ملخص
تسعى هذه الدراسة إلى مقاربة أثر "الثورات" و"الانتفاضات" على القضية الفلسطينية. من خلال محاور قسمت إلى ثلاثة: يهتم الأول بمقاربة نظرية حول الثورات والحركات الاحتجاجية من خلال عرض بعض النماذج وتحليلها وربطها بالسياق العربي، في حين يتناول المحور الثاني الخطابات الاجتماعية التي تتداول الحياة اليومية وتغيرات الخطابات الأيديولوجية في الساحات العربية المختلفة. أما المحور الثالث فيهتم بتأثير هذه الثورات على القضية الفلسطينية وانعكاساتها المختلفة على المستويات الرسمية وعلى الحراكات الاحتجاجية الفلسطينية المختلفة من خلال القيام بتحليل سوسيولوجي للفاعلين الاجتماعين المختلفين والتركيز على خلفياتهم ومنطلقاتهم.
يجدر بنا الإشارة هنا إلى مجموعة من الملاحظات؛ أولا: أن هذه الثورات هي طور التشكل ضمن صيرورة ديناميكية متغيرة مما لا يمنحنا الكثير من الأدوات للتحليل ولذا فان المحاولة هي قراءة تأويلية، لفهم الأحداث وأثرها على القضية الفلسطينية حيث نفتقد لقراءة ما بعدية كافية زمنيا للتحليل أي لما بعدية حدوث الفعل. ثانيا: لا يوجد نموذج واحد لكل "الثورات العربية" أو "الانتفاضات" أو النزاعات المسلحة لنستطيع الارتكاز عليه، ثالثا: لا توجد رؤية فلسطينية واحدة (رسمية وشعبية)، بل يوجد رؤى مرتبطة بالخطابات الأيديولوجية وبالتحالفات والمصالح وعلاقات القوة لفرقاء إدارة الصراع الداخلي الفلسطيني (حركتي فتح وحماس) بنظرائهم في سلطات دول ما بعد 2011 أو مع سلطات الدول التي لم يمسها "الربيع العربي"؛ و يختلف الفلسطينيون ذوي الرؤى الرسمية عن ذوي الرؤى الغير الرسمية على اصطلاح نعت هذه الأحداث في الوطن العربي: "التمرد"، "الانتفاضات"، "الثورات"، "الخريف العربي"، "خيوط اللعبة"، "المؤامرة"، وكذلك بالنسبة للتيارات السياسية المختلفة وفقا للمرجعيات الثقافية والأيديولوجية.