوسيع الفعل الشعبي المقاوم.

مشاركة: