تلقيت عددا من التعليقات الخاصة على المقال الأخير: “من رام الله… صوت غزة لا يُحاصَر”، ووجدت أن من الضروري نقل هذه الملاحظات إلى الحيز العام، لأهميتها في تبديد الغموض والتأويلات التي قد تقوض الفعل النضالي، والتعاطف الوطني معه، ولضمان أن يظل النقاش في الفضاء العام نزيها وواضحا، دون إسقاطات أو تسطيح.
أشارت بعض الملاحظات إلى الاشتباه في سعي البعض لربط التحرك بأسماء كيانات سياسية بعينها، بدلا من تقديم الإضراب كفعل نضالي خالص موجه نحو غزة والمحرقة المستمرة فيها.
وبصفتي كاتبة المقال الذي تناول الإضراب وتضمن أسماء المضربين، الذين بلغني بداية أنهم ثلاثة، ثم ثمانية، فقد أوردت الأسماء، كما وردتني، دون ترتيب على مستوى المبادرة والتنظيم، وفاتني التحقق من ترتيبها الأبجدي الذي كان يتوجب الالتزام به. وأوردتها دون قصد تقديم أحد على أحد، ولا المشاركة في أي سردية تعظم أشخاصا أو جهات على حساب روح الفعل النضالي المستحق منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ما سعيت إليه في مقالي هو إسناد هذا الفعل النضالي المهم، الذي:
• يُعيد إلى الضفة عموما، ورام الله خصوصا، نبضها المقاوم وفعل الانخراط النضالي الفعلي لا اللفظي،
• ويقاوم الصمت المطبق والنأي بالنفس، بذريعة “الحكمة”
و” الواقعية السياسية”.
وهو المبدأ ذاته الذي يحكم مواقفي المؤيدة للمقاومة الأسطورية في قطاع غزة، بالتركيز على الفعل، دون تنزيه الفاعل.
فلست معنيّة بحسم النوايا، ولا بتوزيع شهادات صدق أو اتهام، بل بأن يظل الجوهر هو الفعل التحرري الساعي لتحقيق الحلم الجماعي للشعب الفلسطيني في الحياة، والحرية، والعودة، وتقرير المصير، وهزيمة وتفكيك الكيان الاستعماري الغربي الصهيوني العنصري في فلسطين.
وأن يستمر الإضراب، ويتطور التفاعل الشعبي معه في الضفة الغربية وباقي فلسطين، فهذا الفعل الشعبي بحاجة إلى حماية من التجيير والتفريغ في آن معا، من أجل القيام بفعل فلسطيني شعبي ورسمي مؤثّر تأخر كثيرا، للوقف الفوري للإبادة الجماعية في قطاع غزة، قتلا وتجويعا.
الوضوح ضرورة:
دعم الأجساد المضربة لا يعني التنازل عن الشفافية،
والحرص على صدق المسار لا يعني كسر من انخرطوا فيه.
بل يعني فقط أن نضع فلسطين فوق الجميع… لا خلف أحد.
مغزى الإضراب أبعد من الأشخاص، وأسمى من الأطر.
إنه صرخة أخلاقية في وجه الإبادة، ونداء ضمير في زمن الخذلان.
وحرصا على هذا المعنى، لا بد من إبقاء صوت غزة هو العنوان الوحيد.