نظّم مركز مسارات جلسة حوارية بعنوان "نحو رؤية موحّدة للمخاطر وأشكال النضال"، بمشاركة أكثر من 50 مشاركًا من الجنسين من السياسيين والباحثين والأكاديميين والنشطاء والشباب.
تحدّث في هذه الجلسة كلٌ من: أنطوان شلحت، كاتب وباحث، وهاني المصري، المدير العام لمركز مسارات، وحسام الدجني، كاتب ومحلل سياسي، بينما أدار الحوار خليل شاهين، مدير البرامج في مركز مسارات.
وأشار شلحت، وفقًا للقرارات الإسرائيلية، إلى وجود إجماع منذ تسلم بنيامين نتنياهو للحكم في العام 2009، على ضعف السلطة لأسباب عدة، منها: عدم وجود أفق سياسي، والأزمة الاقتصادية التي تعاني منها السلطة، وضعف أجهزة الأمن التابعة لها، إضافة إلى تزايد قوة حركة حماس، فضلًا عن صراعات حركة فتح الداخلية، لا سيما المعركة على الخلافة.
وأوضح أن عناصر الإستراتيجية الإسرائيلية تقوم على إضعاف السلطة ودفعها نحو التفكك، وتوسيع الاستيطان في مناطق (ج)، وتشريع البؤر الاستيطانية، إضافة إلى فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات وغور الأردن وضمهما إلى إسرائيل، مبينًا أن إستراتيجية نتنياهو تقوم على القضاء على إمكانيات حل الدولتين.
وأكد أن هذه الحكومة المتطرفة فرصة للفلسطينيين من أجل الاتفاق على العمل المشترك، مشددًا على أهمية مبدأ وحدة الساحات والتمسك به، كونه من البدهيات للنضال الفلسطيني.
من جانبه، أشار المصري إلى عدم وجود إستراتيجية فلسطينية، موضحًا أن الإستراتيجية تتطلب تحديد الأهداف، والمقصود ليس الأهداف البعيدة فقط، وإنما الأهداف القريبة والمتوسطة والبعيدة، مبينًا أنه في المرحلة الحالية يجب التركيز على التمسك بوحدة القضية والأرض والشعب، وإعادة تعريف المشروع الوطني، وبعد ذلك تحديد الأهداف وبرامج النضال وأشكاله في كل مرحلة، بما يخدم إحداث تغيير في موازين القوى.
وقال إن الصراع في المرحلة القادمة سيكون على مناطق (ج)، محذرًا من أن حسم الصراع عليها وضمها يقرب من حسم الأقصى لصالح الاحتلال، مشيرًا إلى أن القيادة الفلسطينية الرسمية لم تعد تطالب بدولة فلسطينية، وإستراتيجيها قائمة على البقاء والانتظار.
وتطرق إلى أهمية مناقشة إستراتيجية المقاومة، لاسيما في ظل الجدل الذي دار عقب معركة "ثأر الأحرار" وخوض الجهاد المعركة والمفاوضات وحده، فليس كل اغتيال لقائد يتوجب خوض معركة، داعيًا إلى الاتفاق على إستراتيجية للمقاومة توضح متى يتم استخدام المقاومة المسلحة والصواريخ، مشددًا على أهمية الوحدة كونها ضرورة، وهي بحاجة إلى أدوات سياسية وشعبية قادرة على فرضها.
بدوره، أوضح الدجني أن غزة جربت أنواع المقاومة السلمية والشعبية والمسلحة، مبينًا أن مسيرات العودة كانت بحاجة إلى تحسين وإدارة؛ إذ كانت تنتهي المسيرات بجولة من المقاومة المسلحة، منوهًا إلى أن معركة وحدة الساحات وثأر الأحرار أثارتا جدلًا حول متى نستخدم المقاومة المسلحة.
وأشار إلى أهمية أن يكون سلاح المقاومة خاضعًا لمنظمة التحرير بعد إعادة بنائها، من خلال الانتخابات وتشكيل مجلس وطني جديد، وليس من خلال التحكم والاستفراد بالقرار الوطني، مشددًا على أهمية إجراء الانتخابات على مختلف المستويات والقطاعات.
وأكد أهمية تعزيز صمود فلسطينيي 48، ودورهم في النضال الفلسطيني، والعمل على وحدتهم في الكنيست في وجه اليمين الإسرائيلي.