للاطلاع على التقرير كاملاً PDF
يحتفل المركز الفلسطينيّ لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجيّة (مسارات)، بمرور 10 سنوات على تأسيسه، استطاع خلاها التأثير على الحالة السياسيّة والفكرية والاجتماعيّة الفلسطينيّة، وموضعة نفسه في صلب الحديث السياسيّ الفلسطينيّ من خلال عقد 23 مؤتمرًا و365 ندوة عامّة وإنتاج 660 ورقة بحثية وسياساتية، ناقش خلالها التطوّرات المُختلفة.
يُشكّل هذا التقرير مزيجًا من استعراض عمل المركز، وفرصة لتركيز ما قام به خلال السنوات الماضية بهدف تعميمه على الجمهور، وفتح الباب أمام أي مقترحات من شأنها أن تُعزّز عمل المركز واستمراريّته وتأثيره. وبناء على ما ورد، يضع المركز بين أيديكم هذا التقرير، كجزء من احتفال المركز، بمرور 10 سنوات على تأسيسه، ورؤيته، ونشاطاته، ودوره.
من التفكير إلى التأثير التزامًا بأطروحة التغيير
عزز مركز مسارات دوره خلال السنوات العشر الماضية كمركز مختص في التفكير الإستراتيجي واقتراح السياسات، من خلال العمل كحلقة وصل بين المعرفة والسياسات، والتأثير في أجندة النقاش العام، ورفع الوعي بالقضايا الوطنية الإستراتيجية والبدائل السياسية في سياق رؤيا وطنية جامعة.
وتبنّى المركز أطروحة التغيير التي تعتمد على المساهمة في توفير مقومات بناء تيار وطني قادر على إعادة إحياء القضية الفلسطينية بصفتها قضية تحرر وطني وديمقراطي، عبر تنفيذ برامج عمل تعتمد منهجية تشاركية في إنتاج المعرفة والسياسات، والاستثمار في الفضاء الجديد، الذي تنشط فيه أشكال من العمل الكفاحي والسياسي والمجتمعي والثقافي يتصدرها الشباب خارج المنظومة التقليدية للعمل السياسي، والتأثير من الأسفل للأعلى على عملية صناعة القرار، بما يساعد على رفع قدرة الفلسطينيين على مواجهة المخاطر والتحديات، والاستفادة من الفرص بطريقة فعالة تساهم في إحداث التحولات الكفيلة بتمكين الشعب من إنجاز تحرره الوطني والديمقراطي.
وقد أصدر المركز العديد من المذكرات التي وقّع عليها الآلاف وساهمت في إحداث تأثير على مجريات الأحداث، وخاصة المذكرة التي وقع عليها أكثر من 1000 شخص، من ضمنهم أعضاء في اللجنة التنفيذية وأعضاء في المجلس الوطني، التي ساهمت في تأجيل عقد المجلس الوطني في العام 2015؛ لتوفير مستلزمات عقده بشروط أفضل.
مسارات منبر للحوار الوطني ... 23 مؤتمرًا - 365 ندوة - 660 ورقة بحثية
شكل مركز مسارات منبرًا للحوار والنقاش وتبادل الآراء والأفكار حول مختلف القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني وقضيته، بمشاركة مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية من مختلف التجمعات الفلسطينية، حيث يتركز الحوار على القضايا المحورية التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، والمستجدات الفلسطينية والإسرائيلية والعربية والدولية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية، على مختلف الأصعدة، مع التركيز على أهمية استنهاض المشروع الوطني، وإعادة بناء الوحدة الوطنية باعتبارها الحلقة المركزية، وعدم الاكتفاء بالتشخيص، بل العمل على تقديم الاقتراحات والحلول العملية، وبلورة الخيارات والبدائل والسياسات لمختلف القضايا والتحديات.
وبات جزء مهم من الرؤى والتصورات والحلول التي قدمت في هذا السياق مكونًا بارزًا في الخطابات والسياسات التي تعتمدها أطراف سياسية وأهلية وأكاديمية وازنة وجمهور واسع من الرأي العام الفلسطيني.
ويعدّ المؤتمر السنوي أحد أهم برامج المركز، حيث يتم العمل على محاوره الرئيسية طيلة العام، من خلال إعداد أوراق عمل محكمة وتقديمها للنقاش، الذي يحضره مئات الشخصيات من الضفة والقطاع وأراضي 48 وأماكن اللجوء والشتات، ويشكل المؤتمر منبرًا للنقاش العام حول القضايا الرئيسية ذات العلاقة بالشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
كما يحظى المؤتمر السنوي باهتمام كبير من المتابعين للشأن الفلسطيني، باعتباره حدثًا مميزًا يناقش واقع الفلسطينيين ويستشرف مستقبلهم، ويخرج بتوصيات تؤثر على التفكير الإستراتيجي الفلسطيني. وتُقدم فيه اقتراحات عملية للنهوض بواقع الشعب الفلسطيني، كما يشكل منصة لمساءلة المسؤولين الرسميين والحزبيين.
نظّم المركز منذ تأسيسه 23 مؤتمرًا سنويًا ومتخصصًا، شارك فيها عشرة آلاف مشارك من مختلف التجمعات الفلسطينية، وتحدّث فيها أكثر من ألف من سياسيين فلسطينيين وعرب وأجانب، وأكاديميين وباحثين في العديد من الجامعات الفلسطينية والعربية والأوروبية والأميركية، والمراكز البحثية العالمية، ومهتمين بالشأن الفلسطيني. وقد خصصت 3 مؤتمرات و4 مخيمات معرفية للشباب شارك فيها آلاف الشباب الفلسطيني، الذين قدموا تصوّرات ورؤى شبابية حول مختلف القضايا وإجابات عن سؤال ما العمل.
كما عقد المركز 365 ندوة وورشة عمل نظّمت في مختلف المدن الفلسطينية في الضفة والقطاع وأراضي 48، وفي عدد من العواصم العربية والأوروبية، والولايات الأميركية، ويشارك في هذه الندوات نخبة مميزة من السياسيين والأكاديميين والباحثين والنشطاء ومؤسسات المجتمع المدني والشباب والمرأة، ويتابعها ويتفاعل معها عشرات الآلاف عبر البث المباشر على وسائل التواصل الاجتماعي. وتناقش هذه الندوات مختلف القضايا، مع التركيز على التحديات والمخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية، واقتراح البدائل والسياسات لها.
وأنتج المركز منذ تأسيسه أكثر من 660 ورقة بحثية، أعدها حوالي 300 باحث، أكثر من ثلثيهم من الشباب، وخضع جزء كبير منها للتحكيم والمراجعة، وتناولت الأوراق مختلف التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية، ويستند قسم منها إلى مناهج التفكير الإستراتيجي والدراسات المستقبلية واقتراح السياسات العملية.
وأنتج المركز مؤخرًا وثيقة سيناريوهات تعزيز الصمود الفلسطيني، ووثيقة أخرى حول السياسات الداعمة للصمود الفلسطيني، ضمن برنامج "تعزيز الصمود عبر الحوار"، الذي ينفذه المركز بالتعاون مع مبادرة إدارة الأزمات الفنلندية، وبدعم من الاتحاد الأوروبي. وهذه الدراسة هي الأولى من نوعها في فلسطين التي تمزج ما بين العلوم الإنسانية والطبيعية والسياسية والتفكير الإستراتيجي، وقد استندت هذه الوثيقة إلى إعداد تقارير وأوراق بحثية وأوراق سياسات قطاعية، واستطلاع آراء، ولقاءات وورش عمل، إضافة إلى استخدام تحليل النماذج الإحصائية، ومناهج الدراسات المستقبلية الرئيسية.
كما أنتج مركز مسارات مؤخرًا كتيبًا تضمن أبرز التوصيات الداعمة للصمود الفلسطيني في ظل جائحة كورونا، استنادًا إلى 7 أوراق مرجعية لمواجهة تداعيات كورونا على الأوضاع السياسية والاقتصادية والصحية والتكنولوجية، وعلى الحريات العامة والمجتمع المدني والمرأة.
53 إصدارًا
أصدر المركز خلال السنوات العشر الماضية 53 إصدارًا بعدد إجمالي أكثر من 70 ألف نسخة، وزعت على مختلف المؤسسات والمكتبات في الضفة والقطاع، والعديد من المؤسسات الفلسطينية في الخارج. كما شارك المركز في عدد من معارض الكتاب المحلية والدولية.
وتناولت هذه الإصدارات وقائع المؤتمرات، والأوراق البحثية والدراسات الصادرة عن البرامج المختلفة، وخاصة برنامج "التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات"، إضافة إلى الأبحاث الصادرة عن وحدة القطان لدراسة المشروع الصهيوني.
الوحدة الوطنية ... صُلب عمل المركز
ساهم مركز مسارات مساهمات كبيرة في سياق إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، على النحو الآتي:
- عقد عشرات الندوات والورش والمؤتمرات التي استهدفت البحث في جذور الانقسام وكيفية معالجتها، بمشاركة مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي، وإنتاج عدد كبير من المقالات والأبحاث التي تناولت هذا الموضوع، والتي قدمت اقتراحات وحلولًا.
- إصدار وثيقة لإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير بمشاركة أكثر من 40 شخصية، ضمت كُتّابًا وباحثين وسياسيين ونوابًا في المجلس التشريعي ممثلين عن القوى الرئيسية.
- تشكيل مجموعة المتابعة للوحدة الوطينة التي قدّمت تصوّرات واقتراحات عملية لإنهاء الانقسام.
- طرح مقاربة الرزمة الشاملة كأساس لإنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية على أساس برنامج وطني موحد ووفق مبدأ الشراكة السياسية، حيث تحولت إلى مكون رئيسي في النقاش العام وخطابات بعض القوى والشخصيات المستقلة والأكاديمية.
- أولى المركز أهمية كبيرة للقطاع الأمني، إذ شكّل فريقًا ضم خبراء وباحثين وضباطًا كبارًا سابقين ومسؤولين ونوابًا في المجلس التشريعي ممثلين عن القوى الرئيسية، وأصدر مجموعة من الوثائق لإصلاح وتوحيد قطاع الأمن الفلسطيني، ومنها: وضع تصور للمحددات والمعايير للسياسة الأمنية الفلسطينية، والعقيدة الأمنية، واللجنة الأمنية العليا، ومشروع قانون لمجلس الأمن القومي، إضافة إلى وضع تصور للمعايير والآليات لتوحيد وإعادة بناء وهيكلة الأجهزة الأمنية، وخاصة توحيد جهازي الشرطة والأمن الوطني في الضفة والقطاع، والمعايير الدولية لعمل الشرطة، وتجارب في عملية إصلاح القطاع الأمني، فضلًا عن صياغة مسودة قانون الشرطة الفلسطينية.
- قدمت هذه الوثائق والأوراق إلى مختلف الأطراف ذات العلاقة بعملية صنع القرار. كما عرض مسودة قانون الشرطة على الرئاسة ووزارة الداخلية وجهازي الشرطة والمخابرات والفصائل الفلسطينية. واعتُبر مشروع قانون الشرطة والوثائق الأخرى حول السياسات الأمنية أفضل ما قدم بشهادة مسؤولي ملف المصالحة المصريين والمسؤولين الفلسطينيين.
- مشاركة المدير العام للمركز في حوارات المصالحة الرسمية من العام 2011 وانتهاء بحوار القاهرة للتحضير لانتخابات 2021.
طرح خيارات إستراتيجية ... ثنائية السلطة والمنظمة
ساهم مركز مسارات في طرح تصوّرات واضحة حول العلاقة بين المنظمة والسلطة، وتصوّرات حول مستقبل السلطة، وإعادة النظر في بنيتها ووظائفها منذ تأسيس المركز. وبموجب مذكرة تفاهم مع دائرة شؤون المفاوضات في المنظمة، وقعها المدير العام للمركز مع رئيس دائرة المفاوضات الراحل د. صائب عريقات، تم إعداد دراسة حول "اليوم التالي" فيما يتعلق بمستقبل السلطة. وكان المركز مبادرًا لطرح تصورات عملية حول إعادة النظر في شكل السلطة ووظائفها، ساهمت في خروج المجلسين الوطني والمركزي بقرارات بشأن إعادة النظر في السلطة وشكلها ووظائفها.
الشباب وأطروحة التغيير ... آلاف الشباب تخرجّوا من برامج مسارات المتنوعة
أولى مركز مسارات اهتمامًا كبيرًا بالشباب، ووفر له منبرًا للحوار والنقاش وبلورة وتنفيذ مبادرات تتعلق بمختلف القضايا والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية بشكل عام، وقضايا الشباب بشكل خاص، حرصًا منه على تعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية والمجتمعية، وتعزيز هوية ودور الشباب في سياقه الوطني، وبهذا نرى معادلة التوازن بين البعدين المعرفي والمهاراتي، وهذا ما يميز مسارات بعملها مع الشباب.
وقد نفذ المركز العديد من البرامج لتعزيز دور الشباب، مثل البرنامج التدريبي "التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات"، وبرنامج "تعزيز المشاركة المدنية والديمقراطية للشباب الفلسطيني"، وبرنامج "الشباب والمشاركة الرقمية"، وبرنامج "التواصل الشبابي"، وبرنامج "الشباب يريد". وقد استفاد من هذه البرامج آلاف الشباب من مختلف التوجهات الفكرية والسياسية، ومن مختلفة التجمعات الفلسطينية.
برنامج "التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات"
يعدّ برنامج "التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات"، الذي يركز على تزويد المشاركين بالمعرفة بأبرز القضايا الفلسطينية، والمهارات اللازمة للوصول إلى المصادر وإنتاج أوراق السياسات وتقدير الموقف، هو الأول من نوعه في فلسطين، لا سيّما من حيث تقديم مفهوم السياسات العامة والتفكير الإستراتيجي والدراسات المستقبلية للباحثين/ات، وقد خرّج المركز 6 دورات من هذا البرنامج، تضمنت 150 باحثًا وباحثة أنتجوا أكثر من 150 ورقة تقدير موقف وتحليل سياسات وورقة حقائق، وهؤلاء الخريجيون/ات جميعهم أعضاء في منتدى الشباب الفلسطيني للسياسات والتفكير الإستراتيجي، الذي يهدف إلى إنتاج أوراق تحليل سياسات وتقدير موقف بمجالاتها المختلفة، المرتبطة بالقضية الفلسطينية، وتوفير منبر للحوار العام بمشاركة الجهات الفاعلة الرسمية والوطنية والشبابية في التجمعات الفلسطينية المختلفة. واليوم يشارك العديد من الخريجين/ات كباحثين/ات في مؤتمرات ومنتديات عامة عبر تقديم أوراق سياساتية تستند إلى المهارات المكتسبة في هذا البرنامج التدريبي.
برنامج تعزيز المشاركة المدنية والديمقراطية للشباب الفلسطيني
تخرّج من برنامج تعزيز المشاركة المدنية والديمقراطية للشباب الفلسطيني، الذي ينفذه المركز بالشراكة مع مؤسسة آكشن إيد – فلسطين، ومركز المعلومات البديلة ومركز حملة، 326 شابًا من التجمعات الفلسطينية المختلفة خلال المدة (2018-2020)، وقد تركّز العمل في هذا البرنامج على بناء القدرات والتفكير الإستراتيجي، والتواصل الشبابي، والمبادرة والمشاركة، وإنتاج المعرفة وبناء مواد المناصرة. وقد أنتج الشباب في سياق هذا البرنامج عشرات أوراق الحقائق والمبادرات الإبداعية.
نماذج من التغيير ... مبادرات إبداعية
قدّم مركز مسارات نماذج عدة للمشاركة في التأثير والتغيير، وتجلى ذلك في مجالات ثلاثة: تعزيز مشاركة المرأة، وتعزيز مشاركة الشباب، والقيادة الرقمية للشباب في مواجهة كورونا، حيث ساهم المركز في تطوير ودعم عشرات المبادرات الإبداعية في مختلف المجالات، بمشاركة شباب وشابات من مختلف التجمعات الفلسطينية، وقدم تدريبات لها، وقد أطلق صفحة على موقع الفيسبوك باسم "المبادرات الشبابية"، ويتابعها أكثر من 7 ألف متابع.
كما سبق أن نفذ المركز في العام 2018 برنامج تحدي الإبداع بمشاركة 10 مبادرات لتعزيز مشاركة المرأة الفلسطينية، وقدّم جوائز نقدية للمبادرات الفائزة.
مسارات ... حوارات متواصلة حول القضايا النسوية
أكد المركز أهمية المرأة وتعزيز دورها في الحياة السياسية والمجتمعية، ضمن قناعة راسخة بأن المرأة نصف المجتمع، وأنه لا يمكن أن نحقق أهدافنا الوطنية في التحرير والاستقلال ما دامت المرأة مضطهدة ولم تأخذ المكانة التي تستحقها، انطلاقًا من التعامل مع الفكر النسوي باعتباره فكرًا تحرريًا يخصّ المجتمع بأسره.
وحرص المركز على الحضور الفاعل للمرأة في مختلف برامج وأنشطة المركز، حيث يكون الشباب والشابات مناصفة في البرامج التدريبية المختلفة، ودائمًا المرأة حاضرة في برامج المركز ولجانه ونشاطاته ومؤتمراته.
ونفذ المركز عددًا من المشاريع الهادفة إلى المساهمة في تعزيز مشاركة المرأة، ومنها مائدة السلام النسوية التي عقدت على مدار سنوات بهدف الحوار حول مشاركة المرأة في الحوارات الوطنية، والقضايا التي تهم المرأة، والتشبيك والعمل المشترك على القضايا التوافقية، ومواصلة الحوار لتذليل العقبات حول القضايا غير المتوافق عليها، والانتقال إلى العمل المشترك الداعم للقضايا التوافقية. وأصدر المركز فيها هذا المجال وثيقة "نحو خطاب نسوي توافقي"، التي تتضمن القضايا المتوافق عليها والخلافية بين النساء في فلسطين، وتوصيات حول مجالات وآليات العمل المشترك.
لقاءات في العديد من البلدان العربية والدولية
أجرى مركز مسارات لقاءات في العديد من العواصم العربية والدولية، إذ عقد لقاءات مع لجان الاتحاد الأوروبي في بروكسل، ومع مكتب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في برلين، ولقاءات مع وزارة الخارجية المصرية وجهاز المخابرات العامة في القاهرة، ومع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في رئاسة الوزراء في بيروت، ولقاء مع الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية في القاهرة، ولقاء مع الرئيس الفنلندي السابق ماري اهتيساري، والرئيس الأميركي السابق جميري كارتر، ولقاءات مع المسؤولين الأتراك والقطريين والسويسريين والبلجيكيين وغيرهم.
كما التقى المركز بالعديد من المسؤولين الفلسطينيين والعرب في دمشق وبيروت والدوحة وعمّان، إضافة إلى تنظيم ورش عمل وندوات ضمت فلسطينيين من مختلف التجمعات في عمّان والقاهرة وبيروت وإسطنبول وأنقرة ولندن وبرلين والرباط وأبو ظبي وعدد من الولايات الأميركية، فضلًا عن مشاركة مسؤولي المركز في عشرات المؤتمرات الدولية، ولقائهم بعشرات المسؤولين والديبلوماسيين والخبراء العرب والأجانب.
ونسج المركز علاقة مباشرة مع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في رئاسة الحكومة اللبنانية، وقام المركز بناء على دعوة من اللجنة بإدارة حوارات مع القوى والمؤسسات الفلسطينية في لبنان لبلورة رؤية فلسطينية مشتركة حول العلاقة مع الدولة اللبنانية، وأدت الحوارات إلى تفعيل اللجنة السياسية العليا، وبلورة تصورات مشتركة حول العلاقة مع الجمهورية اللبنانية.
مسارات ... ثقة واهتمام
يحظى مركز مسارات باهتمام الباحثين والسياسيين الفلسطينيين وطلبة الدراسات العليا، وسفراء وقناصل الدول العربية والأجنبية، وممثلي المؤسسات الفلسطينية والدولية. كما تحظى نشاطات المركز بتغطية إعلامية فلسطينية واسعة، من مختلف وكالات الأنباء، والمواقع الإلكترونية، والصحف المحلية والعربية.
وهناك تقدير لدور المركز من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية الفلسطينية، لا سيما أنه يوفر منبرًا للحوار والنقاش لمختلف الآراء والأطراف، ويُشجع على الحوار وتبادل الآراء في الورش واللقاءات ومختلف أنشطته، إضافة إلى تركيزه على ما يجمع الفلسطينيين وأولوية وحدتهم، واقتراح الحلول والخيارات.
وينشر ما يصدر عن المركز من أوراق ومقالات وأخبار على الموقع الإلكتروني للمركز، وعلى منصاته المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتسجل المشاهدات بالآلاف، إضافة إلى توزيعها على القائمة البريدية التي تتضمن حوالي 8 آلاف إيميل، فضلًا عن نشرها على عشرات المواقع الإخبارية والصحف المحلية والعربية.
مسارات ... شراكات مستمرة
نسج مركز منذ تأسيسه شراكات وتعاونًا مع العديد من المؤسسات الفلسطينية في الداخل والخارج، كما وقّع شراكات مستمرة مع مؤسسات عربية وأجنبية، لا سيما شراكته المتواصلة منذ تأسيسه مع مبادرة إدارة الأزمات الفنلندية، وشراكته المتواصلة منذ 4 سنوات مع مؤسسة أكشن إيد - فلسطين، إضافة إلى شراكته الحالية مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، فضلًا عن شراكات أخرى حالية وسابقة مع مؤسسة روكفلر، ومركز جنيف للرقابة الديمقراطية، ومجتمعات مفتوحة، وهينريش بول، ومجموعة أكسفورد للأبحاث، والكويكرز.
"غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون"
لطالما ردد الراحل الكبير عبد المحسن القطان، مؤسس المركز وداعمه الأساسي، هذه العبارة، وها هو مركز مسارات بعد عشر سنوات على التأسيس يغرس في عقول الباحثين والشباب مناهج البحث والتفكير والاستشراف، وصولًا إلى التغيير والتأثير.
وفي هذه المناسبة، يفتقد المركز الراحل الكبير عبد المحسن القطّان، وزملاءه الآخرين الذين رحلوا من أعضاء مجلس الأمناء أمثال سلمان الناطور وإياد السّراج، وسيبقى مسارات مركزًا مستقلًا وشعاع أمل ينير الطريق نحو أهداف الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والحرية والعودة والاستقلال.
اليوم، يوجه عمل مركز مسارات مجلس أمناء يضم مجموعة من أبرز الشخصيات من الباحثين والأكاديميين والخبراء من التجمعات الفلسطينية المختلفة، ويشرف على عمله مجلس إدارة منتخب من مجلس الأمناء، استنادًا إلى الخطة الإستراتيجية للمركز، وإلى أنظمة وأدلة إدارية ومالية يعمل بموجبها طاقم المركز في مقريه في الضفة الغربية وقطاع غزة.
قالوا عن مسارات
كتب العشرات من الكتاب والباحثين عن مركز مسارات، وأشادوا بالدور الذي يقوم به، مثل:
- د. خالد الحروب، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية بجامعة نورث ويسترن بقطر: "يُسجَّل لمركز مسارات مواصلته على مدار سنوات جهدًا كبيرًا في تحليل جذور الانقسام الفلسطيني، وعقد لقاءات تشاورية داخل فلسطين وخارجها لمواجهة الانقسام، وكذا طرح مبادرات عدة بهدف تفعيل دور المجتمع المدني الفلسطيني لإنهاء الشرخ الفلسطيني المدمر وبناء وحدة وطنية".
- د. نبيل قسيس، وزير سابق، ورئيس جامعة بيرزيت سابقًا: "جمع مسارات بين ذوي الخبرة الطويلة في العمل الوطني السياسي وجيل الباحثين الشباب، وأثبت وجوده بطريقة مثيرة للإعجاب في مجال البحوث ودراسات السياسات الرصينة، وأصبح عنوانًا يُعتدّ به ومقصدًا أثيرًا للمهتمين بالاطلاع على ما يدور في الساحة السياسية في فلسطين".
- ماجدة المصري، وزيرة سابقة، وناشطة سياسية ونسوية: "لعب مسارات دورًا ملموسًا في فتح حوارات مهمة سياسية ومجتمعية، وقدم إسهامات جادة حول الحالة الفلسطينية الراهنة، سواء بالتحليل أو الاستخلاصات وتقديم المبادرات، وعلى وجه الخصوص حيال الانقسام الفلسطيني".
- د. عبد الرحمن التميمي، الخبير في التفكير الإستراتيجي: "عملت مع مؤسسات كثيرة منذ 25 عامًا، ولأول مرة أشعر بأن هناك احترامًا للمعرفة والعلم، وهذا ما وجدته في مركز مسارات، إذ ترك لنا المركز ومديره الحرية في كيفية التفكير والكتابة".
- تقرير لوكالة الأناضول: "مركز مسارات واحد من أهم مراكز الأبحاث الفلسطينية، وتحظى تقاريره بثقة عالية على المستويين المحلي والدولي".
- د. رائد نعيرات، أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح: "مسارات وطنيّ في تناوله للقضايا البحثية، ووطنيّ في رؤيته لمكونات الشعب الفلسطيني، ووطنيّ بامتياز في رؤيته للعمل وتدخلاته في قضايا السياسات العامة. وتنم نشاطات المركز عن رؤية عميقة وليست موسمية، وتستند إلى محددين أساسيين: المحدد الوطني، والمنهجية العلمية الرصينة، كما أن قطاعات العمل رغم تنوعها إلا أنها متكاملة في خدمة القضية الفلسطينية".
- سمر هواش، ناشطة سياسية ونسوية: "ما يميز مسارات أنه أعطى حيزًا كبيرًا ومساحة شاسعة للحوار المجتمعي السياسي القائم على مشاركة كافة ألوان الطيف السياسي، وساهم بشكل جدي وحثيث في جهود استعادة الوحدة الوطنية وإثارة الجدل العميق حول التحولات الديمقراطية والعوامل اللازمة لتعزيز الصمود، ومآلات ومصير المشروع الوطني، ووضع السيناريوهات والبدائل والحلول التي أصبحت مرجعية وطنية أساسية على مستويات مختلفة".
- ربا مسروجي، سيدة أعمال وناشطة وطنية: "يتمتع مركز مسارات بالمهنية والموضوعية، ويهتم بأدق التفاصيل في العمل والإنتاج الوفير من الأوراق البحثية والمواقف السياسية والتحليلات، بالكم والنوع، التي تمكن الشخص من الوصول إلى ما يريد. ويحسب لمؤتمر مسارات السنوي النوعي أنه يضم الجميع دون استثناء ودون إقصاء أو تخوين أو تكفير".
شكر وعرفان
وفي هذه المناسبة أيضًا، يعرب مركز مسارات عن جزيل شكره وتقديره إلى عشرات الشركات ورجال الأعمال الفلسطينيين الذين دعموا المركز وبرامجه، وإلى الشركاء والمؤسسات الأجنبية، وإلى الباحثين والمحكمين وكل من دعم وساهم في إنجاح فعاليات المركز، ولولا كل هذه الجهود التي تستند إلى منهجية تشاركية في العمل والإنتاج لما وصل مسارات إلى هذه المكانة التي يتمتع بها. هؤلاء جميعًا شركاء في النجاح، واستمرار تعزيز دور مسارات.