الرئيسية » تحليل سياسات »   23 حزيران 2020

قراءة/تحميل | | | |
نحو آليات شبابية ضاغطة لتفعيل الاتحاد العام لطلبة فلسطين

هذه الورقة من إعداد أماني مشتهى، زيد إبراهيم، وسيم حنونة، ضمن إنتاج المشاركين/ات في برنامج "التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات" - الدورة السادسة 2019-2020.

مقدمة

تعود بدايات العمل الشبابي الطلابي إلى "جمعيات الخطابة" التي عقدت مؤتمرها الأول في مدينة يافا في العام 1936[1]، حيث كان للشباب دور كبير في القضية الوطنية الفلسطينية، واستمروا في عقد الندوات والمؤتمرات الشعبية والمحلية حتى بعد وقوع النكبة.

أسهمت الحركة الطلابية في هذه المرحلة، في إرساء مفاهيم عمل فلسطينية، وتكوين شخصية متميزة، وهيئات كيانية محدودة، ساعدت على عقد المؤتمر الوطني الأول لروابط الطلاب الفلسطينية، في العام 1959 بالقاهرة، حيث أعلن المؤتمرون تأسيس "الاتحاد العام لطلبة فلسطين" منظمة طلابية، تسعى إلى ضم جميع الطلبة الفلسطينيين في الوطن العربي؛ فكانت أول مؤسسة كيانية علنية للشعب الفلسطيني، وأولى المؤسسات الفلسطينية المنبثقة من الانتخاب المباشر.

عمل الاتحاد العام لطلبة فلسطين على توحيد هذا النشاط ونقل الحركة الطلابية الفلسطينية إلى مرحلة جديدة والتي انبثق منها معظم قادة الحركة الوطنية الفلسطينية فيما بعد.

انتخب الاتحاد العام لطلبة فلسطين في المؤتمر السادس لاتحاد الطلاب الدولي، الذي تأسس في العام 1946 في أوروبا، عضوًا عاملًا ممثلًا لفلسطين في لجنته التنفيذية، وسلفه رابطة طلبة فلسطين (القاهرة) التي أصبحت عضوًا في الاتحاد في العام 1958.

في العام 1962، انضم الاتحاد إلى اتحاد آخر انشق عن اتحاد الطلاب الدولي، وهو "المؤتمر الدولي الطلابي"، الذي ضم دولًا إسكندنافية وأنجلو أميركية وأوروبية غربية، وبذلك أصبح الفلسطينيون عضوًا في الاتحادين، وتركز نشاطهم على التصدي للطلبة الصهاينة، والحصول على تأييد الطلاب العالمي للقضية الفلسطينية.[2]

اتسمت علاقة الاتحاد ومنظمة التحرير بالتوتر خلال الأعوام 1964-1967، لرفض الاتحاد سيطرة المنظمة عليه، وخاصة عند طلبه من المنظمة توفير التمويل، إذ حاول أحمد الشقيري، رئيس المنظمة حينها، ومؤيدوه السيطرة على الاتحاد.[3] وبعدما هيمنت الفصائل على المنظمة، ازداد الانضمام إلى اتحاد الطلبة، وأصبح الاتحاد أقرب إلى المنظمة ومواقفها.

ونشط الاتحاد في الغرب مع حركات التحرر العالمية، وانخرط في النضال المشترك، مع العديد من القضايا، منها على سبيل المثال لا الحصر، السود في الولايات المتحدة، وجنوب أفريقيا، التي أسهمت بدورها في تعزيز دور الاتحاد، والترويج وحشد التأييد الشعبي للقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي.

تسعى هذه الورقة إلى تقديم اقتراحات وآليات لتفعيل الاتحاد العام لطلبة فلسطين بفروعه كاملة، من خلال دراسة أسباب تعثر وغياب دور الاتحاد على الساحتين الفلسطينية والدولية.

هدف الورقة

الهدف العام: تقديم آليات لتفعيل الاتحاد العام لطلبة فلسطين على أسس ديمقراطية، بما يضمن استعادة دوره وتفعيله على أرض الواقع.

الأهداف الفرعية:

  • اقتراح آليات لتفعيل فروع وهيئات الاتحاد داخل الأراضي الفلسطينية وحول العالم.
  • اقتراح آليات لتوحيد الحركة الطلابية الفلسطينية.

المشكلة السياساتية

يتناقض الواقع الذي يعيشه الاتحاد العام لطلبة فلسطين مع الأهداف التي أُنشئ من أجلها، وأصبح منذ 1990 مؤسسة غير فاعلة بسبب حالة الترهّل التي تعيشها منظمة التحرير، بعد اتفاق أوسلو وتراجع دورها لصالح السلطة الفلسطينية، وغياب أدوار الضغط من قبل الطلاب، والمناكفات بين الفصائل على الحصص والتمثيل، بالإضافة إلى وقوع الانقسام الفلسطيني الذي ساهم في عدم تفعيل الاتحاد.

ويمكن توضيح الأسباب الرئيسية لهذه الإشكاليات بما يأتي:

  • نتج عن اتفاق أوسلو انتقال مركز القيادة الفلسطينية إلى الأراضي المحتلّة، ما جعل التركيز ينصبّ على مجالس الطلبة في الجامعات الوطنية على حساب روابط الطلبة الفلسطينيين في الخارج، وهذا انعكس بدوره على الاتحاد العام لطلبة فلسطين.
  • ساهم الانقسام، والدعوات لإصلاح منظمة التحرير، والمداولات والنقاشات الطويلة حول مشاركة حركتي حماس والجهاد الاسلامي في المنظمة، في تعطيل تفعيل بعض مؤسساتها، ومنها الاتحاد العام للطلبة، بسبب المطالبة الدائمة واقتران الإصلاح بدخول حركتي حماس والجهاد إلى المنظمة.

وبالرغم من هذه الإشكاليات إلا أنّ تفعيل الاتحاد يبدو معقولًا، كما أن البدائل التي تقترحها الورقة ممكنة في ظل وجود اتحادات الأخرى تتبع منظمة التحرير، وتعمل بفاعلية وتعقد مؤتمراتها وانتخاباتها بشكل دوري، مثل اتحاد المعلمين، واتحاد العمّال، ونقابة الصحفيين ... وغيرها.

الاتحاد العام لطلبة فلسطين

ساهمت رابطة الطلبة الفلسطينيين في القاهرة مساهمة رائدة في تشكيل الاتحاد العام لطلبة فلسطين، حيث وجهت الدعوات لكل من روابط الإسكندرية ودمشق وبيروت وأسيوط لعقد أول مؤتمر طلابي فلسطيني في القاهرة. وعقد المؤتمر الأولى في ذكرى تقسيم فلسطين، في 29/11/1959، بحضور ممثلي الاتحادات الطلابية العربية والأجنبية واتحاد الطلاب العالمي. ووضع المؤتمر الأول دستور الاتحاد ولائحة تنظيمية لعمله، واعتبر أن مهمته الأساسية خلق الإنسان الثوري القادر على المشاركة في معركة التحرير والإعداد لها، وتوعية الشباب الفلسطيني.[4]

يعدّ الاتحاد العام لطلبة فلسطين من الأجسام التمثيلية السياسية التابعة لمنظمة التحرير. وقد نجح الاتحاد في احتواء كافة التوجهات الفكرية، الإسلامية والقومية، وسعى لإقامة تحالفات دولية لتعزيز مكانته على الساحة الدولية، وتعزّز موقعه أكثر بعد مؤتمر العام 1962.

وبعد ذلك بعامين، تأسست منظمة التحرير، وكانت العلاقة بين المنظمة والاتحاد متوترة في البداية، ومن ثم أصبحت جيدة بعدما هيمنت عليها الفصائل، وعكست تناغمًا في تقسيم المهام لخدمة التحرر الوطني الفلسطيني ضمن عملية ديمقراطية ممثلة لجميع المكونات السياسية للحركة الطلابية.

عقد الاتحاد العام منذ تأسيسه وحتى العام 1990 عشر مؤتمرات تجددت فيه قياداته، وكان يحظى باهتمام كبير من قادة الفصائل والمنظمات، فعـلى سـبيل المثـال، حـضر جـزء مـن مؤتمراتـه، كل مـن قـادة منظمـة التحريـر والفصائـل، مثـل يـاسر عرفـات، وجـورج حبـش، ونايـف حواتـمة، وسـليمان النجـاب، وخليـل الوزيـر، وصـلاح خلـف، وأمنـاء عامـين لفصائـل مختلفة.[5] وقد تحول جزء كبير من الطلاب الذين قادوا الاتحاد إلى جزء من القيادة الفلسطينية أو قيادة فصائلهم.

أسهم توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 بين منظمة التحرير وإسرائيل إلى التحول نحو مرحلة بناء الدولة ومؤسساتها، مما أدى إلى إهمال مؤسسات منظمة التحرير في الشتات، وخاصة الاتحاد العام لطلبة فلسطين، ولعل أبرز ما يجسد حال الاتحاد في حينه ما عبرت عنه الباحثة لبنى قطامي بالقول "تسارع حل الاتحادات والروابط الفلسطينية، وكان الأكثر فداحة حل أكثر من عشرين فرعًا للاتحاد العام لطلبة فلسطين".[6] وبالتالي تقليص دور العمل الشعبي والشبابي لصالح مؤسسات السلطة الناشئة والأجهزة الأمنية الرسمية.

وبعدها ساد اعتقاد بعدم الحاجة إلى الاتحادات بسبب التوجه نحو إنشاء الدولة. فقام الطلبة الفلسطينيون في الشتات بتنظيم أنفسهم وذلك في محاولة لملء الفراغ الذي تسبب به إغلاق فروع الاتحاد في مختلف دول العالم، من خلال ربط أنفسهم بأطر وهياكل العمل التي كانت موجودة قبل اتفاقية أاوسلو. ويضاف إلى ذلك عودة القيادات الفلسطينية من الخارج وانخراطها في مؤسسات السلطة، وبالتالي إهمال دور الاتحاد والحركة الطلابية في الخارج.

وعلاوة على ذلك، أدى الفرق الكبير في العمر بين قيادات الاتحاد وأعمار الطلبة الحاليين إلى انقطاع التواصل بينهم، وعلى الرغم من عقد مؤتمرات وانتخابات في اتحادات أخرى كاتحاد المعلمين الفلسطينيين، إلا انه لم يعقد أي مؤتمر لاتحاد الطلبة منذ العام 1990.

ومن المشاكل أيضًا، غياب آلية واضحة للطلاب للانخراط في الاتحاد، وقلة اهتمام الطلبة بالاتحاد وأهدافه ومكوناته، وبالتالي غياب أطر تمثيلية موحدة للطلبة الفلسطينيين في الداخل والخارج، ما أدى إلى عدم توحيد مرجعية العمل الطلابي، وغياب وسائل التواصل بين الأجيال بسبب الفجوة الزمانية والمكانية.

أدى ما سبق، إلى جانب غياب المبادرات لتفعيل الاتحاد إلى عدم فعالية 80% من فروع الاتحاد تقريبًا، حيث بلغ عدد فروعه 49، أما الآن فتعمل 10 فروع فقط.

يشارك الاتحاد في عضوية المجلس الوطني الفلسطيني بـ 15 عضوًا، ويمثله رئيس الهيئة التنفيذية في المجلس المركزي لمنظمة التحرير. ويتكون البناء التنظيمي للاتحاد من مؤتمر عام، ومجلس إداري، وهيئة تنفيذية، وهيئة إدارية:

المؤتمر الوطني العام: يضم ممثلي الفروع المنتخبين من الجمعيات العامة على أساس اللائحة الداخلية الخاصة بانتخابات المؤتمر. وينعقد المؤتمر الوطني العام مرة كل ثلاث سنوات، ويناقش التقارير المقدمة من الهيئة التنفيذية، ويضع خطة عمل للاتحاد للمرحلة القادمة، وينتخب المجلس الإداري. وهو أعلى سلطة في الاتحاد، ومن حقه تعديل الدستور واللوائح التنظيمية.

المجلس الإداري: أعلى سلطة في غياب المؤتمر، ويتكون من 53 عضوًا بعد المؤتمر العاشر. ينتخب الهيئة التنفيذية للاتحاد، ويعقد دورة كل ستة أشهر لمتابعة أعمال الهيئة التنفيذية في تنفيذ مقررات المؤتمر الوطني العام.

الهيئة التنفيذية: أعلى سلطة في غياب المؤتمر العام والمجلس الإداري، وتعدّ القيادة اليومية للاتحاد، وتتشكل من 11 عضوًا.

الهيئة الإدارية: وهي القيادة اليومية لفرع الاتحاد. وتُنتخب من الجمعية العامة للفرع في اجتماعها السنوي حسب اللائحة الداخلية.[7]

ووضع الاتحاد جملة من الأهداف، ومنها: إعداد الشباب العربي لمعركة التحرير، وفضح المؤامرات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، والعمل على حماية الثورة من كل ما تتعرض له من مؤامرات، وتنمية وعي الشعب الفلسطيني حول أسس التنظيم الشعبي السليم، إضافة إلى توثيق الروابط بين الاتحاد والمنظمات الشعبية الفلسطينية.[8]

البدائل المقترحة

البديل الأول: العمل على عقد لجنة تحضيرية تتضمن ممثلين من الاتحاد العام والأطر الطلابية ومجالس الطلبة والروابط في الخارج

يكون من مهام هذه اللجنة تشكيل حالة ضغط من قبل الطلبة في الجامعات الفلسطينية وجامعات العالم، عبر وسائل الإعلام والمؤتمرات والندوات والقنوات الرسمية؛ لتسريع عقد المؤتمر الحادي عشر تمهيدًا لإجراء الانتخابات على مبدأ التمثيل النسبي، وفرز قيادة شابة جديدة للاتحاد، والعمل على تجديد أنظمة الاتحاد ولوائحه وقوانينه، بما يضمن استمرارية العملية الديمقراطية.

إنّ تشكيل حالة ضغط حقيقية ستوجّه الرأي العام وتجعله في صفّ الحركة الطلابية، كما ستؤثر على صناع القرار في منظمة التحرير، وقد يستجيبون لمطالبهم بتفعيل اتحاد طلبة فلسطين كون معظم الفصائل تدعو وتطمح إلى مشاركة الشباب سياسيًا، وهؤلاء الشباب هم في الأصل يتبعون إلى أحزاب قد تخشى فقدان انتمائهم في حال بقي صوتهم غير مسموع.

يتطلب هذا البديل تكثيف جلسات الحوار وتوسيعها، والتواصل مع الفصائل؛ للخروج بوثيقة تتعهد من خلالها الأحزاب والفصائل بالعمل على تفعيل الاتحاد العام للطلبة.

وفي حال استطاعت اللجنة المشتركة تشكيل نفسها، وتقديم رؤية واضحة لتفعيل الاتحاد، فسيكون باستطاعتها تحقيق أهداف اتحاد الطلبة التي وضعت لتحقيقها، والمتمثلة في وحدة الحركة الطلابية العربية، وتوثيق العلاقات بالمنظمات الطلابية العربية والآسيوية والأفريقية، إضافة إلى تمثيل طلبة فلسطين في مختلف المجالات الطلابية والدولية.

وفي هذا السياق، أكد صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد، أهمية الحفاظ على حق الاتحاد في ضمان استقلاليته وقيامه بدوره على أساس نقابي مهني، وأن الحلول لإعادة تفعيل الاتحاد تتمثل في عقد المؤتمر العام، ودمج الحركات كلها بداخله، وإجراء الانتخابات على أساس التمثيل النسبي واعتماد الكفاءات.[9]

واقترح آلية لحوار يهدف إلى بلورة خارطة طريق توافقية لإعادة بناء وتفعيل الاتحاد، تتضمن تشكيل لجنة إشراف عليا تضم أعضاء الهيئة التنفيذية القائمة، وعددًا من أعضاء المجلس الإداري مع مراعاة التنوع، على أن تتولى الإشراف على مجمل عملية إعادة البناء والتوحيد، بالاضافة إلى تشكيل لجنة فرعية في كل من فروع الاتحاد الخارجية والداخلية تشرف على عملية التحضير لانتخابات مؤتمرات الفروع، على أن تقوم لجنة الإشراف العليا بمتابعة التحضيرات للمؤتمر العام، وضمان العمل على عقد المؤتمرات بشكل منظم ودوري، والضغط على القوى السياسية والكتل الطلابية المعنية والمعنيين لإعادة بناء الاتحادات والنقابات الشعبية باتجاه تفعيل أطر منظمة التحرير.[10]

من جهته، شدد عماد أبو رحمة، الباحث والناشط السياسي، على أهمية إعادة بناء الاتحاد على أساس ديمقراطي وانتخابي، ويكون ممثلًا في الداخل والخارج بعيدًا عن الكوتا، ليكون اتحادًا موحدًا يسهم في حركة النضال الوطني في ظل الوضع الراهن، مشيرًا إلى أن إحدى مشاكل الاتحاد أنه يمثل الخارج فقط.[11]

واقترح أبو رحمة خطوات عدة لتفعيل اتحاد الطلبة، منها: إلغاء الكوتا الفصائلية، وتحديد هيئاته عن طريق العملية الديمقراطية، وإعادة بنائه على أساس ديمقراطي وانتخابي ليكون ممثلًا للداخل والخارج، إضافة إلى فصل السلطة عن الاتحاد.

وخلال جلسة حوارية حول تفعيل أطر منظمة التحرير الفلسطينية، نظمتها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية (مفتاح)، أشار سفيان بركات، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، إلى أن السبب الرئيسي وراء تراجع قوة الاتحاد غياب الديمقراطية وعدم التجديد في هيئات الاتحاد، مضيفًا أن تفعيل الاتحاد هو بعودة الحياة إلى هيئاته من الفروع، وعقد المؤتمرات وصولًا إلى المؤتمر العام، وتجديد عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد.[12]

أما عقل طقز، القيادي في حزب الشعب الفلسطيني، فأوضح أن ضعف الاتحاد يكمن في غياب الحياة الديمقراطية عنه، وهو بحاجة إلى إعادة إحياء، مثله مثل بقية الأطر، وهذا الأمر بحاجة إلى قرار سياسي من أعلى الهرم السياسي، يرافقه إجماع وقرار وطني يسمح بعقد انتخابات في الهيئات الداخلية، إضافة إلى عقد مؤتمر عام يحافظ على الاتحاد.[13]

وبالنظر إلى أهمية جسم الاتحاد العام، لا بد من الاستمرار في الدفع نحو تفعيله بشتى الطرق الممكنة بداية بعقد مؤتمره العام، وانتخاب هيئاته الإدارية، ليستعيد دوره في التأثير بالقرار السياسي مستقبلًا.[14]

محاكمة البديل الأول

المقبولية: سيكون البديل مقبولًا لجميع الطلبة، وخاصة لإدراكهم أنهم سيصبحون قادرين على المشاركة السياسية، وكذلك سيحظى بقبول فصائل منظمة التحرير إذا مورست عليها الضغوط.

إمكانية التطبيق: يمكن تطبيقه بسهولة، وخاصة أن أطر الطلاب متواجدة في الساحات، وما يلزمهم الاتفاق على مصالحهم.

الربح والخسارة: سيحقق الربح للطلاب ودورهم.

المنفعة: ستحقق المنفعة لفلسطين من خلال استنهاض دور الطلبة على الساحات الداخلية والعربية والدولية، وتشكيل جماعات ضغط لإبراز القضية الفلسطينية.

البديل الثاني: تفعيل مشروع الاتحاد حول العالم

يشكل طلبة الخارج من خلال هذا البديل، وبالتنسيق مع طلبة الداخل، أداة ضغط تجبر منظمة التحرير على الاستماع لهم لإعادة تفعيل اتحاد الطلبة، وخاصة في الوقت الحالي في ظل تفشي فيروس كورونا في العالم، حيث نشطت أطر الطلبة في الخارج لمتابعة أحوال الطلبة، فقد أصدر الاتحاد العام لطلبة فلسطين - فرع المملكة المتحدة، بيانًا، بتاريخ 29/3/2020، أكد فيه أنه يشكل المرجعية الأولى للطلاب في بريطانيا، وهو جاهز لتقديم المساعدات في ظل الظروف الراهنة وأزمة كورونا.

وفي هذا السياق، أشارت سفارة فلسطين لدى أوكرانيا أنها تنسّق مع الاتحاد العام للطلبة فلسطين بخصوص أوضاع الطلبة واحتياجاتهم، في ظل تفشي فيروس كورونا.[15]

يساعد هذا البديل في رفع وتيرة الضغط، حيث يمكن للحركة الطلابية في الخارج الضغط على السفارات والممثليات الفلسطينية بنفس الآليات والإجراءات التي ذكرت في البديل الأول.

محاكمة البديل الثاني

المقبولية: سيكون هذا البديل مقبولًا لدى جميع الأطراف في حال التوصل إلى اتفاق لإعادة تفعيل الاتحاد.

إمكانية التطبيق: يمكن تطبيقة بكل سهولة، ولا يحتاج إلا إلى التواصل والحوار.

الربح والخسارة: جميع الأطراف رابحة، فدور الطلبة سيتعزز، وكذلك دور المنظمة.

المنفعة: يحقق الطالب الفلسطيني في كل الساحات منفعة من تفعيل الاتحاد وانخراطه في المشاركة السياسية.

البديل الثالث: العمل على توحيد الحركة والعمل الطلابي الفلسطيني تحت إطار راية الاتحاد ومرجعية واحدة

ساعد الانقسام الفلسطيني الفلسطيني على شل الحياة الديمقراطية في فلسطين، وعُلّق على الانقسام كل الفشل الذي تقوم به مؤسسات دولة فلسطين، ومنها منظمة التحرير التي ارتهن إصلاحها بالمصالحة ودخول حركتي حماس والجهاد إليها.

إن توحيد الحركة الطلابية ينتج رؤية شبابية جديدة وحدوية وموحدة وجامعة، تضمن وجود ممثلين عن اتحاد مجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية وروابط الفلسطينيين في الخارج، وستوجّه أنظار الكل الفلسطيني إلى الحركة الطلابية وفعاليتها، وقد تساعد حتى على وضع خطة طريق نحو إنهاء الانقسام، وبالتالي إعادة الحياة النقابية والمؤسسية.

لا بد أن تعمل هذه الوحدة الطلابية على تسليط الضوء على دور الشباب في الحياة السياسية الفلسطينية، وتأثيرهم على الساحة الفلسطينية والساحات الخارجية، مما يجعل صانعي القرار يثقون بقدراتهم التي يكمن أن تخلق واقعًا إيجابيًا في المشهد الفلسطيني.

وبخصوص هذا البديل، يقول القيادي في حركة فتح فيصل أبو شهلا، إن الانقسام سبب في فشل تفعيل الاتحاد، ويكمن الحل في إجراء انتخابات له وتجديد شرعيته.[16]

محاكمة البديل الثالث

المقبولية: يكون مقبولًا لدى الشاب المستقل وغير مقبول للشاب المحزب بسبب الانتماء للحزب أكثر من الوطن.

إمكانية التطبيق: صعب التطبيق إلا في حال عقدت جلسات حوار شبابية مطولة لفهم الواقع الفصائلي الذي يستثني دور الشباب.

الربح والخسارة: يربح الشاب الفلسطيني وحدته، وفي حال أنهي الانقسام تربح فلسطين كلها.

المنفعة: يعود هذا البديل بالمنفعة على جميع الفئات المستهدفة باستثناء المنتفعين من الانقسام.

المفاضلة بين البدائل

إن عملية إحياء وتفعيل الاتحاد العام لطلبة فلسطين بحاجة إلى تكاتف الطلبة الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، وتشكيل حالة ضغط حقيقية تؤثر في الرأي العام وصناع القرار على حدٍ سواء. وعليه يعدّ البديل الأول الأقوى والأكثر شمولية وتأثيرًا والأنسب في الوقت الحالي، ويعززه البديل الثاني. أما البديل الثالث، فيعد إضافة مهمة، كونه يقطع الطريق على كل من يؤجل تفعيل الاتحاد إلى ما بعد إنهاء الانقسام، ويربط عدم تفعيل الاتحاد بالمخاوف المرتبطة بفهم هذه الخطوة في سياق ترسيخ الانقسام.

 


[1] الاتحاد العام لطلبة فلسطين، الموسوعة الفلسطينية، 16/5/2013: bit.ly/359h1ig

[2] عماد غياظة، الحركة الطلابية الفلسطينية: الممارسة والفاعلية، مواطن - المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية، رام الله، 2000، ص 38-39.

[3] المصدر السابق، ص 39-40.

[4] الاتحاد العام لطلبة فلسطين والعمل النقابي، مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، 3/12/2017: bit.ly/2X7j6ZG

[5] عماد غياظة، الحركة الطلابية الفلسطينية، ص 56-61.

[6] أحمد جميل عزم، الشباب الفلسطيني من الحركة إلى الحراك 1908-2018، ط1، المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)، البيرة، 2019، ص 51.

[7] الاتحاد العام لطلبة فلسطين والعمل النقابي، مصدر سابق.

[8] المصدر السابق.

[9] مقابلة شخصية مع صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، وعضو لجنة تنفيذية بالاتحاد، غزة، 2/5/2020.

[10] المصدر السابق.

[11] مقابلة شخصية مع عماد أبو رحمة، باحث وناشط سياسي ومستشار في مركز مساراـت، غزة، 2/5/2020.

[13] المصدر السابق.

[14] تحرير بني صخر، الاتحاد العام لطلبة فلسطين.. ترهل وحلول للتفعيل!، مؤسسة مفتاح، 4/7/2019: bit.ly/3eoMYGV

[15] الخارجية: 1229 إصابة و61 حالة وفاة و476 حالة تعافٍ في صفوف جالياتنا، جريدة القدس، 29/4/2020: bit.ly/2AcCDPw

[16] مقابلة شخصية مع فيصل أبو شهلا، قيادي في حركة فتح، غزة، 2/5/2020.

مشاركة: