فلسطين ليست مجرد أرض محتلة، بل هي مرآة لاختبار العالم، ومختبر لإعادة تعريف القيم السياسية والأخلاقية والإنسانية.
وفي لحظة ترتجّ فيها السرديات الكولونيالية أمام صور الإبادة الجماعية المتواصلة منذ عشرين شهرا في قطاع غزة ومخيمات الضفة الغربية. تنبثق الفرصة لبناء سردية جديدة، تتجه من الذاكرة إلى الوعي، ومن المقاومة إلى التغيير المعرفي العالمي. ومن التبرير إلى الفعل. فلم تعد معركة فلسطين محصورة في ميادين الجغرافيا وحدها، بل باتت، أيضا، معركة كبرى في فضاء المعاني، والسرد، والرموز.
يأتي هذا المقال استكمالا للحوار لثري الذي أثاره المقال السابق المعنون "إبادة غزة بين ارتجاجات الضمير الغربي ومكاشفة الواقع" وتوافق المتفاعلين على الحاجة الماسة لتجاوز الإطار التأملي، والانتقال إلى بناء معرفة استراتيجية قابلة للتفعيل. ووضع خارطة طريق واضحة تجمع بين الرؤية الفكرية العميقة، والإدراك الدقيق للحقائق القائمة، وفهم أسباب وظروف وأدوات تشكلها، والقوى والتحالفات التي أفرزتها، بما يسهم في بناء الوعي المعرفي بالسردية الاستعمارية الغربية المهيمنة، وسبل وأدوات تفكيكها، لبناء سردية تحررية مضادة قادرة على التأثير ضمن سياق تحولات أوسع على الصعيد الفلسطينى والعربي والاقليمي والدولي.
لقد شهدت البشرية في الحقبة الاستعمارية تراجعا ملموسا في موقع شعوب الجنوب العالمي داخل النظام المعرفي العالمي. ليس نتيجة لقلة الإسهام أو انعدام الوعي، بل بفعل نظام سردي استعماري أعاد إنتاج الهيمنة من خلال المنظومة المعرفية التي صاغها المستعمر وكرسها عبر مؤسساته الأكاديمية والإعلامية والسياسية والثقافية. وعملت على محو روايات الشعوب الأصلانية المضطهدة وتشويه نضالها التحرري.
وعليه، فإن المقال ينطلق من ضرورة تحليل السردية الاستعمارية الغربية بوصفها أداة للهيمنة. فالسردية ليست مجرد رواية أو تأريخ للأحداث. بل هي بنية فكرية ومعرفية تنتج المعنى، وتحدد من يسمع صوته، ومن يهمش، ومن يبجل، ومن يجرم.
وكما جرى في المشاريع الاستعمارية الاستيطانية الإحلالية كافة في أمريكا الشمالية والجنوبية واستراليا ونيوزيلندا والجزائر وجنوب إفريقيا الخ … بتصوير الغزو الاستعماري الغربي وإبادة الهنود الحمر وتجارة العبيد واستعمار أفريقيا وآسيا والانقلابات المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية في إطار ليبرالي وتقدمي. لم تكن السردية الغربية في الحالة الفلسطينية استثناء، بل نموذجا مكثفا لتقاطعات الاستعمار الغربي الاستيطاني، والإبادة المعرفية والمادية، ووتشويه السردية الفلسطينية، وتحويل الضحية إلى جلاد. وانخراط الغرب الاستعماري في بناء قصة تأسيسية للصهيونية. بداية بتصوير فلسطين كأرض بلا شعب، وبجعل إقامة "إسرائيل” فيها تحقيقا لحلم تحرر اليهود من الظلم التاريخي واستهدافهم على مدى قرون طويلة. وحل للمسألة اليهودية المتفاقمة في أوروبا بفعل تنامي العنصرية - وإغفال أن تحريرهم يكمن باندماجهم في أوطانهم الأصلية، وأنها مسؤولية أوروبية خالصة اتجاه المواطنين اليهود-. وإضفاء قداسة دينية على تصديرها خارج أوروبا، بتصوير إنشاء المستعمرة الصهيونية/ اليهودية/ كتجسيد لإرادة الخالق الذي اصطفى اليهود عن سائر الأغيار، بوعد سماوي بامتلاك فلسطين، يمنحهم حقا حصريا غير قابل للمناقشة أو التفاوض. عززه آرثر جيمس بلفور، وزير الخارجية، بوعد دنيوي بريطاني عام 1917. مرفق بالتزام النظام الدولي الذي استحدثته القوى الدولية المنتصرة في حربين كونيتين ساخنتين (الحرب العالمية الأولى 1914-1918، والثانية 1939-1945. وثالثة باردة بين قطبين تقاسما القيادة الدولية 1947 -1991. وبتصوير دفاع الشعب الفلسطيني الأصلاني عن وطنه ووجوده ضد الغزاة المستوطنين الأجانب كامتداد للكراهية القديمة ومعاداة السامية (أوروبية العقيدة والممارسة). والتواطؤ على يهود أوروبا عبر تحالف مصلحي بين القيادة الإمبريالية اليهودية المتنفذة (التي أنشأت الحركة الصهيونية للاستيلاء على الدين اليهودي واحتكار حق تمثيله). وبين الإمبرياليات الغربية المهيمنة الساعية للتوسع / البريطانية والفرنسية والأمريكية/. والتوافق بينهم على إدماج المشروع الصهيوني الخاص بإقامة مركز استيطاني يهودي في فلسطين يخضع لسيطرة الحركة الصهيونية (لقاء التزامها بتصدير المسألة اليهودية خارج أوروبا. والاطلاع بدور وظيفي ووكيل استعماري) بالمشروع الاستعماري الغربي العام للسيطرة على المنطقة العربية الجيو استراتيجية الأهم في مركز العالم، التي تمسك بمفاتيح القوة الثابتة، من الممرات -البرية والبحرية والجوية-. إلى الثروات الطبيعية والمعدنية الوفيرة. والطاقة الأحفورية باحتياطيات مؤكدة هي الأضخم عالميا، وكلفة استخراجية هي الأدنى. ومن رموز القداسة الدينية والتعددية إلى وحدة المصائر.
فالمعرفة الغربية عن الآخر، كما بين المفكرون الذين سعوا الى بناء سردية تحررية مضادة تنهل من مقاربات فكرية مفصلية أبرزهم:
- فرانتز فانون، بقوله أن الاستعمار لا يكتفي بسرقة الأرض، بل يسعى إلى قتل الإنسان في داخلك عبر السرد ومحو المعنى
· إدوارد سعيد، الذي كشف في الاستشراق عن البنية المعرفية الغربية التي أنتجت الشرق كمجال للسيطرة. فأكد أن الهيمنة لا تتحقق فقط بالبنادق، بل باللغة والخطاب والصورة، وأشار إلى أن البنية المعرفية الغربية للآخر تم تخليقها وإنتاجها لتأدية دور وظيفي بوصفها أداة سياسية وثقافية تشرعن الهيمنة الاستعمارية.
· غاياتري سبيفاك، التي تساءلت في مقالها الشهير "هل يستطيع التابع أن يتكلم؟" وطرحت بعمق إشكالية إسكات المهمشين حتى داخل خطاب "التحرر". مؤكدة على أن من يتحدث عن “الجنوب” غالبا لا يفسح له المجال ليتحدث بذاته.
· والتر مينيولو، الذي تناول “الحداثة/الاستعمار” بوصفها مشروعا متكاملا للإبادة المعرفية، حيث يتم نزع الشرعية عن المعارف غير الأوروبية ووصفها بأنها "لا عقلانية" و"أسطورية" و"تقليدية متخلفة".
· بوفنتورا دي سوزا سانتوس، الذي تحدث عن “التمييز المعرفي” كأداة للإقصاء، وطرح مشروع “إيكولوجيا المعارف” الذي يهدف إلى الاعتراف بتعدد المعارف وتجسير الفجوات بينها، كمقدمة لعدالة معرفية حقيقية.
· ونعوم تشومسكي، الذي فكك السردية الاستعمارية الغربية المهيمنة بمنهج عقلاني، أخلاقي، وتاريخي. فلم يعر الأكاذيب الظاهرة، فقط، بل فضح الآليات الخفية التي تنتج القبول بها: الإعلام، التعليم، النخب الأكاديمية، والسياسة الثقافية.
· وإيلان بابيه، المؤرخ الإسرائيلي “الجديد” الذي قدم نقدا جذريا للسردية الصهيونية وكشف زيف ادعاءاتها:" أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" وإسرائيل "كضحية دائمة تحارب من أجل بقائها في وجه الكراهية العربية". وبين أن ما جرى في فلسطين عام 1948 هو عملية تطهير عرقي ممنهجة ضد الشعب العربي الفلسطيني، تم التخطيط لها مسبقا من قبل الحركة الصهيونية. وأعاد تعريف المشروع الصهيوني باعتباره مشروعا استعماريا استيطانيا إقصائيا إحلاليا.
لقد طمست السردية الاستعمارية المهيمنة النكبة والضحايا الأصليين الفلسطينيين. وأضفت قداسة على السردية الصهيونية لاستثناء إسرائيل من نفاذ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وإعفائها من المساءلة والمحاسبة. وقامت بشيطنة الفعل الفلسطيني عبر الإعلام والأكاديميا الغربية التي غالبا ما تستخدم مصطلحات تجرم الفلسطينيين: إرهاب، فوضى، أصولية، وتحشرهم في "زمن التخلف" و"ثقافة العنف"، مما يعزز التحيزات الاستشراقية. وتغييب التاريخ في الكتب المدرسية والإعلام، وحتى في قرارات المؤسسات الدولية، حيث يتم تجزئة الرواية الفلسطينية. والبدء بالتاريخ من 1967 بدلا من 1948، وتجاهل جذور المسألة في المحو بالتدمير والإبادة والتطهير العرقي والتهجير. وتجعل الفلسطيني ملاما على مأساته، وتنفي عنه الأهلية والقدرة على الفعل العقلاني.
مقابل مصطلحات مضللة تظهر مركزية “إسرائيل” كدولة غربية متحضرة وامتداد للحداثة الغربية. “دولة ديمقراطية” و" جيش دفاع" ومعجزة في تحويل الصحراء إلى جنة! إلى آخره.…
وتتبدى تجليات السردية الغربية المهيمنة في تعامل الإعلام العربي والغربي مع قصة الجندي الأميركي الإسرائيلي المحتجز عيدان أليكسندر الذي شغل العالم شهورا، وتحوّلت قصته إلى “سردية بقاء”.
وتعامل الإعلام ذاته مع قضية طبيبة الأطفال الفلسطينية آلاء النجار. التي تلقت خبر قتل وحرق أبنائها التسعة بالقنابل الأمريكية الذكية، أثناء عملها في إنقاذ أطفال فلسطينيين استهدفهم القصف، وآخرون يصارعون الموت جوعا وعطشا. ونقل الخبر بلا صور ولا أسماء (يحيى، راكان، رسلان، جبران، حواء، ريفال، سادن، لقمان، وسدرة". وما يزال زوجها طبيب الباطنية حمدي النجار، وابنها العاشر آدم البالغ 11 عاما في العناية المركزة يصارعون الموت في بقايا مستشفى مجمع ناصر الطبي الذي تعرض للقصف والحرق عدة مرات.
فالسردية الاستعمارية المهيمنة تسعى لإحلال الواقع الاستعماري على الأرض، بمحو السردية الفلسطينية من الوعي العالمي. واستبدالها برواية استعمارية تشرعن الاحتلال وتجرم مقاومته. ما يبرز الحاجة الماسة إلى الشروع الفوري بتفكيك السردية الغربية المهيمنة، وبناء سردية فلسطينية مضادة، تنبع من الذاكرة الجمعية التاريخية والمتجددة على مدى أكثر من قرن. باعتماد أدوات العصر، ومخاطبة الضمير الانساني بلغة الحقيقة الموثقة صوتا وصورة، والمنقولة وقائعها بالبث الحي على مدار الساعة.
فالواقع الفلسطيني وخاصة منذ طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول /أكتوبر/ 2023، وحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المتواصلة منذ عشرين شهر يشهد تحولات مفصلية على صعيد الجغرافيا والديموغرافيا وعلى الصعد الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. أعادت القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام العربي والإقليمي والعالمي على المستويين الشعبي والرسمي. ما يبرز الحاجة الماسة إلى تطوير فهم معمق لديناميات القوة الجديدة، وتحولات الخطاب، وما يتيحه من فرص لتفعيل الإمكانات الكامنة فلسطينيا وعربيا وإقليميا ودوليا، لإعادة بناء السردية العالمية: فلسطين كمركز للمعنى. بإعادة صياغة مشروع نهضوي تحرري فلسطيني وعربي وعالمي متجدد، قادر على مواجهة التحديات المصيرية. بفهم التحولات التكوينية المتنامية لبناء وعي فلسطيني وعربي وإقليمي وعالمي جديد مقاوم، يوظف الحقائق الدامغة عبر استراتيجيات جديدة تستجيب لتعقيدات المرحلة التاريخية الفاصلة. وتفتح أفقا للتغيير الفعلي بتفكيك آليات تهميش الرواية الفلسطينية في السردية الغربية المتمركزة حول الضحية اليهودية: سردية ما بعد الهولوكوست التي احتكرت مفاهيم "الألم" و" المظلومية"، ما جعل النكبة الفلسطينية المستمرة غير مرئية أو "أقل استحقاقا للتعاطف" وترتب عليها نزع الشرعية الأخلاقية عن مقاومة الضحايا الفلسطينيين والعرب في دفاعهم المستميت عن حقهم الإنساني المشروع في الحياة والوجود.
لا يدعي المقال امتلاك الأجوبة. وإنما يسعى إلى طرح الأسئلة الجوهرية التي تتطلب مشاركة كافة المفكرين والمثقفين والفاعلين الفلسطينيين والعرب والعالميين في الإجابة على كيفية الانتقال من التأمل إلى التخطيط، ومن رصد الظواهر إلى بناء مداخل عملية لبناء وعي انساني جديد يؤسس لتصويب اعوجاج حركة التاريخ وتغيير موازين القوى. وتحويل التأمل إلى التخطيط والعمل، وتخطي الحوارالفكري من مناقشات إلى مصدر حيوي لاستنباط الأدوات والآليات التي تقود إلى تغيير حقيقي يؤسس للتحرير والانعتاق ونصرة المظلومين على امتداد الكرة الارضية. ويتصدى للإجابة على الأسئلة الجوهرية التالية:
· كيف نعيد تموضع فلسطين في السردية العالمية باعتبارها ليست حالة استثنائية، بل نموذج مركزي لتقاطع الاستعمار، المقاومة، والتحول في الوعي العالمي؟
· كيف نبني فهما مشتركا للسردية الجديدة بالوعي بالمأساة وإدراك أن إبادة غزة ليست حدثا عشوائيا، بل جزءا من مشروع إبادة واستعمار معرفي وثقافي وسياسي؟
· كيف نبني لغة ومفاهيم مشتركة تنسجم مع تعقيدات اللحظة السياسية والاجتماعية والثقافية؟
· كيف نكسر سياسية الهيمنة الصهيونية والاستعمارية على السرديات الدولية؟
· كيف ننتج ثقافية ومعرفية تفكك الهيمنة المعرفية الكولونيالية التي تحجب الحقيقة الفلسطينية؟
· كيف نمكن المجتمعات الفلسطينية والعربية والدولية من خطاب مقاوم وموحد.
· كيف نبني آليات عمل وتنسيق فعالة فلسطينية وعربية وإقليمية ودولية؟
· كيف نجمع مختلف الفاعلين (مفكرين، ناشطين، مجتمعات متأثرة) في صياغة هذه الأرضية المشتركة؟
· كيف نخلق فضاء حواريا مفتوحا وشاملا؟
· كيف يمكن توظيف التصدعات التكوينية التي أحدثها طوفان الاقصى في التحالف الاستعماري الغربي الصهيوني العنصري وخصوصا اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والغرب الأوروبي؟
· كيف يمكن استثمار التصدعات والتناقضات في النظام الدولي والإقليمي لتعزيز المشروع التحرري الفلسطيني والعربي والعالمي؟
· ما هي العوائق البنيوية التي تواجه الوحدة الوطنية الفلسطينية وكيف يمكن التعامل معها؟
· ما هي الأدوات والاستراتيجيات العملية التي يمكن تبنيها لبناء مشروع تحرري فلسطيني معاصر قادر على مواجهة الهجمة الاستعمارية؟
· كيف نستعيد الزمن الفلسطيني الطويل بالحديث عن النكبة ككارثة 1948، عبر التأكيد بأن ما يجري اليوم من إبادة جماعية وتطهير عرقي وتدمير وتهجير في قطاع غزة والضفة الغربية والنقب والجليل ولبنان وسوريا هو استمرار لذات البنية الاستعمارية الإحلالية؟
- كيف نبني سردية مضادة تحررنا من موقع الضحية الصامتة إلى موقع الفاعل، بتصوير الفلسطيني كفاعل مقاوم، لا فقط كمأساة إنسانية؟
o كيف نربط بين فلسطين وقضايا التحرر العالمية كما فعل فانون وسعيد وسبيفاك ومينيولو وسانتوس وتشومسكي وبابيه؟
o كيف ندمج فلسطين في الوعي العالمي من خلال وصل القضية الفلسطينية بحركات مناهضة العنصرية والاستعمار حول العالم وبنضال السكان الأصليين والسود، والجنوب العالمي؟ فهو ما يكسب الرواية الفلسطينية زخما أخلاقيا وإنسانيا. وكيف نتحول من مجرد تقديم الشكوى إلى إنتاج سردية فاعلة ترى الذات الفلسطينية بوصفها جزءا من حركة تحرر عالمي، لها شرعيتها ورؤيتها وحقها في تمثيل نفسها؟ وكيف نبني تحالفات مع حركات عالمية هامشية لتقويض مركزية الرواية الغربية؟
o كيف نحرّر اللغة وننتقل للمبادرة: من التوسل إلى المطالبة، ومن خطاب الدفاع والتبرير وإثبات الوجود إلى فرض الاعتراف، ومن الانشغال بتبرئة الذات إلى المساءلة الأخلاقية والسياسية للنظام الدولي؟
o كيف نفعل الأدوات المعرفية والرقمية وكيف ننتج محتوى رقمي متعدد اللغات يخاطب جمهورا عالميا متنوعا؟
o كيف نبني مراكز معرفية مستقلة تمزج بين البحث والإعلام والفنون؟
o كيف نصمم مناهج بديلة تعيد رواية النكبة والمقاومة بلغة نقدية.
ختاما، وكما سبقت الإشارة في المقال فإن المقال يثير التساؤلات ولا يمتلك الإجابات عليها لأنها تتجاوز حدود قدرات الأفراد، وتحتاج الى جهد جماعى منسق يحول التحليل إلى خطة، والنص إلى حركة، والوعي إلى ممارسة.
إبادة قطاع غزة ليست نهاية، بل لحظة انكشاف وبداية جديدة فمن قلب العدم، تولد إمكانية إعادة صياغة المعنى: فلسطين لا بوصفها ضحية، بل باعتبارها بوصلة ومركزا، تعيد للعالم القدرة على مساءلة نفسه. إن لم تكن فلسطين مركز هذا العالم الجديد، فسيبقى العالم يدور في خوائه