عقد مجلس إدارة المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات) اجتماعه الثالث والخمسين، وناقش التقارير الإدارية والمالية عن النصف الأول من العام 2023، وبحث تطوير عمل المركز وموارده المالية، واستعرض سير عمل البرامج والمشاريع، والتحضير للمؤتمر السنوي الثاني عشر، كما توقف عند الوضع المالي، وكيفية العمل لتقليل العجز في الموازنة، إضافة إلى مناقشة إضافة أعضاء جدد إلى عضوية مجلسي الأمناء والإدارة في سياق التحضير لاجتماع مجلس الأمناء.

وأشاد مجلس الإدارة بالمنجزات التي حققها المركز على الرغم من النقص في الموارد المالية والبشرية.

وقد نظّم المركز خلال النصف الأول من العام 2023 31 ورشة ولقاء حواريًا، وأنجز 15 ورقة سياساتية، وبدأ التحضير للمؤتمر السنوي الثاني عشر عبر تكليف ثلاثة خبراء بإعداد أوراق للمؤتمر حول المتغيرات الدولية والإقليمية والإسرائيلية وآفاقها وانعكاسها على القضية الفلسطينية، إضافة إلى التحضير للتقرير الإستراتيجي للمؤتمر.

وواصل المركز العمل في مختلف البرامج والمشاريع؛ إذ بدأ تنفيذ الدورة الثامنة من برنامج التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات، بعد الحصول على منحة من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي؛ حيث تم تنفيذ 10 لقاءات تدريبية وجاري العمل على إنجاز 35 ورقة تقدير موقف، إضافة إلى تمديد برنامج "الحوار النسوي الفلسطيني" المنفذ بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة حتى نهاية أيار/ مايو 2023؛ حيث تم إصدار الوثيقة التوافقية بصيغتها النهائية، بعنوان "مخرجات الحوار النسوي الفلسطيني".

كما واصل العمل في مشروع الخدمات العامة المقدمة إلى الشباب الفلسطيني بالتعاون مع مؤسسة أكشن إيد؛ حيث جرى تشكيل التكتل الشبابي لدعم الحق والعدالة في الخدمات العامة، وأنتج عددًا من الأوراق وحملات المناصرة، وكذلك جاري العمل على إعداد دراسة حول "العلاقات الصينية العربية من وجهة نظر الخبراء والمختصين العرب"، ضمن برنامج التعاون مع السفارة الصينية.

وبدأ المركز خلال هذا العام العمل على مشروعين جديدين موجهين إلى الشباب، الأول بدعم من القنصلية الفرنسية حول مبادرات تحدي المشاركة الشبابية، والآخر بدعم من الممثلية الألمانية حول استخدام الشباب للفضاء الرقمي لتعزيز الوحدة الوطنية والسلم الأهلي.

كما أنجز المركز ورقة ضمن مشروع "دعم الحوار من أجل الوحدة في فلسطين"، المنفذ بالتعاون مع مؤسسة مارتي أهتيساري للسلام (CMI)؛ حيث ركزت على استخلاص الدروس من فشل جهود ومبادرات إنهاء الانقسام طيلة السنوات الماضية، وتقترح مقاربة لإنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة وفق معادلة تهدف إلى بناء القدرة على التغيير الجذري من الأسفل إلى الأعلى، عبر بناء جبهة وطنية وشعبية، فضلًا عن العمل على مشروع آخر بالتعاون مع (CMI)، يركز على دعم التمكين السياسي للمرأة الفلسطينية.

وتوقف الاجتماع أمام الوضع المالي للمركز؛ حيث لا تزال الموازنة تشهدًا عجزًا لهذا العام، وإن كان أقل من السنوات السابقة، وأوصى باتخاذ مجموعة من القرارات لسد العجز في الموازنة. وفي هذا السياق، أعرب المجلس عن شكره للشركاء والداعمين الذين دعموا المركز منذ تأسيسه، وأهاب بالشركات الوطنية ورجال الأعمال والمهتمين بالشأن العام تقديم الدعم للمركز بأية مبالغ، بما يساهم في تعزيز استقلالية المركز، ومواصلة دوره كحلقة وصل بين المعرفة والسياسات، والتأثير في أجندة النقاش العام، ورفع الوعي بالقضايا الوطنية الإستراتيجية والبدائل السياسية في سياق رؤيا وطنية جامعة، وتوفير منبر للحوار والنقاش وتبادل الآراء والأفكار حول مختلف القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني وقضيته.