طرح عشرات الشباب من الجنسين من مختلف التجمعات الفلسطينية رؤى ومبادرات وبدائل سياساتية لتعزيز المشاركة السياسية والديمقراطية للشباب الفلسطيني، وتعزيز دوره في التصدي للمخاطر والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، وتلك التي تواجه الشباب بشكل خاص، لا سيما فيما يتعلق بمشاركة الشباب في صنع القرار داخل المؤسسات، والقضايا التي تواجهه كالبطالة والهجرة وتوفير فرص العمل.
كما قدم الشباب رؤى ومبادرات لدعم صمود الفلسطينيين على أرض وطنهم، وتلبية احتياجاتهم في مختلف التجمعات، وتعزيز العمل المشترك والتشبيك، إضافة إلى تقديم مبادرات للاستجابة لجائحة كورونا، وتأثيرها، لا سيما على الفئات المهمشة في المجتمع.
ودعا المتحدثون/ات في المؤتمر من شباب وممثلين لمؤسسات رسمية وأهلية الشباب إلى المبادرة لأخذ دورهم ومكانتهم في صناعة القرار، والمشاركة في المؤسسات الوطنية والأهلية، والتشبيك فيما بينهم، والمبادرة إلى تغيير الواقع وفق تصوّر الشباب للحلول الممكنة، والعمل على توحيد الأهداف والأفكار المختلفة للشباب من خلال التواصل والتنسيق ما بين الشباب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده، من أجل تحقيق مطالب الشعب، على طريق إنجاز الحقوق والأهداف الوطنية.
جاء ذلك خلال أعمال مؤتمر "رؤى شبابية فلسطينية 2020"، الذي نظمه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية - مسارات، عبر تقنية زووم، بالشراكة مع كل من: مؤسسة "آكشن إيد" – فلسطين، ومركز المعلومات البديلة - فلسطين، والمركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي - حملة، ضمن برنامج الشراكة "تعزيز المشاركة المدنية والديمقراطية للشباب الفلسطيني"، وسط مشاركة 40 متحدثًا، غالبيتهم من الشباب، وحضور أكثر من 200 شاب وشابة، إضافة إلى عدد من السياسيين والأكاديميين وممثلين عن العديد من مؤسسات المجتمع المدني، من الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي 48 والشتات. وقد يسّر أعمال المؤتمر د. عماد أبو رحمة، المستشار في مركز مسارات.
وقال أبو رحمة إن هذا المؤتمر يأتي تتويجًا لمجموعة كبيرة من الأنشطة والتدخلات الشبابية التي نُفذت من خلال برنامج تعزيز المشاركة المدنية والديمقراطية، الذي انخرط من خلاله، في العام 2020، مئات الشباب من مختلف التجمعات الفلسطينية، في أنشطة تضمنت التدريب، وتنمية المهارات والقدرات المعرفية، وإنتاج الأوراق المختلفة، وتصميم وإعداد المبادرات وتنفيذها، من خلال تدخلات شبابية من كافة التجمعات، تضمنت قضايا خاصة بالشباب، وأخرى ذات علاقة بالشأن الوطني السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
الافتتاح
تحدث في هذه الجلسة التي أدارها د. عماد أبو رحمة كل من: هاني المصري، المدير العام لمركز مسارات، وأماني مصطفى، مديرة البرامج في مؤسسة آكشن إيد، ونصّار إبراهيم، المدير العام لمركز المعلومات البديلة، ونديم الناشف، مدير مركز حملة.
رحب المصري بالحضور، وثمّن الشراكة مع المؤسسات الشريكة في برنامج تعزيز المشاركة المدنية والديمقراطية، موضحًا أننا لا ننطلق من أن الشباب مجموعة منفصلة عن الشعب، وبالتالي تحل قضاياهم ومشاكلهم بشكل مستقل، وإنما لا يمكن أن يكون المجتمع حرًا إذا لم يكن شبابه ونساؤه أحرارًا، إذ لا بد من العمل معًا من أجل السير نحو تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.
وأشار المصري إلى أن مثل هذه المؤتمرات والمبادرات ستبقى مستمرة حتى نستطيع أن نحقق أهدافنا، وخاصة أن القضية الفلسطينية في أزمة على كل الصعد، ولا بد من أن يشارك الشباب في التصدّي لها حتى يمكن إحداث التغيير المطلوب، وهذا لا يمكن من دون مبادرة الشباب لأخذ دوره وفرض مشاركته التي يجب أن ينتزعها، فهي لن تهبط من السماء ولا تصعد من باطن الأرض، وذلك حتى نتمكن من الانتصار على المخاطر والتحديات الوجودية التي تهدد الكل الفلسطيني، منوهًا إلى أنه ما دام هناك من يحمل لواء القضية الفلسطينية فإن الأمل قائم، والنصر ممكن، فكلمة مستحيل لا توجد إلى في قاموس الجبناء.
بدورها، قالت مصطفى إن هذا العام كان مليئًا بالإنجازات، ولم يخل من التحديات التي استطعنا معًا تجاوزها وتحويلها إلى فرص للبناء على ما تحقق خلال الأعوام الماضية، موضحة أنه إضافة إلى ما هدف إليه البرنامج من تمكين لقدرات الشباب، وتعزيز وتبادل الخبرات على المستوى الوطني، وتوفير المساحات للنقاش، نجد أنه بعزيمة الشباب وطاقاتهم أصبحت هذه الفرص تساهم في مواجهة التحديات من خلال زيادة إدراك الشباب للواقع.
وأضافت: قاد الشباب مبادرات مجتمعية تستجيب لحالة الطوارئ، سواء لمواجهة جائحة كورونا، أو تعزيز سبل العيش للأسر الفلسطينية التي تأثرت من الجائحة، أو دعم صمود أهلنا في المناطق المهددة بالضم والمصادرة، وقد خلقت هذه المبادرات جوًا من التعاون والتضامن بين الشباب. كما تطرقت إلى انضمام العديد من الشباب الفلسطيني في حملات وشبكات تسعى لرفع الوعي حول أهم القضايا التي تمس القضية الفلسطينية، وتعزيز التضامن الدولي حول الحقوق الفلسطينية الوطنية والمدنية.
من جانبه، أشار نصّار إبراهيم إلى أن هذا البرنامج جاء في ظل ظروف صعبة تتمثل في الانقسام وحالة الالتباس السياسي القائمة والإخفاقات المتتالية على صعيد الرهانات الخاطئة، الأمر الذي يجعل العمل في أي مجال من المجالات في غاية الصعوية والتعقيد.
وأوضح أن الجهد الذي قام به الشباب الفلسطيني خلال هذا البرنامج قدم نموذجًا للعمل ما بين الشباب، لأن التجربة في العمل مع الشباب ليست سهلة، وكان التحدي لنا خلال البرنامج هل نستطيع أن نقدم نموذجًا مختلفًا يربط ما بين السياسي ورفع الوعي واحتياجات الشباب والمبادرة والعمل التطوعي، مضيفًأ أننا استطعنا خلال السنوات الثلاث الماضية الانتقال خطوة خطوة من التأثير إلى دراسة الواقع، ومن ثم تشكيل المجموعات، والتشبيك فيما بينها لتتجاوز كافة المخاطر، واستطعنا كذلك خلق نموذج شقّ طريقًا يمكن أن يبنى عليه.
أما الناشف، فشدد على أهمية رؤية الواقع وحرية التنظيم السياسي والمشاركة السياسية للشباب الفلسطيني في سياق ما يمر به العالم من مسارين متناقضين: مسار يحاول السيطرة على كل مساحة الإنترنت من قبل الحكومات والشركات، وخصوصًا في سياقنا الفلسطيني حيث الاحتلال والانقسام، ومسار يحاول فيه المجتمع المدني في العالم أن يبدع بأدوات جديدة لحماية نفسه من رقابة الإنترنت، والوصول إلى جمهوره وتوعيته، وخصوصًا شريحة الشباب.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تسيطر على مساحة الإنترنت حتى لا تكون هناك مقاومة لسياسات الاحتلال على الإنترنت، لذا حاولنا في مشروعنا المشترك التركيز على الأمن الرقمي، والمناصرة الرقمية، ومعرفة الأدوات التي نوصل بها صوتنا إلى العالم.
الجلسة الأولى: برنامج تعزيز المشاركة المدنية والديمقراطية: صوت الشباب
عُرض في هذه الجلسة، التي أدارتها عدين ظافر، أربعة أفلام "إنفو فيديو" حول مجالات تركيز كل من: مؤسسة آكشن إيد ومركز مسارات ومركز المعلومات البديلة ومركز حملة، في إطار هذا البرنامج، وقد عقّب على هذه الأفلام مجموعة من الشباب المشارك في هذا البرنامج، وهم: محمد غنّام (جنين)، ومرح عبد الباري (غزة)، وعليان صوافطة (طوباس)، وإسراء جمعة (لبنان)، وخالد الشيخ (بيت لحم).
وقد تحدث الشباب عن تجربتهم في هذا البرنامج، متطرقين إلى ما اكتسبوه من مهارات ومعارف، وما أحدثه هذا البرنامج من تعزيز دورهم وتواصلهم مع أقرانهم من مختلف التجمعات، مقدمين شكرهم لهذه المؤسسات، وداعين إلى مواصلة مثل هذا البرنامج، بما يعزز دور الشباب في المجتمع.
الجلسة الثانية: الشباب يقود المبادرة في المشاركة والتغيير
عُرض في هذه الجلسة، التي أدارها صلاح الرزي أربعة أفلام "إنفو فيديو"، تناولت مبادرات وأنشطة الشباب التي نفذت خلال هذا البرنامج، إذ نفذ مركز المعلومات البديلة سلسلة من التدريبات المتخصصة في الشأن السياسي، وعقد حلقات تلفزيونية وندوات تركزت حول دور الشباب في الأزمات، فضلًا عن تنظيم حملات تطوعية.
أما مركز حملة فنظم تدريبات حول الأمان الرقمي لأكثر من 70 مشاركًا، وأنتج المساق الرقمي الأول في رواية القصة الرقمية لإتاحة التعليم عن بعد.
أما مؤسسة آكشن إيد، فقد عملت على تطوير الخطط والأنشطة بما يضمن الاستجابة لاحتياجات قطاع الشباب، وتشكيل 38 مجموعة شبابية نفذت 23 مبادرة محلية ووطنية في مختلف المجالات، ودعم صمود المواطنين في الأغوار، فضلًا عن تقديم طرود صحية وغذائية استجابة لجائحة كورونا، وتنظيم المنتدى العالمي للتدريب.
أما مركز مسارات، فقد نظّم 3 دورات تدريبية لحوالي 100 شاب وشابة في تعزيز القدرات والتفكير الإستراتيجي، ونفّذ العديد من المبادرات على المستوى الوطني والمحلي، مثل الديبلوماسية الرقمية، والانتخابات حق، وتوقيع عريضة لوصول الشباب إلى مواقع صنع القرار عبر الانتخابات، إضافة إلى مبادرات أخرى استجابة لجائحة كورونا، وتنظيم مخيمين معرفيين الأول حول الاستجابة لجائحة كورونا، والثاني حول الشباب والانتخابات.
وعقب مجموعة من الشباب على هذه المبادرات والأنشطة، وهم: أسيل نجاجرة (بيت لحم)، وهمام غياظة (بيت لحم)، ودانيا ادحيدل (الخليل)، وشذا قرموط (غزة)، وعمار كسكين (غزة)، حيث تحدثوا عن تجربتهم في المشاركة في الأنشطة وتنفيذ المبادرات.
كما عقبت شخصيات رسمية وأهلية على هذه المبادرات، حيث تحدث كل من د. أحمد جميل عزم، مستشار رئيس الوزراء، ودعاء قريع، مديرة شبكة المنظمات الأهلية برام الله، ووائل بعلوشة، مدير المكتب الإقليمي لأمان في غزة.
الجلسة الثالثة: الأدوار القيادية للشباب في ظل جائحة كورونا
عُرض في هذه الجلسة، التي أدارتها رغد بدوان، فيلم "إنفو فيديو" حول تدخلات الشباب ومبادراتهم في ظل جائحة كورونا، حيث بادر الشباب إلى تقديم خطط ومبادرات داعمة لتعزيز الصمود في ظل الجائحة، مثل تقديم الطرود الصحية والغذائية، وعمل أنشطة ترفيهية للأطفال وكبار السن، والمساهمة في اقتراح سياسات أكثر فعالية لمواجهة الجائحة على المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية، إضافة إلى اقتراح خطة وطنية موحدة لمواجهة جائحة كورونا، ومبادرة لخدمة أطفال التوحد.
وقد تحدث في هذه الجلسة كل من: جهاد علوان (غزة)، وروان حمّاد (طولكرم)، وملاك الجعفري (بيت لحم)، وشريف شاهين (الخليل)، وجنان سيد أحمد (الخليل)، حيث تطرقوا إلى المبادرات التي نفذوها لمواجهة الجائحة. وقد عقّبت على هذه المبادرات ريم فرينة، مديرة جمعية عايشة للمرأة والطفل.
الجلسة الرابعة: مستقبل برنامج تعزيز المشاركة المدنية والديمقراطية
تحدّث في هذه الجلسة التي أدارها أحمد ديرية، كل من: جاد خليل (لبنان)، وأسام صبيح (بيت لحم)، ومها الطواشي (غزة)، وإسلام النتشة (الخليل)، ومنية ظاهر (رام الله)، حيث أشادوا بهذا البرنامج المميز، وقدموا توصيات بشأن تطويره.
وعقب الشركاء على مجمل أنشطة البرنامج خلال الفترة الماضية، حيث تحدث كل من: إبراهيم بريغيث، المدير العام لمؤسسة آكشن إيد، وشذى شيخ يوسف، مديرة المشاريع في مركز حملة، ونصار إبراهيم، المدير لمركز المعلومات البديلة، وسلطان ياسين، عضو مجلس الأمناء لمركز مسارات، حيث تحدثوا عن الإنجازات التي حققها البرنامج خلال السنوات الأربع الماضية التي فاقت التخطيط، داعين إلى أفضل تخطيط للبرنامج خلال المرحلة القادمة من خلال البناء على ما أنجز.
واختتم المؤتمر بكلمتين من كل من إبراهيم بريغيث، وخليل شاهين، مدير البرامج في مركز مسارات، إذ أشار بريغيث إلى أن هذا المؤتمر شبابي بامتياز، داعيًا الشباب إلى العمل يدًا بيد، موضحًا أننا نفتقد إلى القيادة، وبالتالي إلى الإستراتيجية، مطالبًا الشباب بالعمل من أجل إنجاز الوحدة.
بدوره ركز شاهين على أهمية التغيير، موضحًا أن قوة التغيير محركها الشباب، وأن الشباب يعملون في أشكال مختلفة مبعثرة من العمل الثقافي والتطوعي، داعيًا إياهم إلى المزيد من التشبيك، من أجل المساهمة في إنجاز الأهداف الفلسطينية.