الرئيسية » إصدارات المركز »  

| | |
مؤتمر الحركات الإسلامية وأسس الشراكة السياسية في النظام السياسي الفلسطيني

 

تقديم

ما نحن بصدده اليوم، في هذا المؤتمر، ليس نقاشاً أيديولوجياً، وليس نقاشاً عن دور الدين في المجتمع، وفي حفز الشعوب على مقاومة محتلّيها ومستعمريها؛ بل هو نقاشٌ سياسيٌّ بامتياز.  نقاشٌ يتركز حول سؤال محدد: هل هناك مجال ٌومتسعٌ في حركة التحرر الفلسطيني لأنْ تصطف داخلها كل المكونات السياسية الفاعلة في عملية تحرير الوطن، وكيف؟

فإذا كان الكثير من حركات التحرر الوطني في العالم قد تمكَّنت من رصِّ صفوفها في جبهة عريضة كأداةٍ تمكّنت من خلالها إنجاز رحلة التحرر الوطني وتحقيق الاستقلال، فإن التحدي الذي نواجهه، نحن الفلسطينيون، تحدي المشروع الصهيوني الذي يتجاوز كونه استعماراً واحتلالاً عابراً إلى حقيقة كونه عَمِلَ ويعمل يومياً على اقتلاع الشعب الفلسطيني، وتدمير كيانيّته وهويّته؛ كل ذلك يجعل من تحقيق الوحدة الوطنية أو استعادتها مهمةً عاجلةً وشرطاً أولاً للتصدي لهذا المشروع الصهيوني، الذي يبلغ الآن ذروة تغوّله في الاستيطان، وفي تهويد القدس، وفي العدوان والتوحّش، وفي تقطيع أوصال فلسطين أرضاً وشعباً.

ولا إخال أحداً يجادل في أنّ الانقسام الذي أخذ يمزّق الحركة الوطنية الفلسطينية قد قادها إلى التيه والضياع وفقدان البوصلة.  لكن ما هو أهم من هذا هو استخلاص الدروس من تيه هذا الانقسام.

وأول هذه الدروس هو الإدراك أن مرحلة التحرر الوطني تقتضي ضرورة الدخول في عملية مصالحة تاريخية ما بين جناحي حركة التحرر الفلسطيني، الوطني والإسلامي، فلا بديل عن هذه المصالحة التاريخية في مرحلة التحرر.

وثاني هذه الدروس هو الإدراك أن كل يوم يمر ونحن ماضون في تيه هذا الانقسام إنما يصبُّ مزيداً من الزيت في دولاب المشروع الصهيوني.

والدرس الثالث هو إدراك حقيقة أنّ أياً من مكوّنات حركة التحرر الوطني الفلسطيني لا تمتلك، ولنْ تمتلك على المدى المرئي، القدرة المنفردة على قيادة الشعب الفلسطيني نحو إنجاز الحقوق الوطنية في تقرير المصير والحرية والاستقلال والعودة.

ودرس رابع في نفس السياق، أنّ أيّاً من مكونات حركة التحرر الوطني لن يختفي من الوجود، ولن يتمكن أي طرفٍ مهما علا شأنه من إلغاء الطرف أو الأطراف الأُخرى.

وخامساً، أنّ الإطار الجبهوي أو المظلة التي شكلتها منظمة التحرير في مراحل سابقة؛ من الواضح أن هناك إجماعاً قائماً على أن المنظمة ما زالت تشكل الخيار الأفضل، لتكون من جديد الإطار الجبهوي الواسع القادر على التصدي للمشروع الصهيوني في مرحلته المتقدمة، شريطة أن يعاد بناؤها على أُسس جديدة تستجيب لمتطلبات الواقع الفلسطيني وتتجاوز سلبيات المراحل السابقة.

 

لقراءة الكتاب أو تحميله ... اضغط/ي على هذا الرابط

مشاركة: