يأتي رحيل المناضلة سلوى أبو خضرا في 15/11/2024 وسط حرب الإبادة الجماعية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني منذ أكثر من قرن. وفي خضم المجازرالجماعية المتتابعة لاجتثاث الجيل الفلسطيني الخامس جغرافيا وديموغرافيا وحضاريا من قطاع غزة. لاستكمال تنفيذ وعد بلفور بإحلال إسرائيل مكان فلسطين، وإحلال الغزاة المستوطنين اليهود محل شعبها العربي الفلسطيني الأصلاني، عبرمواصلة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير.
وقد يستغرب البعض التوقف في حضرة عشرات الآلاف من الشهداء والمفقودين والأسرى ومئات الآلاف من الجرحى والمهجرين، عند رحيل أفراد من الجيل الفلسطيني المخضرم المؤسس للثورة الفلسطينية المعاصرة. بعد أن أخفق خلال العقود الماضية بمواجهة العدو الوجودي، وفشل في وقف توسعه الاستيطاني. وعجز من بقي منه فصائل وأشخاص، وما يزالون، عن القيام بفعل مؤثر لوقف حرب الإبادة الجماعية المستأنفة لاجتثاث الإنسان والمكان والذاكرة في قطاع غزة، والممتدة وقائعها للقدس والضفة الغربية والنقب والمثلث وعموم أراضي فلسطين الانتدابية وجوارها اللبناني.
وبالرغم من أحقية الثوار الذين يجودون بأرواحهم ويستبسلون دفاعا عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية وتقرير المصيرعلى أرض وطنه. وأحقية عشرات آلاف الشهداء الفلسطينيين وغالبيتهم الساحقة من المدنيين من الأطفال والفتية والشباب المناط بهم قيادة المستقبل الفلسطيني بالرثاء.
إلا أن ذلك لا يسقط حق المناضلة المخضرمة الراحلة سلوى أبو خضرا على من عرفها، وشهد جزءا مهما من رحلتها النضالية الطويلة الممتدة لنحو ثلاثة أرباع قرن بالرثاء. وتعريف الأجيال الفلسطينية الفتية بنماذج نضالية نسائية مشرفة، نذرت جل حياتها التي امتدّت لأكثر من سبعة عقود متصلة للنضال من أجل حرية شعبها ووطنها.
وكان لزاما علي- رغم عدم تشاركنا العمل سويا في أي من مراحل حياتها - تناول سيرتها ومسيرتها الوطنية بإسهاب لسببين:
الأول: أن سلوى أبو خضرا من بين قلة من قادة النساء الفلسطينيات اللواتي شغلن مواقعهن القيادية بأهليتهن وجدارتهن الذاتية. ولسن من نساء القادة اللواتي انخرطن في النضال وشغلن مواقع قيادية لعلاقة قربى بالقادة. دون الانتقاص من إسهاماتهن التنظيمية والنقابيّة المهمة.
والسبب الثاني تزامن رحيلها مع تنامي ميل البعض الفلسطيني لجلد الذات والتشكيك بتاريخ الأجيال الفلسطينية السابقة، التي لم تكف يوما عن النضال ضد الاستعمار الغربي الصهيوني العنصري لفلسطين منذ أكثرمن قرن. دون أن ينفي ذلك ضرورة القيام بمراجعة نقدية جادة للتجربة، لتبين الإخفاقات التي رافقت مسيرة الحركة الفلسطينية الفلسطينية منذ بداية الصراع قبل أكثر من قرن. ومراجعة مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة خصوصا، التي تتعرض منجزاتها المهمة للتشكيك تحت وطأة ضغوط الحاضر. بسبب بؤس اجتهادات قادتها بتوقيع اتفاقات أوسلو، ومغالاتهم في الاعتماد على حسن نوايا العدوالوجودي. والتهاون في نصوص الاتفاق ما سمح للعدو بتوظيفه لخدمة مآربه الاستيطانية التوسعية والانقلاب عليه من جهة. وسوء أداء سلطة الحكم الذاتي من جهة أخرى في المجالات كافة (السياسية والأمنية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية والمؤسسية) ما أضعف مناعة الشعب الفلسطيني، ورفع كلفة الصمود والمقاومة، وأبعد فرص بلوغ الاستقلال. ما يستوجب معه التقييم الدقيق لدورالعامل الذاتي في تردي الواقع الفلسطيني، ولمدى إسهام العوامل الخارجية الغربية والعربية فيها. دون تهوين أو تهويل لأي منهما. وبما يمكن من الأجيال الفتية من معالجة عناصرالاختلال الذاتي، ومحاصرة وتقليص التأثيرالسلبي للخارج ما أمكن، وبناء التحالفات مع القوى المحلية واليهودية والعربية والإقليمية والدولية الضرورية لتوفير موجبات هزيمة التحالف الاستعماري الغربي الصهيوني العنصري، الذي بات تغوله وتوحشه يهدد عموم المنطقة والإنسانية بأسرها.
نمى وعي سلوى أبو خضرا الوطني وصقل شخصيتها النضالية عوامل عدة. فهي الإبنة الوحيدة (يكبرها شقيقان ويصغرها شقيقان) لعائلة عربية موسرة من بلاد الشام. قبل أن يمعن الغزاة الغربيون/ البريطانيون والفرنسيون/ في تجزئة البلاد وتقاسمها وفقا لاتفاق سايكس بيكو عام 1916. بعد نحو ثلاثة عشر قرن شكلت فيها بلاد الشام وحدة واحدة رغم تعاقب الحكام المختلفين.
فوالدها حلمي رشيد أبو خضرا من فلسطين- الإقليم الجنوبي لبلاد الشام التي جرى فصلها لاحقا عن شرق الأردن وأخضعا سويا للانتداب البريطاني.
ووالدتها بهيرة المالكي من سوريا، الإقليم الشمالي لبلاد الشام، التي تم فصلها لاحقا عن لبنان وأخضعتا معا للانتداب الفرنسي.
تخرج والدها من كلية الحقوق بجامعة دمشق. وانضم إلى الثورة السورية الكبرى التي أطلقها سلطان باشا الأطرش عام 1925 ضد الاستعمار الغربي ومخططاتهم لتقسيم بلاد الشام.
استقرت أسرة سلوى في مدينة يافا. وتصادف يوم ولادتها مع عيد العمال العالمي في 1/5/1929. ولم تكد تمض بضعة أشهر حتى اندلعت أول انتفاضة فلسطينية في 25/8/1929 ضد الغزو الاستعماري البريطاني - الصهيوني لفلسطين سميت ب " ثورة البراق". في أعقاب محاولة الغزاة المستوطنين الصهاينه الاستيلاء على الحائط الغربي للمسجد الأقصى/ حائط البراق/ تحت حماية جيش الانتداب البريطاني بذريعة ملكية اليهود له. وسقط خلال المواجهات مع الجيش البريطاني والعصابات الصهيونية 116 شهيدا فلسطينا وأصيب 232 جريحا. واعتقلت سلطات الانتداب البريطاني نحو ألف فلسطيني. وأصدرت أحكاما بالإعدام شنقا على 27 فلسطينيا، خففت للسجن المؤبد على 24 منهم. ونفذ حكم الإعدام في 17/6/1930 بثلاثة من الثوار: عطا الزير (35 سنة) ومحمد جمجوم (28 سنة) وفؤاد حجازي (26 سنة) بسجن القلعة في مدينة عكا.
وكان أول ما حفظته سلوى أبو خضرا ورددته في طفولتها المبكرة المرثية المغناة لشاعرالثورة الشعبي نوح إبراهيم للشهداء الثلاثة التي كان يرددها أطفال وفتية فلسطين -:
" ثلاثة رجال يتسابقوا عالموت أقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد
وصاروا مثلا يا خال. مثلا يا خال طول وعرض البلاد يا عين
نهوا ظلام السجن يا أرض كرمالك يا أرض يوم تندهي بتبين رجالك
يوم الثلاثا وثلاث يا أرض ناطرينك مين اللي يسبق يقدم روحه من شانك من سجن عكا طلعت جنازة محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم يا شعبي جازي المندوب السامي وربعه عموما
محمد جمجوم ومع عطا الزير فؤاد الحجازي عز الظهيرة
انظر المقدم والتقادير بحْكام الظالم تيعدمونا
ويقول محمد أنا أولكم خوفي يا عطا أشرب حسرتكم
ويقول حجازي أنا أولكم ما نهاب الردى ولا المنونا
أمي الحنونة بالصوت تنادي ضاقت عليها كل البلاد
نادو فؤاد مهجة فؤادي قبل نتفرق تيودعونا
بنده ع عطا من وراء البابِ أخته تستنظر منه الجوابِ
عطا يا عطا زين الشبابِ تهجم عالعسكر ولا يهابون
خيي يا يوسف وصاتك أمي إوعي يا أختي بعدي تنهمي
لأجل هالوطن ضحيت بدمي كُلو لعيونك يا فلسطينا
ثلاثة ماتوا موت الأسود جودي يا أمة بالعطا جودي
علشان هالوطن بالروح جودي كرمال حريته يعلقونا
نادى المنادي يا ناس إضرابِ يوم الثلاثا شنق الشبابِ
أهل الشجاعة عطا وفؤادِ ما يهابوا الردى ولا المنونا"،
ولم تكد سلوى تبلغ السابعة من عمرها حتى خبرت بنفسها معنى المرثية. إذ اندلعت الثورة العربية الكبرى في فلسطين (1936-1939) وبدأت تتردد على مسامعها مطالب الثورة بوقف الهجرة اليهودية (التي تضاعفت خلال السنوات 1933-1936 بعد توقيع اتفاقية هافارا للنقل في 25/8/1933 بين الوكالة اليهودية الصهيونية وألمانيا النازية للمساعدة في تسهيل تهجير اليهود إلى فلسطين العربية. شريطة أن يتنازلوا عن ممتلكاتهم لدولة ألمانيا، وتحويل العوائد للوكالة اليهودية لإعادة توطينهم في فلسطين. ما أدى الى ارتفاع عدد المستوطنين اليهود من 175 ألفا إلى 370 ألفا، وارتفعت أهميتهم النسبية إلى إجمالي السكان من 17% إلى 27%. ومكنتهم سلطات الانتداب ومنحتهم حقوق امتياز إدارة المرافق العامة في فلسطين. وشجعت استثماراتهم الزراعية والصناعية التي رفعت شعار حصرية العمل العبري. وقيدت النشاط الزراعي الفلسطيني بفرض نظام ضريبي صارم على الأراضي، وغرامات باهظة تفوق قدراتهم، للإخلال بقوى العرض والطلب في السوق الفلسطيني، وتسهيل تملك الصهاينة. ما تسبب في تدهور كبير في الاقتصاد الفلسطيني وتنامي سيطرة الغزاة المستوطنين على الأراضي والموارد الفلسطينية والإنتاج الزراعي والصناعي الفلسطيني). وبات الشعب العربي الفلسطيني الأصلاني يعي الأخطار الوجودية لتنامي قوة الغزاة الصهاينه وتسارع الخطى لتنفيذ وعد بلفوربإنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين. فأطلق ثورته التحررية ضد الاستعمار البريطاني الصهيوني العنصري، التي استقطبت عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
وكان والد سلوى من أوائل من بدأوا العمل الثوري والتوعوي والتعبوي. وكان الثوار وغالبيتهم العظمى من الفلاحين والمزارعين وبعض أبناء المدن يأتون إلى منزله فرادى، ويجتمعون به لبيع أدواتهم المنزلية، كي يشتري لهم بثمنها السلاح والذخيرة، ويخبؤونها في أكياس الطحين تحت الأسرة. وكان يطلب من سلوى وأمها عدم الاقتراب من الأكياس. وعرفتا لاحقا بمحتواها.
إذ كانت تلك الفترة مرحلة الحشد والاستعداد والتجهيز للمواجهة مع قوات الاحتلال والعصابات الصهيونية الغازية لفلسطين، ولإحباط مخططات استيلاء المستوطنين الصهاينة على فلسطين وتهجير أهلها.
كانت سلوىعلى الدوام تستذكرحياتها بيافا رغم الصعوبات. وتقارنها بما آلت إليه من فقدان وضياع في مواطن اللجوء. وتتذكر الود الذي كانت تكنه للراهبات الفرنسيات ولزميلاتها من المهاجرات اليهوديات اللواتي زاملنها في مرحلة الدراسة الأساسية والثانوية بمدرسة راهبات الوردية – سان جوزيف- بيافا. وقدمن مع أسرهن لفلسطين بعد أن أغلقت في وجوههم العواصم الأوروبية والأمريكية اثناء الهولوكوست لتهجيرهم إلى فلسطين.
شهدت سلوى في صباها تكثيف الهجمات المسلحة للجيش البريطاني والعصابات الصهيوينة على القرى والمدن الفلسطينية بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وبدا واضحا للجميع تصميمهم على تكثيف عمليات التطهير العرقي لإجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل.
وعندما تكشف تعذرالتعويل على الجيوش العربية لإنقاذ فلسطين، وتوالي المجازرالتي استهدفت المدنيين، قرر والدها إرسال الأسرة الى سوريا حيث عائلة الزوجة. وعاد مع ابنه البكر إلى يافا للمشاركة في الدفاع عن فلسطين. وأصيب في الحرب، وبعد توقفها لحق بأسرته في سوريا.
لم تعش سلوى وأسرتها مرارة اللجوء في المخيمات مثل مئات الآلاف من شعبها الذين باتوا بلا مأوى. غيرأن وفاة والدتها المبكرة عام 1950، ووفاة والدها عام 1953 بعد أقل من عام من حصولها على دبلوم الدراسات العليا في الأدب الفرنسي 1952 من الجامعة اليسوعية ببيروت. كانا بمثابة نكبة ثانية بعد فقد الوطن. فساءت أحوالهم الاجتماعية والمادية حيث كان أشقاؤها في مراحل التعليم الجامعي والثانوي، وتحملت سلوى عبء الأسرة كاملا. وخلال وجودها في دمشق، تطوعت بمركز حماية الأحداث الجانحات في (1952-1955). وساعدها إتقان اللغات العربية والفرنسية والانجليزية في الحصول على عمل. وفي العام 1955 قرروا مغادرة سوريا إلى قطاع غزة، الذي كان قد أخضع للإدارة المصرية بعد النكبة. وتزوجت من ابن عمها الذي كان يعمل مع الجيش المصري، وتم تسجيلهم في قطاع غزة كلاجئين. وعملت خلال الفترة 1955-1957 مديرة إدارة مركز التربية الأساسية التابع للانروا في غزة. ولم يكد يمض بضعة أشهر على استقرار سلوى وأسرتها حتى قام الكيان الصهيونى في 29/10/1956 بغزو قطاع غزة وصحراء سيناء حتى شرق قناة السويس. بعد ثلاثة أشهر من قيام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس في 26/7/1956. وانضم إلى الحرب كل من بريطانيا وفرنسا في 31/10/1956 فيما عرف بالعدوان الثلاثي على مصر، تنفيذا لاتفاق سري بين رئيس الحكومة الفرنسية غي موليه ورئيس حكومة بريطانيا أنتوني إيدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون في اجتماعهم ببلدة سيفر الفرنسية في 22/10/1956. وتواصل الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة خمسة أشهر قبل ان ينسحب تحت ضغط الإنذار السوفيتي والتدخل الأمريكي.
وبقيت سلوى وزوجها في قطاع غزة حتى العام 1958، ثم سافرا إلى الكويت، وعملت بالتدريس - مثل آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين قصدوا دول الخليج للعمل- ولاحظت أثناء عملها تكرارغياب بعض المعلمات الفلسطينيات لعدم وجود من يرعى أطفالهن أثناء عملهن. إذ كانت حضانات الأطفال تقتصر على الكويتيين. ولكثرة أعداد النساء الفلسطينيات المهاجرات العاملات، أسست سلوى عام 1963 حضانة للأطفال "دار الحنان" تطورت لاحقا وأصبحت مدرسة للتعليم الأساسي والإعدادي والثانوي بمعايير دولية، يدرس فيها أكثرمن 400 طالب فلسطيني، ويعمل بها كادر تدريسي من الفلسطينين والكويتيين والعرب والأجانب. وباتت المدرسة ملتقى للسياسيين والنشطاء الفلسطينيين من مختلف التيارات، ومقرا للأشبال والزهرات، يرفع فيها العلم الفلسطيني وينشد الطلاب في الصباح النشيد الوطني الفلسطيني والكويتي ويهتفون: تحيا الكويت، تحيا الأمة العربية، تحيا فلسطين.
وفي العام 1965 كانت سلوى أبو خضرا من بين الفريق المؤسس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني/ فتح/. ونشطت في إنشاء التنظيم النسائي للحركة، وتولت أمانة مكتب المرأة الحركي. وبدأت نشاطها السياسي العلني في العام 1967، فقامت مع عديد النشطاء الفلسطينيين بمبادرة لإرسال المتطوعين الفلسطينيين للقتال ضد اسرائيل في الجبهات العربية. وشاركت عام 1968 في مؤتمر منظمة الوحدة الإفريقية للنساء الذي عقد في الجزائر. وقي تأسيس اتحاد المرأة الفلسطينية في الكويت عام 1969، وأصبحت عضوة في الهيئة الإدارية للاتحاد، وتم اختيارها عام 1969 ضمن ممثلي حركة فتح لعضوية المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي العام لعضوية المجلس المركزي للمنظمة. وتم تعيينها عام 1985 في المجلس الثوري لحركة فتح. وتولت في العام نفسه الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وجددت عضويتها في المجلس الثوري بالانتخاب في المؤتمر الخامس للحركة عام 1988.
غادرت سلوى أبو خضرا الكويت إلى الأردن بعد الاجتياح العراقي عام 1990. وكانت من أوائل العائدات إلى فلسطين بعد توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، ضمن وفد شارك في مؤتمر لليونيسكو لبحث المناهج التربوية الفلسطينية. وفي 21/1/2003 صدر قرار عن رئيس السلطة الفلسطينية بتعيينها وكيلا مساعدا في ديوان الموظفين العام وفرزها للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية. واستمرت في عملها أمينة عامة للاتحاد. ثم انتخبت في الموتمرالخامس للاتحاد عام 2009 لرئاسة المجلس الإداري، وكانت، أيضا، نائبة للأمينة العامة للاتحاد النسائي العربي العام، وعضوة في المكتب التنفيذي للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي.
رحلت سلوى ابو خضرا في عمان بالأردن في الخامس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر/ 2024 بالتزامن مع الذكرى السادسة والثلاثين لإعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988. ومرور 405 يوما على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها التحالف الاستعماري الغربي الصهيوني العنصري ضد الشعب الفلسطيني، الذي أفنت عمرها المديد في الدفاع عن حقه الإنساني الأساسي في الحياة والحرية والعودة وتقرير المصير.
رحلت أم محمود والألم يغمرها وهي ترى عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين واللبنانيين من الأطفال والفتية والشباب والكهول يكابدون العذاب الذي رافقها وشعبها على امتداد نحو قرن على مرأى ومسمع ذوي القربى والعالم أجمع، ويعجزون جميعا عن وقف طغاة العالم الذين ما يزالون يفلتون من العقاب.
رحلت سلوى أبو خضرا دون أن يفارقها الأمل أو تضعف ثقتها بحتمية انتصار قوة الحق على حق القوة مهما طال الزمن وعظمت التضحيات.
لروحها الطاهرة الرحمة والسلام في دار الحق بعد أن حرمت منه في الحياة الدنيا. وستبقى سيرتها العطرة ومسيرتها النضالية الحافلة بالنضال الوطني والعطاء الإنساني تلهم الأجيال الفلسطينية المتتابعة.