الرئيسية » ندوات » الأخبار »   10 تشرين الأول 2019

| | |
الدعوة إلى حوار وطني للاتفاق على متطلبات إجراء الانتخابات

خلال حلقة نقاش نظّمها "مسارات" في البيرة وغزة حول الانتخابات

البيرة، غزة (خاص): دعا غالبية المشاركين في حلقة نقاش إلى الشروع في حوار وطني، على أعلى المستويات، للاتفاق على متطلبات وشروط إجراء الانتخابات العامة، بما يضمن نزاهة العملية الانتخابية، واحترام نتائجها، وتحقيق المطلوب منها، محذرين من الذهاب إلى انتخابات من دون توافق.

رابط الصور

وتباينت آراء المشاركين حول الانتخابات في الظرف الحالي، فهناك من رأى أنه لا جدوى من الانتخابات في ظل الاحتلال، لقدرته على التأثير على العملية الانتخابية لجهة السماح بإجراء الانتخابات، وخاصة في القدس، وحرية الترشح والدعاية الانتخابية، وصولًا إلى مصادرة نتائجها. ورأى آخرون أن إجراء الانتخابات في الوضع الحالي سيكرس الانقسام، فلا بد من استعادة الوحدة الوطنية، وتكون الانتخابات تتويجًا لإنهاء الانقسام، في حين رأى البعض الآخر أن الانتخابات استحقاق دستوري وضرورة وطنية، ومدخل مناسب لإنهاء الانقسام، لا سيما في ظل فشل اتفاقات المصالحة في إنهائه.

كما شكك البعض في جدية الدعوة لإجراء الانتخابات، محذرين من أن تكون مجرد مناورة لإضاعة المزيد من الوقت في الجدل الداخلي، بانتظار اتضاح مسار التطورات في أزمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية من جهة، وإجراءات عزل الرئيس دونالد ترامب من جهة أخرى.

وطالب آخرون في حال تعذر إجراء انتخابات عامة في الفترة الحالية، بإجراء انتخابات على المستويات المحلية بصورة منتظمة، مثل إجراء انتخابات للبلديات والهيئات المحلية في الضفة والقطاع، وإجراء انتخابات دورية للاتحادات والنقابات ومجالس الطلبة.

كما تباينت آراء المشاركين حول الانتخابات العامة، فهناك من دعا إلى انتخابات تشريعية ورئاسية وللمجلس الوطني، وهناك من دعا إلى انتخابات تشريعية تعقبها رئاسية وفق جدول زمني محدد، في حين حذر مشاركون من خطورة عقد انتخابات في الضفة من دون القدس وقطاع غزة، كونها ستساهم في تحويل الانقسام إلى انفصال، في تماهٍ، بقصد أو من دون قصد، مع الخطة الأميركية الإسرائيلية الرامية إلى تصفية الحقوق الفلسطينية.

جاء ذلك خلال حلقة نقاش نظّمها مركز مسارات بحضور العشرات من قيادات الفصائل والأحزاب وممثلي عن مؤسسات المجتمع المدني ولجنة الانتخابات المركزية والشباب. وقد أدار الحوار في البيرة هاني المصري، مدير عام مركز مسارات، بينما أداره في غزة عماد أبو رحمة، المستشار في المركز.

وقال المصري إن هدف النقاش الوصول إلى اقتراحات لتذليل العقبات التي تحول دون إجراء الانتخابات، وعلى رأسها الانقسام، فمن دون وفاق وطني وتوحيد المؤسسات لا يمكن أن تكون الانتخابات حلًا ولا مدخلًا لإنهاء الانقسام، مؤكدًا على أهمية الانتخابات بعد التوافق على وظيفتها وتوفير متطلبات إجرائها واحترام نتائجها، لا سيما في ظل التآكل الحاصل في المؤسسات الوطنية والشرعيات، وبعد وصول الإستراتيجيات المعتمدة إلى طريق مسدود. وشدد على أن التوافق على كل ذلك من شأنه أن يعزز الموقف الوطني المشترك في مواجهة العقبات الإسرائيلية أمام إجراء انتخابات حرة ونزيهة في كامل الأراضي المحتلة العام 67. 

وأكد المصري أن الانتخاب أهم من الترشح، وذلك ردًا على من يقولون إن مرشحين من غزة يمكن أن يكونوا في القوائم إذا تعثرت مشاركة ناخبي القطاع، مطالبًا بضرورة التوافق في البداية على وظيفة الانتخابات، بحيث تكون جزءًا من المعركة ضد الاحتلال لتحقيق الأهداف والمصالح الفلسطينية.

وأشار مشاركون إلى أن الانتخابات استحقاق دستوري وضرورة وطنية، ولا يحق لأحد منع الشعب في انتخاب من يمثله، موضحين أن هناك عقبات عدة تواجه إجراء الانتخابات، وعلى رأسها الاحتلال والانقسام، وضمان حريتها ونزاهتها واحترام نتائجها، خصوصًا في ظل مخاوف عدم الاعتراف من أطراف بنتائجها، ويمكن في حال عدم تحقيق المصالحة الاتفاق على آلية لإجراء الانتخابات من خلال تشكيل لجنة وطنية عليا إلى جانب لجنة الانتخابات المركزية، وكذلك حشد موقف عربي ودولي ضاغط على إسرائيل التي قد تمنع إجراء الانتخابات في القدس وحتى في الأغوار في حالة ضمها وفرض "سيادة" دولة الاحتلال عليها، وفي هذه الحالة لا بد  من أن تكون الانتخابات شكلًا من أشكال المقاومة الشعبية.

ودعا بعض المشاركين إلى تبني مبادرة الفصائل الثمانية التي تحملًا حلًا للخروج من المأزق الحالي، وأشار إلى أنه لا بد أن يسبق الانتخابات حوار وطني شامل، إضافة إلى تشكيل حكومة وفاق وطني، وفي سياق الاتفاق على برنامج سياسي، بما يشكل أرضية لإنهاء الانقسام.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مشاركة: