ناقش مشاركون/ ات في جلسة حوارية تداعيات الحرب على غزة على فلسطينيي 48 ودورهم في المشروع الوطني الفلسطيني، مؤكدين أهمية الحوار بين مختلف مكونات الشعب الفلسطيني لمواجهة التحديات التي تحيط بالقضية الفلسطينية، ومحذرين من خطر التهجير الذي يهدد الفلسطينيين في الضفة والقطاع و48، داعين إلى عدم الفصل بين الحقوق المدنية والوطنية.
جاء ذلك خلال ورشة حوارية نظّمها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)، بعنوان "تداعيات حرب غزة على فلسطينيي 48"، بمشاركة نحو 100 مشارك/ ة من السياسيين والأكاديميين والباحثين والنشطاء من مختلف التجمعات الفلسطينية.
وتحدّث في هذه الجلسة كلٌ من: عايدة توما، نائب عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وسامي أبو شحادة، رئيس حزب التجمّع الوطني الديمقراطي، وأدار الحوار أنطوان شلحت، باحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار".
وقال شلحت أثبتت هذه الحرب أن إسرائيل بلد محكومة بقوانين الطوارئ، موضحًا أن هذه الحرب تدهم فلسطينيي 48 وسط تطورات مفصلية طرأت عليهم، متطرقًا إلى هبتي أكتوبر في العام 2000، والكرامة في العام 2021، مشيرًا إلى أنه عقب هبة أكتوبر شنت المؤسسة السياسية الإسرائيلية هجومًا على فلسطينيي الداخل قام على أمرين، وهما: تجريم العمل السياسي، والدمج الاقتصادي لهم.
وأوضح أن إسرائيل شهدت قبل الحرب أزمة سياسية غير مسبوقة، ترافقت معها تطورات على صعيد علاقة فلسطينيي الداخل بدولة الاحتلال، ورفع شعار كيف يؤثر فلسطيني الداخل في السياسة الإسرائيلية، وحدث هناك تطوران، وهما هبة الكرامة، إضافة إلى مشاركة حزب فلسطيني من 48 في حكومة تغيير نتنياهو.
من جانبها، قالت توما إنّ شعبنا يمر بأصعب مراحله، ونحن على مفترق طرق، وبحاجة إلى حوار وطني شامل، يتلمس ملامح المرحلة القادمة، موضحة أن الخطر سيكون أكبر بكثير في حال اتسعت الحرب إلى حرب إقليمية.
وأشارت إلى أن إسرائيل تقوم بممارسات فاشية قامعة قد لا نكون شهدناها من قبل، موضحة أن قانون الطوارئ هو الذي يحكم، بينما الكنيست لا يعمل خلال الحرب مثل أي برلمان، فضلًا عن سياسة توزيع الأسلحة؛ إذ جرى توزيع 35 ألف قطعة سلاح على المستوطنين.
وتطرقت إلى الممارسات الإسرائيلية بحق فلسطينيي 48؛ إذ يتعرضون لملاحقات واعتقالات وتحقيقات وطرد من العمل، وإبعاد الطلاب عن التعليم، ومنع التظاهرات، وهناك أكثر من 380 حالة اعتقال وتحقيق على خلفية منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضحت أن الآن لدينا فرصة لإعادة الطرح القديم، وهو عدم فصل الحقوق المدنية عن الحقوق القومية، قائلة: "لا بد من إعادة هذا الطرح، وتنظيم قوتنا وأنفسنا بشكل جماعي، وتحديد شكل النضال الفلسطيني".
بدوره، قال أبو شحادة إن الحرب مستمرة وأي استشراف للمستقبل لن يكون دقيقًا كون الحدث متدحرجًا، وهناك تطورات على الشمال، وربما تتسع الحرب إلى إقليمية، ما يضيف تداعيات ومخاطر أخرى.
وأشار إلى وجود حالة إجماع في إسرائيل على جرائم الحرب؛ ما أظهر الوجه البشع للمجتمع الإسرائيلي؛ ما يستدعي إعادة طرح المشروع الوطني، ويجب ألا نستثني أحدًا من مركبات الشعب الفلسطيني، فالوزن السياسي لفلسطينيي 48 كبير، محذرًا من التعويل على الانتخابات الإسرائيلية والتغيير في إسرائيل، مبينًا أن التغير الجدي يأتي من خلال الضغط.بو شحادةإن هناك حاجة أجماتع
وبيّن أنه لا خلاص إلا من خلال مشروع التحرر الفلسطيني، قائلًا: "مشروعنا إنساني ديمقراطي، وليس قائمًا على نكبة شعب آخر".