​هذه الورقة من إعداد: ألماظة عودة، جهاد خليفة، عمار وائل كسكين، ضمن إنتاج المشاركين/ات الدفعة الثانية 2020 في برنامج “تعزيز المشاركة المدنية والديمقراطية للشباب الفلسطيني” المنفذ من مركز مسارات بالشراكة مع مؤسسة آكشن إيد – فلسطين

أرقام وحقائق:

• تضمّن مفتاح التنسيق في الجامعة الإسلامية، للعام الدراسي 2019-2020، تمييزًا ضد الطالبات في معدلات القبول في تخصصات الهندسة المعمارية والهندسة الكهربائية بواقع 75% للطلاب و80% للطالبات في كلا التخصصين.

• تواصل التمييز بين الذكور والإناث في معدلات قبول طلبة الجامعة الإسلامية للعام الدراسي 2020-2021 في تخصصات: كلية الطب بمعدل (95% للطلبة و96 للطالبات)، واللغة الإنجليزية (65% للطلبة و70% للطالبات)، ولغة إنجليزية - ترجمة (65% للطلبة و70% للطالبات).

• ظهر التمييز في معدلات القبول في جامعة الأزهر بغزة، في العام الدراسي 2015-2016، في تخصص طب الأسنان (95% للطلاب، و96% للطالبات)، وفي العام الدراسي 2017-2018 في تخصص طب الأسنان (94% للطلاب، و95% للطالبات).

• استمرت سياسات التمييز بين الذكور والإناث في معدلات القبول بجامعة الأزهر، خلال العام الدراسي 2020-2021، في كلية الطب بواقع (95% للطلاب، و96% للطالبات)، وكلية الصيدلة (83% للطلاب، و84% للطالبات).

• انضمت جامعة الأقصى الحكومية للجامعات التي تمارس التمييز في معدلات قبول الطلبة على أساس الجنس، في العام الدراسي 2020-2021، في تخصصات: العلوم الطبية والمخبرية (70% للطلاب، و80% للطالبات)، وتخصص الرياضيات (65% للطلاب، و70% للطالبات).

• برر د. فضل نعيم، عميد كلية الطب في الجامعة الإسلامية بغزة، هذا التمييز بسعي الجامعة لأن يكون عدد الطلبة المقبولين من كلا الجنسين متساويًا، مضيفًا أن الجامعة تجري مسحًا شاملًا لنتائج الثانوية العامة، وفي الغالب يفوق عدد الطالبات المتفوقات عدد الطلاب.

• اعتبر د. احمد حلس، الأكاديمي في جامعة الأزهر، أن "الأمر منطقي وفيه مساواة بين الجنسين"، باعتبار أن درجات الطالبات في الثانوية العامة عادة ما تكون أعلى من الطلبة، وهذا يخلق مشكلة لإدارات الجامعات.

• في المقايب، عقّب رائد بركات، مدير عام التعليم الجامعي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في تصريح لجريدة الأيام بتاريخ 19/7/2020، على اختلاف معدلات القبول لكلية الطب في الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر بقوله: "هذا لا يمثل مخالفة لتعليمات الوزارة، إذ حددت الحد الأدنى للقبول بتخصص الطب بـ 85%، وأما ما ترتئيه كل جامعة بعد ذلك فهي حرة فيه، وليس لنا أن نتدخل فيه".

التحليل:

1. يعدّ التمييز بين الذكور والإناث في معدلات القبول الجامعي مخالفة صريحة للقانون الأساسي الفلسطيني المعدل لسنة 2005، إذ نصت المادة (9) على: "الفلسطينيون أمام القانون والقضاء سواء، لا تمييز بينهم بسبب العرق أو الجنس أو اللون أو الدين أو الرأي السياسي أو الإعاقة".

2. يتعارض التمييز الذي تمارسه الجامعات ضد الطالبات على أساس الجنس مع التزامات دولة فلسطين بموجب "اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز بين النساء" (سيداو)، التي انضمت إليها في العام 2014 من دون تحفّظ، إذ نصّت المادة (10) من الاتفاقية: "تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة لكي تكفل للمرأة حقوقًا مساوية لحقوق الرجل في ميدان التعليم، بوجه خاص، على أساس تساوي الرجل والمرأة".

3. إن مسؤوليات مجلس التعليم العالي لا تتوقف على وضع الأسس المتعلقة بقبول الطلبة، بل تشمل مراقبة تنفيذ الجامعات لقرارات المجلس، والتزامها بأحكام القرار بقانون رقم (6) لسنة 2018 بشأن التعليم العالي. وبالتالي، فإن تصريح مدير عام التعليم الجامعب بالوزارة بشأن التمييز القائم في معدلات القبول "لا يمثل مخالفة لتعليمات الوزارة" يعدّ مخالفًا للقانون وتشجيعًا للجامعات على مخالفته.

4. إن ادعاء الجامعات بأن غايتها من وراء اختلاف معدلات القبول "تحقيق المساواة بين الجنسين"، كون درجات الطالبات في الثانوية العامة أعلى من درجات الطلاب، هو محاولة للتغطية على سياسات التمييز القائمة، ويتعارض مع مبدأ إتاحة الفرص المتساوية الذي تكفله القوانين الفلسطينية.

5. إلى جانب مخالفته للقوانين الفلسطينية، يعدّ التمييز القائم ضد الطالبات تماهيًا مع الموروث الثقافي والاجتماعي التقليدي الأبوي، ويتنافى مع الرسالة الحضارية للجامعات الفلسطينية، التي تقوم على قيم الديمقراطية والحرية والمساواة.

6. تترك سياسات التمييز ضد الطالبات آثارًا نفسية ضارة بالطالبات، وتعمق إحساسهن بالظلم والدونية بسبب عدم حصولهن على فرص متساوية مع الذكور، بل معاقبتهن بشكل ضمني كونهنّ متفوقات على الذكور، هذا من جهة. ومن جهة أخرى تشجع سياسات التمييز الطلبة الذكور على عدم الاجتهاد والتفوق، باعتبار أن حصتهم في مقاعد الجامعات مضمونة، علمًا أن الأوائل على الفرع الأدبي، وعددهم 14 في العام الدراسي الماضي، جميعهن من الفتيات، في حين كان هناك طالبان اثنان من بين قائمة أوائل الفرع العلمي البالغ عددها 13.

المراجع:

1. معدلات الاستيعاب والقبول في جامعة الأقصى للفصل الدراسي الأول 2020-2021، موقع جامعة الأقصى: http://bit.ly/34TD3WR

2. مفتاح التنسيق بجامعة الأزهر- غزة للعام الجامعي 2020-2021، موقع جامعة الأزهر، 11/7/2020: http://bit.ly/3kcfzC3

3. مفتاح التنسيق للعام الدراسي 2020-2021 بالجامعة الإسلامية، موقع الجامعة الإسلامية، 11/7/2020: http://bit.ly/3imoUqG

4. القانون الأساسي الفلسطيني المعدل لسنة 2005، موقع المجلس التشريعي الفلسطيني: http://bit.ly/3nS7EMX

5. قرار بقانون رقم (6) لسنة 2018 بشأن التعليم العالي، الوقائع الفلسطينية، العدد 142، 22/4/2018.

6. اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، موقع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان- الأمم المتحدة: http://bit.ly/2H0ann5

7. في جامعات غزة: عندما تعاقَب الفتيات على تفوقهن، جريدة الأيام، 19/7/2020: http://bit.ly/33mrIxs

8. مفتاح التنسيق في جامعات غزة .. تمييزٌ صريح ضدّ الطالبات، بوابة الهدف الإخبارية، 19/07/2020: http://bit.ly/3k7g5RV

لمشاهدة وتحميل الورقة كاملة