من لا يفهم التاريخ، ويدرك القوانين الحاكمة لحركته، ويعي دلالاته، ويعتبر بدروسه. لن يكون قادرا، -مهما طغى- على حماية حاضره وضمان مستقبله.
ومن ينشغل بوقائع الحاضر دون التمعن في السياسات والسلوكيات التي أفضت إليها ويعتبر، سيعجز عن التأسيس للمستقبل.
ومن يعتقد أن "الكبار يموتون والصغار ينسون" فهو جاهل. حيث التطور يصنعه تراكم الخبرات الذي يجعل الصغار واعون لشروط تجنب المصير الذي آل إليه آباؤهم وأجدادهم.
ومن يخال أن القوة والتحصن خلف الجدران المعززة بمنتجات الذكاء الاصطناعي يضمن السلامة والأمن فهو أعمى.
ومن يريد من غير أهل المنطقة مواصلة العيش في بلادنا العربية والإسلامية الممتدة. فعليه أن يدرك أن مهادنة الحكام واستعداء الشعوب لا يجلب الأمن، ولا يضمن له البقاء.
ومن يظن بأن الحل النهائي للقضية الفلسطينية بات ممكنا - بتكرار نموذج هتلر للحل النهائي للمسألة اليهودية في أوروبا قبل ثمانية عقود وتجنب مصيره، فهو واهم.
لأنه يتجاهل حدود القوة، التي أثبت التاريخ أنها تحتكم إلى قوانين الطبيعة. وتسير وفق قوانين الحركة الثلاث التي شرحها إسحق نيوتن قبل أربعة قرون :
الأول : أن الأجسام الساكنة، والأجسام التي تتحرك بسرعة ثابتة، تبقى ساكنة أو تتحرك بسرعتها الثابتة، ما لم تؤثر عليها قوة تحركها. ويسمى هذا بقانون ممانعة الحركة.
وترجمته في السياسة: أن الاستقرار يصنعه توازن المصالح وتساوي حقوق بني البشر في الحياة والحرية وتقرير المصير. وأن استمراره رهن، فقط، بغياب مؤثرات تمس بذلك.
الثاني: أنه كلما زادت القوة المؤثرة، زاد التسارع.
وترجمته في السياسة: أنه كلما زاد اختلال توازن المصالح وتساوي الحقوق، تسارع الانزلاق نحو المواجهة.
الثالث: أن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار، ومعاكس له في الاتجاه.
وترجمته في السياسة: أنه كلما ازداد طغيان الظالم، تنامت قوة المظلوم وتعاظمت قدرته على الرد.
وفي السابع من أكتوبر الجاري، بادر بضع مئات من أبناء شعبنا الفلسطيني القابض على الجمر في قطاع غزة، باختبار فاعلية قوانين نيوتن للحركة في الصراع الوجودي الذي ما يزال يخوضه الشعب الفلسطيني للقرن الثاني على التوالي، ونجحوا. وبدراجاتهم النارية والهوائية وطائراهم الشراعية محلية الصنع وأسلحتهم البدائية، ويقينهم بتفوق قوة الحق على حق القوة مهما طغت. اخترقوا الحاجز الإلكتروني المنيع الأحدث والأعلى كلفة في العالم. واندفعوا بسرعة فائقة، تحفزها دماء آلاف الشهداء ومعاناة وعذابات أسلافهم على مدى خمسة أجيال متتابعة. ويضاعفها انتماء وطني لا يتزعزع. وحنين دفين تختزنه ذاكرتهم الحية من حكايا الجدات والأمهات. وعقيدة راسخة بالأجل المقدر، "فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"
وبجرأة وشجاعة استثنائية وجاهزية لافتداء حرية وطنهم وشعبهم بأرواحهم. سيطروا في الساعات الأولى للهجوم على المواقع العسكرية الإسرائيلية الحصينة، وغالبية المستعمرات الاستيطانية الصهيونية المقامة في قضاء غزة، فوق أنقاض قرى الجورة وعسقلان ونعليا والخصاص والمجد ودمرة وخربة أبي هدايد وزيتا وهربيا وتل جمة وخربة أم جرار والنجد وسمسم. مسقط رأس آبائهم وأجدادهم، التي عبث بها الغزاة المستوطنون الصهاينة، وغيروا معالمها وأسماءها لإخفاء جرائم التطهير العرقي.
فباغتوا عدوهم المأًفون بعقدة التفوق العنصري، والمزهو بتفوقه في موازين القوى كافة - العسكرية والأمنية والاستخباراتية والتكنولوجية والعلمية والإدارية والسياسية والاقتصادية - والمحصن بأسلحة نووية لا تخضع للرقابة. وبحماية دولية تمنحه الحرية المطلقة لمواصلة حر بالإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، وتستثنيه من نفاذ القوانين الدولية والإنسانية، وتضمن إفلاته من المساءلة والمحاسبة.
وأربكوه وأذلوه. وشمل الشعور بالمهانة والهزيمة جميع مستوطني المستعمرة الصهيونية. وبدد ثقتهم بأنفسهم. وبأهلية النظام الصهيوني وعموم الطبقة السياسية. وعزز شكوكهم بقدرة القوة الذاتية على حمايتهم. وضاعف مخاوفهم بتداعيات الفظائع التي يرتكبها قادتهم.
وأذهلوا العالم بكفاءة الإعداد والتخطيط والتنفيذ للمقاومة الفلسطينية المحاصرة برا وبحرا وجوا، والمستهدفة من معسكر الأعداء وذوي القربى.
فهب التحالف الاستعماري الغربي الصهيوني على الفور لإنقاذ معقله الاستعماري الاستيطاني الأخير في جنوب الكرة الأرضية. ولحماية قاعدته الأهم في العالم.
واستنفرت الولايات المتحدة الأميركية قواعدها وقواتها العسكرية في المنطقة. وسيرت قطارا جويا لنقل العتاد العسكري. وأرسلت حاملة الطائرات الأمريكية الأقوى في العالم "يو أس أس جيرالد فورد"، وعلى متنها 5000 عسكري للمرابطة في شرق البحر المتوسط. وأوفدت الخبراء العسكريين والمستشارين الأمنيين، وأرسلت قوة عسكرية خاصة /2000 جندي/للانتشار السريع، وأخرى مهمتها "تحرير الرهائن" ومكافحة "العمليات الإرهابية" / دلتا/. وأتبعتهم بحاملة طائرات أميركية ثانية "دوايت أيزنهاور" يتوقع وصولها خلال أسبوعين. وتبعتها بريطانيا فقامت بإرسال سفينتين حربيتين وطائرات لتقديم "دعم عملي" لإسرائيل وضمان "الردع". وتلتهما ألمانيا فوضعت مسيرتين من طراز "هيرون تي بي" تحت تصرف تل أبيب.
واستعاد الرئيس المسن بايدن لياقته ونشاطه الذي افتقده خلال سنوات حكمه الثلاث. فاتصل بزعماء العالم، وواظب على عقد مؤتمرات صحفية يومية بحضور أركان إدارته السياسيين والعسكريين وطاقم مكتبه. وهدد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة بالقوة القاهرة التي لا تبقي ولا تذر. واستحضر أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر/ للتذكير بالرد الأمريكي وتداعياته التدميرية على دول وشعوب المنطقة والعالم. وقدر تأثير عملية طوفان الأقصى على المستعمرة الصهيونية بعشرة أضعاف ما أحدثه هجوم القاعدة آنذاك، أخذا بالاعتبار الفوارق في الوزن الديموغرافي. وادعى زورا مشاهدته صور تؤكد ارتكاب حماس جرائم إبادة واغتصاب وقطع رؤوس أطفال (تراجع مكتبه لاحقا عندما طالبت وسائل الإعلام بنشرها ) لمساواتها بداعش -التي أنشأتها إدارة أوباما لاحتواء ثورات الربيع العربي باعتراف وزير خارجيته هيلاري كلينتون، ومولتها وسلحتها الإدارات الأمريكية اللاحقة. وما تزال تحتفظ بها كاحتياطي لاستدعائها عند الحاجة لإرهاب شعوب المنطقة وتطويع أنظمة الحكم-، واستنفر الإعلام الأمريكي والغربي لتوظيف الصور النمطية التي رسخها سلوكها الوحشي في ذاكرة العالم من أجل شيطنة المقاومة الفلسطينية المشروعة في القانون الدولي. ووسمها بالشر المطلق لتبرير حرب الإبادة والتطهير العرقي التي أذنت إدارته للمستعمرة الصهيونية باستئناف ارتكابها ضد الشعب الفلسطيني عموما، وفي قطاع غزة خصوصا.
وأوفد وزير دفاعه ومسؤول الأمن القومي لشد أزر قادة المستعمرة الصهيونية، وتوحيد قواهم لاستعادة زمام المبادرة، وإنجاز مهمتهم بتدمير غزة وإبادة أهلها بأقصى سرعة بذريعة اجتثاث حماس لاستعادة قوة الردع المتآكلة. وكلف وزير خارجيته باستنهاض السلطة الفلسطينية والأنظمة في الدول العربية والإسلامية الحليفة. والضغط عليهم لإرغامهم -تحت طائلة التهديد والوعيد - على المشاركة في الحرب لاستكمال إفراغ فلسطين من باقي سكانها الأصليين. والبدء أولا بتهجير سكان قطاع غزة البالغ تعدادهم 2.300.000 نسمة لتجنيبهم إبادة محققة. واستيعابهم في الدول العربية :مليون في مصر، ونصف مليون في السعودية، وتوزيع الباقي على الأردن وقطر والإمارات.
وتقاطر وزراء خارجية الدول الأوروبية تباعا لتقديم الدعم والإسناد وحماية قاعدتهم الاستعمارية الاستيطانية الأخيرة، وليس لإنقاذ اليهود كما يزعمون. فلم يستهدف اليهود يوما في بلادنا العربية الإسلامية الممتدة التي استضافتهم عندما طردهم ولاحقهم الأوروبيون. وحمته معلى مدى قرون، وساوتهم بأهلها. فيما ورطهم التحالف الاستعماري الغربي الصهيوني، وزجهم في صراع وجودي لخدمة مصالحه والحفاظ على مكتسباته الاستعمارية التي راكمها على مدى قرون.
وبتقديمه العون العسكري والسياسي الهائل للمستعمرة الصهيونية وحث قادتها على استكمال حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني لتصفية قضيته. لا يسعى التحالف الاستعماري الصهيوني إلى حماية يهودها -كما قد يعتقد البعض - ولا يضيره التضحية بآخر مستوطن يهودي، تماما كما يفعل في أوكرانيا، التي يؤمن مستلزمات إدامة انخراطها في حروبه ضد القوى الدولية المنافسة، ولا يهتموا لقتل وهجر جميع أهلها. وجل ما يهمه إدامة توظيفها لخدمة أهدافه. ولقد سبق لبايدن أن أوضح الهدف الأمريكي من وراء دعم إسرائيل بقوله "إن إسرائيل أعظم وأرخص استثمار أمريكي، ولو لم تكن هناك إسرائيل لوجب علينا خلقها لحماية المصالح الأميركية".
قد يبدو التفاؤل بالمستقبل للبعض ضربا من الجنون، في ظل حرب الإبادة والتطهير العرقي الأقسى التي يواجهها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة. خصوصا وأن سابقتها التي جرت في أربعينيات القرن الماضي على أيدي ذات التحالف الاستعماري الغربي الصهيوني انتهت، آنذاك، باستعمار فلسطين واقتلاع وتهجير غالبية شعبها.
إلا أن اختلافا جوهريا يجعل الحرب الوحشية الراهنة ضد الشعب الفلسطيني - رغم ما يكتنفها من قتل ودمار ومعاناة - بداية واعدة لتصويب نتائج حربين كونيتين أوديتا بحياة ملايين البشر، ووظفت القوى الاستعمارية الغربية العنصرية المنتصرة نتائجهما، لإعادة هندسة العالم وإخضاعه لهيمنة العرق الآري الأنجلو - ساكسوني الأبيض، المأفون بعقدة التفوق العرقي. ولعولمة حضارته المادية الغربية وإحلالها محل الحضارات الأصيلة لشعوب العالم.
وشكل استبدال فلسطين بإسرائيل، واستبدال شعبها العربي الفلسطيني بيهود أوروبا جزءا مركزيا من إعادة هندسة المنطقة العربية الإسلامية الممتدة. لموقعها الجيوب استراتيجي في مركز وصلها الجغرافي والديموغرافي والحضاري. فتم استهداف يهود أوروبا بالاقتلاع من مواطنهم وتهجيرهم الى فلسطين. بالتواطؤ مع الحركة الصهيونية، التي منحت شرعية التمثيل الحصري ليهود العالم، وإنشاء مركز استيطاني يهودي يخضع لسيطرتها فوق أنقاض الشعب الفلسطيني. مقابل القيام بدور وظيفي كقاعدة استعمارية متقدمة تضطلع بدور مركزي في تثبيت تجزئة المنطقة، ومنعها من استعادة وحدتها الجغرافية والديموغرافية والسياسية، لإدامة الهيمنة الاستعمارية الغربية فيها.
ومبعث التفاؤل بالمستقبل، يتصل بتسارع تهاوي نظام الأحادية القطبية الذي يهيمن عليه التحالف الاستعماري الغربي الصهيوني العنصري المسؤول عن نكبتنا. وتنامي فرص انبثاق نظام دولي إنساني تعددي جديد، يحترم التنوع البشري والتعددية العرقية والدينية والإثنية والحضارية والثقافية، ويرتكز على توازن المصالح وتبادل المنافع.
والتفاؤل، لا يتصل بالتعويل على تغير النظام الدولي رغم أهميته. فقد كان شعبنا الفلسطيني ضحية نظامين دوليين مختلفين أسهم في تشكلهما حربين كونيتين. وإنما يعود أساسا، إلى استعادة الشعب الفلسطيني حضوره الفاعل ميدانيا في لحظة تاريخية حاسمة يعاد فيها تشكيل النظام الدولي. ويؤكد استحالة تجاوزه والقفز عن حقوقه في أي ترتيبات إقليمية ودولية جديدة.
وبالرغم من هول جرائم الإبادة والتطهير العرقي التي يشنها التحالف الاستعماري الغربي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني عموما وفي قطاع غزة خصوصا. فقد أسست عملية طوفان الأقصى لعكس نتائج النكبة الفلسطينية، وإعادة فلسطين إلى الخارطة الجغرافية والسياسية، واستنهاض الجماهير العربية وقوى التحرر والسلام على امتداد العالم.
وأسهمت عملية طوفان الأقصى وتداعياتها الإسرائيلية والفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية. في إرباك وعرقلة تنفيذ المخططات الأمريكية والغربية لاستكمال هندسة المنطقة. بربط المصالح الحيوية لدولها ببنى تحتية ومشاريع اقتصادية واتفاقيات سياسية وأمنية تستبدل هويتها الحضارية الجامعة للأعراق والقوميات والألوان والأديان والإثنيات والطوائف والمذاهب، بهوية شرق أوسطية هجينة. ويتعذر إنجازها بدون تصفية القضية الفلسطينية وتطبيع علاقات إسرائيل بمحيطها العربي والإسلامي، وفرضها كقوة إقليمية رادعة لكل من يجرؤ على التمرد. لتوظيف الإقليم في الصراع الغربي المحتدم ضد الصين وروسيا.
لم تكن حركة حماس تستهدف بعملية طوفان الأقصى سوى الدفاع عن وجود الشعب الفلسطيني /مسلمين ومسيحيين وسامريين/، وحقه المشروع في الحياة والحرية وتقرير المصير، الذي تكفله كافة الشرائع والقوانين الدولية والإنسانية. وتفاجأت -كما تفاجأت دول وشعوب المنطقة والعالم- بأنها بالمس بهيبة المستعمرة الصهيونية، إنما تمس بهيبة القوة الأمريكية الأعظم، التي لم يتجرأ عليها قوى كبرى، بما فيذلك ألمانيا وفرنسا وسائر الدول الأوروبية. والتزمت جميعها بتنفيذ القرارات الأمريكية بمقاطعة روسيا رغم إضرار ذلك بمصالح شعوبها.
لقد شكلت عملية طوفان الأقصى بداية لمرحلة نوعية جديدة، لن تعود المنطقة والعالم بعدها كما كانا قبلها. ورغم أنه لم يتم التخطيط لذلك مسبقا. فقد أصبح من المتعذر التحكم بتطورات تداعياتها لتصادف تزامنها والتحامها وتقاطعها مع مصالح وقوى إقليمية ودولية.
يدلل على ذلك هذا الحضور العسكري والسياسي والاستخباراتي الأمريكي والغربي غير المسبوق في سرعته وكثافته. وتتابع زيارات المسؤولين العسكريين والسياسيين الأمريكيين والأوروبيين للمنطقة. ومحاولاتهم للضغط على الحكومات العربية لإشراكها في تصفية القضية الفلسطينية. الأمر الذي رفضه الجميع بلا استثناء، لما ينطوي عليه ذلك من أخطار وجودية عليهم وعلى دولهم. وهو ما أدى هرولة زعماء ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا ورومانيا في محاولة مستميتة لكسر استعصاء الأنظمة العربية وإرغامها على استيعاب الشعب الفلسطيني الذي سيتم اقتلاعه من قطاع غزة.
واحتواء التداعيات ومنع الانزلاق إلى حرب إقليمية، تهدد المصالح الأمريكية والغربية. وتنهي عصر الأحادية القطبية، وتفضي إلى نظام دولي جديد متعدد الأقطاب بات يمتلك الجاهزية للانبثاق.
ما يزال الطريق إلى تحرير فلسطين طويلا وشاقا ومكلفا. لكننا بعملية طوفان الأقصى، واستعصاء المقاومة الفلسطينية الباسلة على الخضوع. وصمود وتضحيات أبناء شعبنا الفلسطيني البطل في قطاع غزة وإفشال مخططات تهجيرهم. قطعنا شوطا بالغ الأهمية. وسيسهم تصعيد التصدي ضد المستوطنين والجيش الصهيوني في القدس والضفة الغربية في إرباك العدو وتشتيت قواه وتقليص الضغوط على أهلنا الصامدين في قطاع غزة.
لسنا وحدنا، الشعوب العربية والإسلامية وقوى التحرر على امتداد العالم معنا، والمدافعون عن تساوي حقوق الإنسان معنا، والمناضلون ضد التمييز العنصري معنا. واليهود المعادون للصهيونية معنا. وبعض يهود إسرائيل بدؤوا بإدراك خطر الصهيونية عليهم، ويؤمل أن يرفعوا صوتهم عاليا، وينخرطوا في النضال التحرري ضد الاستعمار والصهيونية والعنصرية.
النصر قرار، وبلوغه أصبح ممكنا في المدى المنظور