الرئيسية » مقالات » غانية ملحيس »   17 آب 2025

| | |
مشهد تلتقي فيه عدسة الكاميرا بعدسة الوعي، لتشكل الصورة والكلمة واجهة واحدة في وجه النسيان. بقلم : يحيى بركات مخرج وكاتب
غانية ملحيس

المشهد الافتتاحي

حوار بين مخرج وكاتبة سياسية،  كان حديثنا امتدادا للمشهد.

أنا المخرج الذي يرى العالم من خلال عدسة الكاميرا، وهي الكاتبة التي ترى العالم من خلال عدسة الوعي السياسي. لم يكن نقاشا، بل أشبه بعملية مونتاج: اضع اللقطة الخارجية، وهي تضع اللقطة الداخلية. أقدّم الإطار الواسع، وهي تغوص في التفاصيل الدقيقة. أبحث عن الصورة التي تخلد الحدث، بينما هي تبحث عن الكلمة التي تخلد المعنى. 

في النهاية، اكتمل المشهد: صورة وكلمة، صوت ونور،

رؤية مشتركة لا تتنازل عن الحقيقة، ولا تتنازل عن الحرية، ولا تسمح بمحو وجه فلسطين من... الذاكرة.

هنا غزة... حيث تكشف الحقيقة قاتلها

اليوم، أطلق كيان الاحتلال رصاصته المسمومة في قلب الكلمة والصورة في خيمة الصحفيين أمام مستشفى الشفاء، لم يحمل أنس الشريف ومحمد نوفل سوى كاميرا وميكروفون... لكن في قاموس النازيين الجدد، هذه أسلحة أخطر بكثير من الصواريخ . 

طائرة وصاروخ موجه

بأمر من القيادة السياسية والعسكرية، قصفت الخيمة المعروفة... وأعلن جيش الاحتلال جريمته رسميا، ثم لفها بالأكاذيب المعتادة: "أنس الشريف قائد خلية مقاومة"! 

هكذا، يصبح الصحفي مقاتلا لأنه يكشف عن مقابر جماعية، ويصبح المصور إرهابيا لأنه يصور العطش في عيون الأطفال والهزال في أجسادهم، ويتحول المراسل إلى تهديد لأنه يفضح الأكاذيب التي تتساقط من فم مجرم الحرب نتنياهو، الذي لم يحقق هدفا واحدا خلال 22 شهرا من المجازر.

لم يكتف هذا الكيان الفاشي بحصار الفلسطينيين وتجويعهم وقتلهم وتشريدهم، بل يلاحق شهود جرائمه في غزة ولبنان وسوريا والأردن ومصر... بل وحتى في قلب العواصم الغربية. تاريخه مثقل بدماء الصحفيين، من أول رصاصة في فلسطين إلى آخر صاروخ اليوم. كيان لا يفرق بين سجين في زنزانة، أو طبيب في غرفة عمليات، أو طفل في حضن أمه، أو صحفي يقف وسط الأنقاض... بالنسبة له، القتل خيار استراتيجي، والإفلات من العقاب عقيدته. 

لكن الحقيقة يا أنس... لا تدفن تحت الأنقاض. ستظل كاميرتك المكسورة تصوب عدستها على وجه هذا الكيان المجرم، كاشفة فاشيته للعالم، حتى لو اختار العالم الرسمي غض الطرف. من داخل هذا السجل الملطخ بالدماء، 

نقول للصحفيين حول العالم:

كفى بيانات إدانة لا يسمعها القاتل. حان الوقت لموقف يتجاوز الأقوال إلى الأفعال... إلى مقاطعة هذا الكيان الفاشي بكل أدوات المهنة.

لا تنقلوا تصريحاته،  

ولا تصقلوا وجوه قادته، 

ولا تمنحوا نتنياهو وأمثاله مساحة على شاشاتكم وفي صفحاتكم.

قاطعوا مؤتمراته الصحفية، وتجاهلوا إحاطاته الإعلامية، وارفضوا أن تكونوا منبرا لدعاية القاتل.

من يقتل الصحفيين لا يحق له التحدث عبر منابر الصحافة، 

ومن يغتال الحقيقة لا يستحق أن يسمع صوته في فضائها.

هذا ما كتبته عن اغتيال كيان الاحتلال للصحفي أنس الشريف وخمسة من زملائه الصحفيين. ثم قرأت ما كتبته الدكتورة غانية ملحيس.

زمن يختلط فيه الضجيج بالظلال، تبقى أصوات قادرة على فتح نوافذ نحو النور. 

من بين هذه الأصوات، جاء مقال الدكتورة غانية، ليس مجرد سطور مكتوبة، بل كعدسة تلتقط تفاصيل الروح الفلسطينية. الأم، المرأة، المناضلة، والواعية.

كتبت مقالا جديدا  مستوحى من مقال الدكتورة غانية، دون تكليفات أو عناوينَ رسمية:

" غانية… حين تكتب، لا تكتب بالحبر، بل بظل يدها وهي تمسح العرق عن جبين الوطن.

هي الأم التي تعرف أن الحليب الأول يتحول في النهاية إلى دم أحمر قان على ثرى البلاد، والمرأة التي تفهم أن حكاية الشهيد، إن لم ترو، ستموت مرة ثانية.

في نصها عن أنس الشريف، فتحت نافذة في جدار الركام، وأجلست الأم على الكرسي الخشبي القديم، تنتظر ابنها لا ليعود، بل ليحملها معه إلى المكان الذي لا قصف فيه، ولا وداع.

كتبت كأم تمسح الغبار عن الكاميرا، وكمناضلة تلمع الرصاصة،

وكامرأة تعرف أن العهد لا يكتب في المحاكم، بل يكتب في الجرح المفتوح.

في مشهدها، أنس لم يكن شخصا، بل شارعا كاملا يركض، وصوتا يتسلق الحواجز، وصورة تقف في وجه الصاروخ.

في مشهدها، الأم لم تكن تبكي، بل تحرس… تحرس جنازة ابنها من سرقة المعنى، وتمنع الموت من أن يكتمل.

المرأة الفلسطينية، كما تجسدت في غانية، ليست فقط من تلد أبناءها،

بل من تلد المعنى، وتربي الذاكرة، وتطعم الوطن من صبرها حتى يشبع،

وتحمل الحزن على كتف، والراية على الكتف الآخر، وتمشي بين الحقول والألغام، دون أن تنحني، ودون أن تفقد البوصلة.

غانية، مثل فلسطين، تطعم أبناءها من رغيف الحصار، وتعطيهم من قلبها شمسا صغيرة تكفي لأن تكبر البلاد. تكتب كما لو أنها تقيم صلاة على جثمان الحقيقة،وكما لو أنها تخبئ وصية الشهيد في جيب معطفها،

لتسلمها ليد أخرى، وقلب آخر، وصباح آخر. هي ليست شاهدة فقط، بل مخرجة المشهد الأخير: تترك الكاميرا مفتوحة على باب السماء،

وتعرف أن الدم سيعبر، وأن الصورة ستصل، وأن الحلم - مهما طال الليل-

سيجد فجره.

وسلام على أنس… وسلام على كل من سار قبله في درب الكلمة والصورة.

سلام على شيرين أبو عاقلة، وغسان كنفاني، وماجد أبو شرار، وحنا مقبل، وعلى كل عين أطفئت لتظل الحقيقة مضيئة.

هؤلاء هم شهداء الصحافة… شهداء الكلمة… شهداء الحقيقة، من جعلوا دمهم حبرا، وصورتهم جسرا، ووصيتهم راية، لأنهم عرفوا أن الكلمة، حين تكون حرة، تصنع فجرا آتيا بالحرية والاستقلال. فجر يولد من بين الركام، كما تولد الحكايات من أفواه الأمهات، ويضاء بقلوب الذين لم يتراجعوا خطوة، ويروى بماء الصبر ودم الشهداء، حتى تشرق فلسطين - كل فلسطين - بلا احتلال، بلا قيد، وبلا وداع"• 

لم يكن مقالها عابرا... بل كان مشهدا حيا، بعيون ترى الواقع كما هو، وقلب يصر على أن نبض فلسطين لا يطفأ بالحصار، ولا تطفئه رياح التطبيع.

د. غانية : الأم والمرأة الفلسطينية الملتزمة

كتبت عنها شاهدا على وجوه النضال في الحقول، وفي السينما، وفي المقاهي، وفي مخيمات اللجوء. هي ليست مجرد كاتبة سياسية، بل أم تحمل ملامحها دفء الحنان، ومواقفها صمود الجبل.  وعندما تكتب، لا تكتفي بوضع حبرها على الورق، بل تضع روحها عل سطورها، وكأنها تخفي بين كلماتها خبزا لأطفال غزة، وصوتا لأمهات الأسرى، وصورة شهيد لم يجد قبرا يليق به. هذا مقال الدكتورة غانية كما كتبته على صفحتها، بكلماتها الخاصة:

 " أنس الشريف الحاضر في الغياب..  إلى اللقاء يا ولدي.

سلام عليك يا أنس،

يا من جعلت من صوتك درعا، ومن الكلمة قنديلا في ليل غزة الطويل.

مضيت واقفا كما كنت دائما، تسابق الموت لتلحق بالحقيقة قبل أن يطمسها الغبار، وتفتح نافذة للعالم ليرى ما أراد الجميع إخفاءه، بما في ذلك أهلك وأمتك.

من أزقة مخيم جباليا، حيث يولد الأطفال على وقع القصف، وحيث الحلم بالعودة أكبر من حدود الحصار، خرجت يا أنس ممتشقا الكاميرا كمن يحمل سلاحا، حاملا الميكروفون كمن يطلق صرخة حياة في وجه الموت.

كنت تعرف أن الاحتلال يترصدك، وأن كل بث مباشر قد يكون الأخير، لكنك ظللت تلاحق الحقيقة، تسابقها قبل أن تدفن تحت الركام.

حملت فلسطين كلها على كتفيك، وكنت تعرف أن دربك محفوف بالقصف والحصار. ومع ذلك مضيت، لا تملك أنت وزملاؤك إلا الميكروفون والكاميرا، وقلوبا مشتعلة بحب الوطن. 

كنت تعلم أن صوتك قد يخرس بالرصاص، لكنك لم ترض أن تصمت.

كنت يا أنس ابنا لكل فلسطيني وعربي شريف. كنا جميعا نرقب الفتى الذي أصبح رجلا… نتتبع ابن جباليا الذي كان يشق عتمة الليل، حين كان القصف يلتهم الحجارة والسماء، تمسك بالكاميرا كما يمسك الشهيد بعلمه.

تسرق من الموت لحظة حياة، ومن الغبار نافذة ضوء.

يا ابن جباليا، يا وجه عسقلان المفقودة،

يا من عرفت أن العودة طريقها الدم،

ومع ذلك مضيت، تحمل فلسطين والحقيقة على كتفيك كما يحمل الجندي بندقيته، وتعرف أن الرصاصة تبحث عنك بالاسم.

كنت أول من نصحو على تقاريره كل صباح، وآخر من نسمع صوته كل مساء، ونشهد فقدان الأحبة تباعا، ونعجز عن حماية فلذات أكبادنا - كما يفعل باقي البشر- ولا نكون في وداعهم كما يليق، ولا نقوى على الصراخ كما يتوجب في وجه هذا العالم المظلم الظالم.

وصيتك يا أنس التي تقطر ملحا ودمعا:

• احفظوا فلسطين كما تحفظ الأم طفلها،

• واحضنوا أطفالها الذين داهمهم القصف قبل الحلم،

• وساندوا أمي، وشام، وصلاح، وحبيبتك وشريكة عمرك، أم صلاح. فهم بقية قلبك في هذه الأرض.

وصيتك يا أنس ليست كلمات على ورق، بل عهد في أعناقنا:

• أن نحفظ غزة كما حفظتها،

• وأن نرعى شام وصلاح وأم صلاح كما أوصيت،

• وأن نكون حصنا لأمك التي كانت دعواتها زادك في الطريق،

• وأن نكون أوفياء لعسقلان، 

• وللعودة،

• ولأطفال فلسطين الذين حرموا حتى من الحلم.

نم قرير العين يا ولدي الذي لم ألده. لكنك تسكن قلبي وقلوب جميع الأمهات والآباء. فدمك يا أنس لن يهدر، وصوتك لن يخبو. سيبقى اسمك معلقا في ذاكرة المخيمات وأزقة القرى والمدن من المحيط إلى الخليج، وفي كل حجر مدمى، وفي كل طفل يرفع يده متحديا السماء.

سلام على روحك التي ارتفعت من بين الركام، شاهدة على جريمة العالم.

وشاهدة على جحود الأهل وذوي القربى. وشاهدة، أيضا، على عجزنا الذي بلغ حد الشلل. وعلى صبرنا الذي أوشك على النفاد.

سلام على عهدك الذي صار عهدنا، وعلى حلمك الذي لن يموت.

سلام عليك يوم ولدت تحت القصف، 

ويوم خرجت بالكلمة،

ويوم رحلت بالدم،

ويوم نلقاك في فلسطين المحررة، حيث لا قصف، ولا احتلال، ولا وداع.

عهد إلى روحك التي حلقت من جباليا،

إلى كاميرتك التي صارت بندقية،

إلى وصيتك التي صارت ميثاقا…

عهد باق ما بقي العهد.

لقد حاول الاحتلال إسكات صوتك، لكن صوتك صار أصواتا، وصورتك صارت رايات، ووصيتك صارت طريقا لا عودة عنه.

نعلنها اليوم، باسم كل من قرأ وصيتك، وباسم كل من شاهد لوعة أمك،

وباسم كل طفل في غزة يحلم بالسماء دون طائرات:

• عهد على فلسطين كما أوصيت، ألا يطويها النسيان، ولا يطفئها اليأس، وأن تظل حية في قلوبنا كما كانت في قلبك.

• عهد على غزة، أن تبقى الحصن الأخير، لا تكسر، ولا تحاصر في قلوبنا.

• عهد على أهلك، أن يكونوا بيننا وفي قلوبنا، كما كانوا بينك وبين الحياة.

• عهد على الكلمة والصورة، أن تبقى سلاحا في وجه الكذب، كما كانت في يدك حتى اللحظة الأخيرة.

إلى اللقاء يا أنس، حيث لا قصف، ولا حصار، ولا فراق.

نم، يا أنس،

نم على وسادة من دعاء أمك،

نم وأنت تعلم أن صوتك لن يدفن،

وأن صورتك ستظل تعبر الحواجز وتشق الحصار كما كنت تفعل دائما.

نم قرير العين يا ولدي،

فدمك صار نهرا في طريق التحرير،

وصوتك صار جسرا فوق الحصار،

وروحك صارت موعدا لنا

في فلسطين التي حلمت بها.

الحرية لك،

والحرية للوطن".

وهذا كان تعليق الدكتورة غانية ملحيس  على مقالتي المستوحاة من مقالها :

" الأستاذ المبدع يحيى بركات

قرأت كلماتك كما تقرأ مرآة القلب حين تعكس وجه الوطن، وأدركت أنك لم تكتف بقراءة رثائي  لأنس الشريف، بل عبرت من خلاله إلى قلب الأم الفلسطينية التي كنت أكتب منها وعنها.

كتبت كأم فرض عليها منذ ثمانية عقود أن تعيش هاجس الفقد، وأن تحتضن أبناءها وهي تعرف أن عدوا بلا حدود للشر يتربص بهم، لا لثأر شخصي، بل لأن قتلة أجداده من الأوروبيين العنصريين تحالفوا مع أثرياء اليهود، وأقنعوه أن حياته مشروطة بإبادة الشعب الفلسطيني، ذاك الشعب الذي جعله موقعه الجيوسياسي هدفا مركزيا لطغاة الكون. وزاد قسوة القدر أن بعض أهله وذويه كانوا على شاكلة إخوة يوسف، رموه في بئر لا قاع له.

لقد دخلت يا يحيى إلى عمق وعي الأم الفلسطينية، تلك التي تعرف أنها وهي تعد أبناءها للحياة، تعدهم أيضا لمعركة انتزاع حقهم في أن يعيشوا كبقية أطفال العالم ، من بين أنياب نظام حداثي مادي مهيمن لا قلب له، وعقل أداتي لا يرى في غير العرق الأبيض من يستحق الحياة، ولا يرى في الفلسطيني العصي على الاستسلام - خصوصا الغزي - سوى عقبة ينبغي محوها بكل أدوات ما يسمونه “التقدم”.

لكن هذا الوعي لا يطفئ الحب، بل يزيده رسوخا. الأم التي تلد أبناءها على وقع القصف، تطعمهم من قلبها قبل رغيفها، وتزرع فيهم حب الأرض قبل أي شيء آخر، لأنها تعرف أن العهد، كما قلت، لا يكتب في المحاكم بل في الجرح المفتوح.

أقدر عمق نظرتك كمخرج فلسطيني يعرف أن الصورة الحقيقية لا تلتقط بالكاميرا وحدها، بل بالقدرة على اختراق القلب والعقل معا، كما فعلت في قراءتك. 

شكرا لأنك أنصفت الأم الفلسطينية التي أمثلها، وجعلت من النص نافذة أخرى تطل منها فلسطين على العالم، لا كضحية صامتة، بل كحارسة للمعنى وحاملة للراية.

سلام على أنس، وعلى جيل الرواد الصحفيين والإعلاميين وكل من جعل من الكلمة والصورة جبهة مقاومة، وسلام على الكاميرات التي تلتقط الدم لا لتؤرشفه، بل لتبقيه حيا في الذاكرة حتى ينبثق النور من  حلكة  الظلام".

هذا ما دفعني لكتابة هذا الرد لها:

"وأنا أقرأ كلماتك، شعرت وكأنني أشاهد فيلما يخرج بوعي المخرج، لا بعفوية اللقطة. قلت لها: ما كتبتيه يا غانية لم يكن مقالا تقليديا، بل عملا بصريا سياسيا حيا. جعلتنا نرى ونسمع ونشم  المشهد كما لو كنا داخل غرفة مونتاج مشتعلة." لقد أنرت مقالتي بمقالك، واضفت بعدا آخر للمشهد، وأثبت أن القلم حين يكون ملتزما  وحرا ، يصبح سلاحا ذا مدى أعمق من أي رصاصة.

المشهد الأخير: النهاية المفتوحة 

هذه ليست نهاية القصة، بل لقطة مفتوحة ذات إمكانيات عديدة. في زمن تقاد فيه الكلمات إلى غرف الإعدام، وفي عالم  تباع فيه الحقائق بثمن زهيد، علينا أن نستمر في الكتابة... أن نستمر في التصوير... أن نستمر في الحوار... وأن نبقى مؤمنين بأن الصوت الصادق والصورة النقية قد يكونان بداية النهاية لكل باطل. حتى تتحرر الحقيقة، وتنهض فلسطين من الحصار والوداع."

يحيى بركات

مخرج وكاتب 

 

 

مشاركة: