الرئيسية » تقدير موقف » محمد الديك »   17 كانون الثاني 2024

| | |
الحسابات الأمنيّة تعيق الخطط الإسرائيلية في "الأقصى"
محمد الديك

تأتي هذه الورقة ضمن إنتاج المشاركين/ات في برنامج "التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات" - الدورة الثامنة، الذي ينفذه مركز مسارات بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.

مقدمة

قرر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم 11 نيسان/ أبريل 2023، منع دخول "الزوار والسائحين اليهود" إلى المسجد الأقصى حتى نهاية شهر رمضان ([1])، بعد أيام من المواجهات المحتدمة، شهدتها ساحات الأقصى، تخللتها عمليات طرد للمعتكفين فيه، واعتقال المئات منهم والاعتداء عليهم. ويعدّ هذا القرار مؤشرًا على طبيعة الحسابات الإسرائيلية بشأن خطط الاستيلاء على المسجد الأقصى.

اتُخذ القرار بعد تقييم شامل للوضع في (إسرائيل)، اشترك فيه إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، ورؤساء الأفرع الأمنية، وفق بيان صادر عن مكتب نتنياهو، جاء فيه أن" رئيس الوزراء ووزير الأمن ووزير الأمن القومي، أنهوا تقييمًا شاملًا للوضع مع رؤساء الأفرع الأمنية تطرّق إلى الوضع الأمني في إسرائيل، بما في ذلك في "يهودا والسامرة" (الضفة الغربية) والقدس و"جبل الهيكل" (المسجد الأقصى)". وتقرر منع دخول "الزوار والسائحين اليهود" إلى الحرم القدسي حتى نهاية شهر رمضان، بناءً على توصية بالإجماع من يوآف غالانت، وزير الأمن، وهرتسي هليفي، رئيس الأركان، ورونين بار، رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، ويعقوب شبتاي، قائد الشرطة.

جاء قرار نتنياهو وحكومته وقف اقتحام الأقصى بعد أربعة أيام فقط من عملية إطلاق نار تسببت بمقتل ثلاث مستوطِنات في منطقة الأغوار، مع الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يصدر فيها قرار من حكومة الاحتلال بمنع دخول اليهود إلى المسجد الأقصى، إذ سبق أن حدث ذلك في العام 2013 بسبب الاشتباكات التي شهدها المسجد الأقصى بين المرابطين والمعتكفين مع قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ ما يشير إلى أن الحسابات الأمنية، والتخوف من تفجر الأوضاع في الضفة المحتلة هي سبب مباشر في وقف اقتحامات الأقصى، وهذا ما أوصت به المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

القدس ساحة المواجهة

في 14 تموز/ يوليو 2017، حاول الاحتلال فرض أمر واقع جديد بوضع بوابات إلكترونية وكاميرات مراقبة على أبواب الأقصى، بُعيد عملية نفذها ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم، أدت إلى مقتل شرطيين إسرائيليين واستشهاد منفذيها داخل باحات الأقصى، ولكن رفْض المقدسيين ورباطهم أمام الأبواب ورفض الدخول منها، أجبر شرطة الاحتلال على إزالتها بعد أسبوعين من الاعتصامات اليومية التي كانت تنذر باشتعال المواجهة، فيما عُرفت بـ "هبّة البوابات الإلكترونية"([2]).

وفي تشرين الأول/ كتوبر 2020، أصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا في القدس قرارًا بإخلاء وتهجير 12 عائلة مقدسية من منازلهم بحي الشيخ جرّاح([3])، وهو ما أعاد القدس إلى الواجهة من جديد بعد حملة تضامن واسعة من المقدسيين مع أهالي الحي([4])، ووصلت ذروة المواجهة في هبة القدس والمواجهات التي دارت في المسجد الأقصى في أوائل أيار/ مايو 2021؛ إذ أمهلت كتائب القسام الذراع المسلحة لحركة حماس (إسرائيل) لسحب قواتها من باحات الأقصى وتغيير مسار مسيرة الأعلام التي كانت مقررة في 10 أيار/ مايو، التي كانت شرارة معركة "سيف القدس"، وهي المرة الأولى التي تبادر فيها "حماس" والفصائل بغزة إلى خوض مواجهة مسلّحة مع (إسرائيل)؛ إذ قصفت القدس بعشرات القذائف فور انتهاء المهلة التي حددها قائد "القسام" محمد الضيف([5]).

ومع بداية شهر رمضان للعام 2023، حاول الاحتلال ترسيخ التقسيمين الزماني والمكاني للمسجد الأقصى الذي عمل عليه طوال الفترة الماضية([6])؛ إذ يسمح الاحتلال باقتحامات اليهود يوميًا على فترتين صباحية ومسائية، يمنع أثناءها أو يعيق دخول المصلين المسلمين، وأعلنت شرطة الاحتلال توزيع أوقات الاقتحامات بشكل أكثر ملاءمة بالنسبة إليها، وقررت إلغاء وقت الاقتحام في ساعة بعد الظهر (بين 1:30-2:30)، وأضافت نصف ساعة لوقت المقتحمين صباحًا بين الساعة (7:30-11:30)؛ حيث تضطر للاستنفار مرة واحدة يوميًا وليس مرتين([7])، وادّعى جهاز الشاباك والشرطة بوجود اشتباه بأن قسمًا من المعتكفين نقلوا عبوات ناسفة إلى المسجد الأقصى، ونقل موقع "واينت" عن مسؤولين أمنيين قولهم إن التحقيق في هذا الاشتباه "معقد وشائك".

عارض بن غفير قرار "الشاباك" والشرطة بمنع الاقتحامات، بينما أيده كل من غالانت وهليفي([8])، وبدأت شرطة الاحتلال بالسماح للاقتحامات([9])، في نيسان/ أبريل 2003 بقرار أحادي منها، من دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس([10])، وهي مستمرة في تطبيق هذه السياسة حتى اللحظة.

اشتد التضييق على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى؛ إذ اقتحمت شرطة الاحتلال المسجد خلال شهر رمضان الذي تزامن مع عيد الفصح اليهودي، وطردت المصلين والمرابطين منه بعد انتهاء صلاة التراويح بهدف إفراغه؛ ما أشعل مواجهات عنيفة، اعتقلت خلالها المئات منهم، واقتادتهم إلى مراكز الاعتقال، وتحديدًا في أوقات الأعياد اليهودية([11]).

وبالتزامن مع التوتر في الأقصى، كان التوتر يتصاعد في أماكن أخرى، إذ بالتوازي مع هذه المواجهات تطورت الأحداث في الضفة المحتلة، خصوصًا شمالها، وغزة، ولبنان، مع مواصلة جيش الاحتلال اقتحام مدن الضفة ومخيماتها وارتقاء عشرات الشهداء والجرحى، وقد شكّلت الفيديوهات والصور التي تنشر عن التنكيل بالمصلين والمرابطين في الأقصى، إضافة إلى تصاعد هجمات المستوطنين على القرى والبلدات الفلسطينية، والتحريض العلني والمباشر من مسؤولين في الائتلاف الحكومي، حافزًا ودافعًا إضافيين لدى الشباب لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية([12]).

تضمن ردّ الفعل الفلسطيني مجموعة من عمليات للمقاومة استهدفت جنود الاحتلال ومستوطنيه في مناطق مختلفة، وسارعت على إثره الإدارة الأميركية إلى الدعوة إلى اجتماع أمني في مدينة العقبة الأردنية، بتاريخ 26 شباط/ فبراير 2023([13])، في محاولة احتواء التصعيد الذي تشهده الضفة المحتلة، وكان اللقاء بحضور ممثلين عن السلطة الفلسطينية و(إسرائيل) والولايات المتحدة الأميركية والأردن ومصر، مقابل معارضة فصائل مختلفة، من ضمنها حركة "حماس"، للقاء الذي وصف بـ "الأمني"، وعدّت مشاركة السلطة فيه "تجاوزًا أمنيًا خطيرًا"([14]).

وخشية من خروج الوضع عن السيطرة في الضفة المحتلة والقدس، عُقد اجتماع أمني آخر في مدينة شرم الشيخ المصرية، بتاريخ 19 آذار/ مارس 2023، كان من أهم نتائجه([15])، "التأكيد على تعزيز الأمن والاستقرار ووقف التصعيد، ووضع آلية للحد من العنف والتصريحات التحريضية، والالتزام بالحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في الأماكن المقدسة في القدس، دون تغيير قولًا وفعلًا".

"إقرار أمني أحمق"

مع استمرار الاقتحامات والاعتداءات على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى، تفاوتت ردود الفعل، فقد حذرت الرئاسة الفلسطينية مما عدّته تجاوزًا للخطوط الحمر في الأماكن المقدسة، ومقدمة لـ "انفجار كبير"([16])، فيما أدان الأردن اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء عليه وعلى المتواجدين فيه([17])، ونددت وزارة الخارجية المصرية باقتحامات شرطة الاحتلال للأقصى، ودعت إسرائيل إلى وقفها فورًا([18]). في المقابل، أشاد بن غفير بالشرطة "لتحركها السريع والحازم" بطرد المتواجدين بالأقصى لنيتهم ما وصفه بـ "إلحاق الأذى برجال الشرطة وقتلهم وإيذاء المواطنين الإسرائيليين"([19]).

من جانبها، ردّت المقاومة الفلسطينية، يوم 5 نيسان/ أبريل 2023 بإطلاق 9 قذائف صاروخية من غزة باتجاه الكيان على دفعتين([20])، بالتزامن مع توتر الأوضاع في المسجد الأقصى ودعوات جماعات المتطرفين لتنفيذ اقتحامات واسعة بمناسبة "عيد الفصح اليهودي"، فيما رصد بعدها بيوم واحد إطلاق 34 قذيفة صاروخية من الأراضي اللبنانية تجاه الكيان([21]).

ومع تطور الأحداث في غزة وجنوب لبنان والضفة، جاء قرار نتنياهو بمنع دخول "الزوار والسائحين اليهود" إلى المسجد الأقصى، وكان الرد الإسرائيلي الأول على القرار من بن غفير، الذي عدّ قرار نتنياهو خطأ فادحًا لن يجلب الهدوء، بل قد يؤدي فقط إلى تصعيد الموقف([22]).

من جهته، اتهم يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، بن غفير بمحاولة إشعال الشرق الأوسط، مُرجعًا توتر الأوضاع في المسجد الأقصى إلى عدم تحمّل حكومة نتنياهو المسؤولية([23])، بينما استحضر ماتان كاهانا، عضو الكنيست عن حزب "الوحدة الوطنية"، تصريحات سابقة لبتسلئيل سموتريتش، وزير المالية، في العام 2022، قال فيها "إنَّ إغلاق الحرم القدسي أمام اليهود حتى نهاية شهر رمضان هو إقرار أمني ودبلوماسي أحمق، يمثل اعترافًا فعليًا بالكذبة العربية، وكأنَّ اليهود مسؤولين عن التدهور الحالي؛ كون سموتريتش جزءًا من الحكومة التي اتخذت قرار وقف اقتحامات الأقصى.

ومن جانبها، خاطبت أيليت شاكيد، وزيرة الداخلية السابقة، سموتريتش وذكّرته بأنه كتب العام الماضي، "كانت هناك أوقات أدركت فيها شاكيد جيدًا أنَّ الاستسلام للإرهاب في الحرم القدسي أمر خطير"([24]).

على المستوى الدولي، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إننا "ما زلنا قلقين للغاية بسبب استمرار العنف في المسجد الأقصى، وينبغي أكثر من أي وقت أن يعمل الإسرائيليون والفلسطينيون معًا للحدّ من هذه التوتّرات وإعادة الهدوء"([25])، ومن جهته، نشر المكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية تغريدة جاء فيها: "لا مكان للعنف في المواقع المقدسة وفي موسم مناسبات مقدسة، وقلقون من المشاهد المروعة في المسجد الأقصى والصواريخ التي أطلقت من غزة نحو إسرائيل، وندعو إلى ضبط النفس ووقف التصعيد للسماح بممارسة العبادة بشكل سلمي وحماية حرمة الأماكن المقدسة"([26]).

بينما قال ستيفان دوجاريك، المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إنّ "الأمين العام مصدوم ومذهول للمشاهد التي رآها هذا الصباح للعنف والضرب من جانب قوات الأمن الإسرائيلية داخل المسجد القبلي في القدس، التي حصلت في فترة مقدّسة بالنسبة إلى كلّ من اليهود والمسيحيين والمسلمين، وهي فترة يجب أن تكون للسلام واللاعنف"([27]).

وعقد مجلس الأمن الدولي، يوم 7 نيسان/ أبريل 2023 جلسة طارئة؛ لمناقشة الأوضاع في القدس؛ حيث ضغط العديد من الأعضاء على اللجنة لإصدار بيان يدين (إسرائيل) بسبب ضرب الشرطة الإسرائيلية للمصلين في المسجد الأقصى، وتدخلت الولايات المتحدة وإسرائيل وضغطتا ونجحتا بمنع صدور بيان يدين إسرائيل([28]).

أما جامعة الدول العربية فعقدت اجتماعًا طارئًا، بدعوة من الأردن على مستوى المندوبين الدائمين، وبالتنسيق مع الجانبين الفلسطيني والمصري؛ لبحث التطورات في الأراضي الفلسطينية، ودعت إلى "التحرك بسرعة من أجل دفع إسرائيل لوقف هذا التصعيد الخطير الذي ينذر بإشعال الموقف في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، ودان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية اقتحامات المسجد الأقصى، ووصفها بأنها "تصرفات غير مسؤولة"([29]).

وعلى صعيد الموقف الأوروبي، قال بيتر ستانو، الناطق باسم المفوضية الأوروبية، إن "الاتحاد الأوروبي يتابع عن كثب مجريات الأحداث في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، ونعرب عن قلقنا إزاء تصاعد التوتر في القدس، وندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس والعمل على تخفيض حدة التوتر الحاصل"([30]).

دوافع القرار

يمكن استعراض مجموعة دوافع شكّلت ضغطًا على نتنياهو لاتخاذ هذا القرار، على الرغم من معارضة شركائه في الائتلاف الحكومي، وتحديدًا بن غفير/ الذي انتقده بشكل علني وصريح، ولم يكتف بذلك، بل وصل الأمر إلى مقاطعته جلسات الحكومة، وهذه الدوافع هي:

أولًا: تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وتخوفاتها من تفجر الأوضاع، فقد أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن "القرار اتخذ بناءً على توصية المفوّض العام للشرطة"([31])، وذلك في ظل انشغال (إسرائيل) بقضايا أكثر أهمية، وعلى رأسها الأزمة الداخلية المتعلقة بالتعديلات القضائية، والاحتجاجات الكبيرة عليها، كما أيّد ذلك، وفق الصحيفة كل من غالانت وهليفي.

ووفق صحيفة "الشرق الأوسط"، فإن المخابرات الإسرائيلية تقدر أن المسجد الأقصى لا يزال مصدر "الانفجار الرئيسي الذي أشعل النار" ودفع إلى إطلاق الصواريخ من لبنان وسوريا وغزة، وتنفيذ عمليتي الأغوار وتل أبيب، كما أنها حذرت من أن المسجد الأقصى سيظل محط الأنظار حتى نهاية شهر رمضان الذي يتزامن مع الأعياد اليهودية والمسيحية هذا العام([32]).

ثانيًا: العمليات الفدائية التي استهدفت جنود الاحتلال ومستوطنيه في مناطق الضفة، وأوقعت قتلى وجرحى إسرائيليين، وشكلت حافزًا للاحتواء وتهدئة الموقف، وسحب فتيل الانفجار؛ إذ إن أظهرت السنوات السابقة أن الأحداث في القدس والأقصى لها ارتباط بتصاعد عمليات المقاومة.

ثالثًا: رغبة نتنياهو في عزل الساحات عن بعضها، وخاصة قطاع غزة ولبنان، عما يجري في القدس والضفة المحتلة. وقد يكون الرد المحدود على إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، وتجنب أي مساس بأهداف لحزب الله؛ دليلًا على أولوية (إسرائيل) في ذلك، وقد ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن إسرائيل حاولت تحييد "حزب الله" ومنعه من الانجرار إلى المواجهة، وأنها اعتمدت على آليتين لتحقيق هذا الهدف([33])، من خلال تنظيم حملات إعلامية لتأكيد أنها ستستهدف فقط الجماعات المسؤولة عن إطلاق الصواريخ، وعبر طلب خدمة وسطاء لإقناع "حزب الله" بعدم الرد على الغارات التي نفذها جيش الاحتلال ضد أهداف تابعة لفصائل حملتها إسرائيل مسؤولية إطلاق الصواريخ.

رابعًا: التقارير التي أظهرت عدم جاهزية الجبهة الداخلية للاحتلال لحرب متعددة الجبهات، فقد كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أنّ أفيف كوخافي، رئيس الأركان السابق، "قلّص عديد جيش الاحتياط، وغابت أنشطة التدريب خلال ولايته؛ ما أدّى إلى عملية انحلال وعدم قدرة أداء وظيفي مناسب للجيش في حرب متعددة الجبهات، وعلّقت الصحيفة نفسها، في تقرير لها، على إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية، أنّ "ردًا شديدًا وغير محسوب من إسرائيل؛ يمكن أن يؤدي بها إلى اندلاع حربٍ إقليمية شاملة، علمًا أنّ الجيش والجبهة الداخلية لم يعدّا نفسيهما لها" ([34]).

خامسًا: الموقف الإقليمي والدولي من تصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة القدس، الذي شكّل ضغطًا إضافيًا على الحكومة الإسرائيلية باتجاه احتواء التوتر ومنع التصعيد.

خاتمة

يأتي قرار نتنياهو منع "الزوار والسائحين اليهود" من الدخول إلى المسجد الأقصى استجابة لتحذيرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بشأن خطورة الأوضاع في المسجد الأقصى ومآلاتها، وخشية من وقوع عمليات تستهدف الاحتلال ومستوطنيه أو إطلاق قذائف صاروخية تكون سببًا في اندلاع مواجهة لا تريدها إسرائيل، وبالتالي، ستظل تقديرات المنظومة الأمنية العامل الأساسي في صياغة وتوجيه التحرّك السياسي نحو القدس، إضافة إلى رغبة نتنياهو في سحب الذرائع ومنع أي فعل ميداني يقود إلى عمل موحد في الساحات الفلسطينية، مدفوعًا بالحاجة إلى خفض مستوى الصدام وعدم الاتجاه نحو خطوات دراماتيكية قد تفجّر الصراع، وتقود إلى حرب دينية، لكن كل ذلك لا يعني تراجع إجراءات حكومة نتنياهو ومخططاتها ضد مدينة القدس والمسجد الأقصى، بل استمرار تصاعدها، لكن بشكل حذر ومدروس ومن دون تفجّر الأوضاع في المنطقة.

الهوامش

* ما يرد في هذه الورقة من آراء يعبر عن رأي كاتبها، ولا يعكس بالضرورة موقف مركز مسارات.

[1] نتنياهو يقرر وقف دخول اليهود للمسجد الأقصى حتى نهاية شهر رمضان، الجزيرة نت، 11/4/2023: bit.ly/43eIxb2

[2] 5 سنوات على اندلاعها ... هبّة البوابات الإلكترونية في ذاكرة مرابطات الأقصى، الجزيرة نت، 14/7/2022: tinyurl.com/3en9sm3e

[3] حي الشيخ جراح ... سجال في المحاكم من 1948 وإخلاء قسري، المصري اليوم، 15/5/2023: tinyurl.com/bdee8e9j

[4] أنقذوا حي الشيخ جرّاح ... حملة إلكترونية لنصرة المقدسيين من التهجير القسري، الجزيرة نت، 17/3/2023: tinyurl.com/3tt4yzun

[5] إطلاق 150 صاروخًا وقذيفة من قطاع غزة وإسرائيل ترد بقصف يخلف 20 قتيلًا على الأقل، يورونيوز، 10/5/2021: tinyurl.com/2jdvnd5v

[6] المسجد الأقصى ... ماذا يعني التقسيم الزماني والمكاني وكيف تحاول إسرائيل فرضه؟، الجزيرة نت، 10/4/2023: tinyurl.com/ysznpv6w

[7] تمديد أوقات اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى: خطوات استفزازية في رمضان، العربي الجديد، 26/3/2023: tinyurl.com/mvtvh9ey

[8] نتنياهو يمتنع عن الحسم بوقف اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، عرب 48، 10/4/2023: tinyurl.com/2jz9ctje

[9] القدس ... الاحتلال الإسرائيلي يعدّل توقيت اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، الجزيرة نت، 1/11/2021: tinyurl.com/39fmayuy

[10] "الأقصى" ... 20 عامًا من الاقتحامات الإسرائيلية، الأناضول، 7/4/2023: bit.ly/3YYYHog

[11] بعد اقتحام المسجد الأقصى ... مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين، يورونيوز، 5/4/2023: tinyurl.com/mwnjyupc

[12] ارتفاع قتلى عملية الأغوار لـ 3 مستوطِنات، العربية نت، 7/4/2023: tinyurl.com/2ty8h5f8

[13] لقاء العقبة: توافق على خفض التصعيد وعدم المصادقة على مخططات استيطانية جديدة لـ 4 أشهر، عرب 48، 26/2/2023: tinyurl.com/c23dead8

[14] فصائل في غزة: مشاركة السلطة بقمة العقبة "تجاوز وطني خطير"، الجزيرة نت، 26/2/2023: bit.ly/47nqKRM

[15] انتهاء اجتماع شرم الشيخ الأمني والمبعوث الأممي يقر بصعوبة احتواء التصعيد، الجزيرة نت، 19/3/2023: tinyurl.com/49wmzsfx

[16] أبو ردينة: نحذّر الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة التي ستؤدي إلى الانفجار الكبير، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، 5/4/2023: tinyurl.com/2s4csscx

[17] الأردن تدين اقتحام قوات الاحتلال للأقصى وتعده انتهاكًا صارخًا، القدس الإلكتروني، 5/4/2023: tinyurl.com/5n6vh4vh

[18] إسرائيل تعمل على تهدئة الموقف بعد الاشتباكات في المسجد الأقصى، الجمهورية أونلاين، 5/4/2023: tinyurl.com/3fn77rsy

[19] بعد اقتحام المسجد الأقصى ... مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين، يورونيوز، 5/4/2023: tinyurl.com/mwnjyupc

[20] الجيش الإسرائيلي: إطلاق 9 صواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، سبوتنيك عربي، 5/4/2023: tinyurl.com/5f8ez75h

[21] إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان على إسرائيل وتل أبيب تبحث احتمال تورط طهران، الجزيرة نت، 6/4/2023: tinyurl.com/3bxdsnfj

[22] نتنياهو يقرر وقف دخول اليهود للمسجد الأقصى حتى نهاية شهر رمضان، الجزيرة نت، 11/4/2023: tinyurl.com/2zmadt7r

[23] زعيم المعارضة الإسرائيلية: بن غفير "مهرّج التيك توك" يريد فقط إشعال الشرق الأوسط، الجزيرة نت، 9/4/2023: tinyurl.com/5c4t7am4

[24] هل سيكون لقرار منع اليهود من دخول الأقصى تبعات على حكومة نتنياهو؟، سما الإخبارية، 14/4/2023: tinyurl.com/yup8nza4

[25] إدانات واسعة لاقتحام المسجد الأقصى ... وواشنطن: قلقون للغاية، العربية نت، 5/4/2023: tinyurl.com/2tn6sp4j

[26] أميركا تعلق على اقتحام المسجد الأقصى: لا مكان للعنف في المواقع المقدسة، الشروق، 5/4/2023: tinyurl.com/45zpu4s6

[27] إدانات واسعة لاقتحام المسجد الأقصى، مصدر سابق.

[28] الإدارة الأميركية ترفض إدانة اقتحام إسرائيل للمسجد الأقصى وتحجب بيان مجلس الأمن، القدس العربي، 7/4/2023: tinyurl.com/2p988sbn

[29] إدانات واسعة لاقتحام المسجد الأقصى، مصدر سابق.

[30] الاعتداء على الأقصى: واشنطن وألمانيا وبريطانيا تبدي قلقها وتدعو إلى وقف التصعيد، عرب 48، 5/4/2023: tinyurl.com/5exuxnp4

[31] نتنياهو يقرر وقف اقتحامات الأقصى ... وبن غفير: "نتنياهو استسلم"، ألترا فلسطين، 11/4/2023: bit.ly/3OKPdcE

[32] نتنياهو يأمر بمنع وصول اليهود إلى الأقصى حتى نهاية رمضان، الشرق الأوسط، 12/4/2023: bit.ly/45kI3RF

[33] مصدر في "حزب الله" ينفي لـ "العربي الجديد" المسؤولية عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل، العربي الجديد، 6/4/2023: tinyurl.com/v3ymb3d9

[34] صحيفة عبرية: الجيش الإسرائيلي غير جاهز للحرب والصواريخ ستسقط علينا من كل صوب، قدس برس، 13/4/2023: tinyurl.com/4dwcfycy

مشاركة: