الرئيسية » ندوات » الأخبار »   09 آب 2023

| | |
مسارات: 100 شخصية تناقش ما العمل بعد اجتماع العلمين ... دعوات إلى مقاربات جديدة لإنهاء الانقسام بالعمل من أسفل إلى أعلى وتعزيز الوحدة الميدانية

البيرة، غزة: ناقشت 100 شخصية فلسطينية من السياسيين والأكاديميين والباحثين والناشطين والشباب من الجنسين، خلال جلسة عصف ذهني، ما العمل ما بعد اجتماع الأمناء العامين الذي عقد في مدينة العلمين المصرية.

وشدد المشاركون/ات على أهمية شق مسار جديد قادر على إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، على أساس برنامج سياسي وشراكة حقيقية، مؤكدين أهمية بلورة تيار ثالث قادر على الإمساك بزمام المبادرة والضغط على طرفي الانقسام لتحقيق الوحدة.

وفي حين رأى بعض المشاركين/ات أن معظم الفصائل لا يستطيع الامتناع عن تلبية الدعوة إلى الحوار حتى لو كانت فرص نجاحه ضئيلة أو معدومة، شدد آخرون على أن محاولة فرض شروط تتعلق بحصر المقاومة في الطابع السلمي فقط، ورفض الاتفاق على مبدأ الحق في ممارسة المقاومة الشعبية الشاملة، ووجوب الموافقة على "الشرعية الدولية"، بما تعنيه من قبول شروط اللجنة الرباعية الدولية،  بوصفها شرطًا مسبقًا للانضمام إلى منظمة التحرير أو أي حكومة فلسطينية جديدة، كانت تعني وصول إلى الاجتماع إلى نهاية صفرية. واعتبروا أن مشاركة باقي الفصائل في الاجتماع على الرغم من كل ذلك، جعلت الرئيس الرابح الأكبر بحصوله على ما يريده من شرعية فصائلية ترسخ مكانته بوصفه رئيسًا، وذلك على الرغم من مقاطعة حركة الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى في المنظمة للاجتماع على خلفية الاعتقال السياسي.

وأوضح المشاركون/ات أهمية إيجاد مقاربات جديدة بعيدًا عن الارتهان إلى الحوارات الثنائية أو الفصائلية مع إقصاء باقي مكونات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، من خلال مواصلة الحوار على كل المستويات، بين مختلف المكونات والتجمعات الفلسطينية، وتوسيع فئات المشاركين لتضم الشباب والمرأة والشتات والمستقلين والمجتمع المدني، لبلورة إستراتيجية وطنية تتصدى للمخاطر التي تحيط بالقضية الفلسطينية، لا سيما في ظل حكومة اليمين الإسرائيلية، وفي ضوء الأوضاع الصعبة والشرذمة التي يعاني منها الفلسطينيون في مختلف التجمعات.

وطرح المشاركون عددًا من الاقتراحات في ضوء فشل مختلف المقاربات التي اعتمدت لإنهاء الانقسام، فمنهم من دعا إلى حوار شعبي ومواصلة العمل من أسفل إلى أعلى، وتعزيز الوحدة الميدانية وتعميمها، ومنهم من دعا إلى عقد مؤتمر للإنقاذ الوطني، بينما دعا آخرون إلى مواصلة الحوار على مختلف المستويات، بما يشمل المؤسسات الأهلية والمجتمعية والشباب، فيما طالب البعض بعقد انتخابات عامة بوصفها مدخلًا للخروج من الأزمة الراهنة.

جاء ذلك خلال جلسة عصف ذهني نظمها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)، لمناقشة ما العمل بعد اجتماع العلمين، بمشاركة أكثر من 100 شخصية من السياسيين والأكاديميين والباحثين والناشطين والشباب، من الجنسين، من مختلف التجمعات الفلسطينية، في قاعتي المركز في البيرة وغزة، وعبر منصة زووم، وسط مشاهدة المئات لها عبر منصات التواصل الاجتماعي. وقد أدار الحوار في البيرة، خليل شاهين، مدير البرامج في مركز مسارات، بينما أداره في غزة، د. عماد أبو رحمة، المستشار في المركز.

وقدّم هاني المصري، المدير العام لمركز مسارات، عرضًا موجزًا حول اجتماع العلمين، والأسباب التي دفعت إلى عقده، وتلك التي تدفع إلى التعجيل بالوحدة، وإلى أسباب عدم نجاح محاولات إنهاء الانقسام.

وأوضح المصري أن هناك أسباب عدة دفعت إلى عقد اجتماع العلمين، من أبرزها ملحمة جنين، التي أضعفت السلطة، وأظهرتها بمظهر العاجز، إضافة إلى الصفقة الكبرى في المنطقة التي يجري الحديث عنها، فضلًا عن ضعف وتبعثر قوى المعارضة، وعدم توافقها على رؤية مشتركة، وموافقتها على المشاركة في اجتماع الأمناء العامين، وخصوصًا حركة حماس وقوى اليسار، من دون إعطاء الأولوية لتوفير عدد من الأسس والمتطلبات المسبقة لتفادي الفشل الكبير الذي انتهى إليه الاجتماع، مع أن التحضير للاجتماع ليس شرطًا تعجيزيًا، بل هو متطلب.

وشدد على أهمية إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، لا سيما في ظل حكومة نتنياهو التي تهدف إلى حسم الصراع، وفي ضوء الضغوط الداخلية والخارجية على طرفي الانقسام، إضافة إلى عدم الاطمئنان للصفقة الكبرى، أو حتى للتحرك السياسي القادم، وخاصة إذا فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة، فضلًا عن أن الشعب بغالبيته يريد الوحدة.

وبين المصري أن أسباب عدم النجاح في إنهاء الانقسام ترجع إلى الاختلاف في الرؤى، والصراع على السلطة والقيادة، وكذلك عدم وجود تهديد جدي للسلطتين، إضافة إلى عدم نشوء طرف ثالث أو حراكات قوية من خارج القوى القائمة.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
مشاركة: